تعد المضادات الحيوية بمثابة الفئة الدوائية التي ارتبط اسمها بعلاج العدوى البكتيرية , لذلك فإن الأطباء يقومون بوصفه كعلاج يحقق فاعلية كبرى في القضاء على أعراض الإلتهاب الذي تخلفه البكتيريا , ومن أمثلة الحالات الشائعة التي يستخدم في علاجها هذا الشكل من الأدوية التهابات الجيوب الأنفية , التهابات العين , بعض التهابات الحلق , والتهاب المسالك البولية , ولكن بعض الأشخاص يتناولون المضاد الحيوي دون أن يعطي المفعول المطلوب والخاص بتدمير البكتيريا وتثبيط عملية نموها وتطورها وهذا مايعرف طبيا بحالة مقاومة المضادت الحيوية .
حول مقاومة المضادات الحيوية
تم تداول مصطلح المضاد الحيوي في المجال الطبي بشكل شائع حيث تتطلب بعض الحالات الصحية أن يتم توظيفه كعلاج ضروري للعدوى التي يكون مصدرها بكتيري , ولكن ماذا إذا كان جسم الشخص يكافح تأثير المضادات الحيوية في صورة طفرة تنشأ في أنواع معينة من البكتيريا ,مما يعمل على تهيئة الظروف التي تساعدها على اثبات وجودها وبقائها على قيد الحياة بدون أن تتأثر بوجود تلك المضادات المحاربة للميكروبات , وهذا مايخالف الآلية الطبيعية التي تقوم عليها تلك الفئة من الأدوية, والتي ترتبط بالتخلص من أضرار البكتيريا وإيقاف نموها بما يمثل العامل الأساسي في سبيل التخلص من العدوى بشكل نهائي .
يجب أيضا أن نشير إلى اعتبار المضادات الحيوية جزءا من خطة العلاج الضرورية لمقاومة بعض أنواع العدوى الفطرية , إلا أنها ليست الخيار العلاجي الأمثل للعدوى الإلتهابية الفيروسية
أما عن النتائج المترتبة على تشخيص إصابة الأفراد بأن لديهم مقاومة تجاه المضاد الحيوي فإنها حالة تعمل على تخفيض مفعول تأثير المواد النشطة الفعالة والمضادة لعدوى ما , مما يزيد من مواجهة صعوبات في العلاج , فضلا عن ارتفاع فرص انتشار الأمراض المعدية , وفقدان القدرة على السيطرة عليها ,أو عودة الإصابات المتكررة بالعدوى بمنتهى السهولة .
ولكن هناك هذا السؤال الذي يتردد في الأفق , والخاص بكيفية استطاعة تلك الكائنات المجهرية مقاومة المضاد الحيوي حتى أنه لم يعد قادرا على اقتلاعها من جذورها , وماهي المخاطر المتوقعة الناجمة عن مقاومة البكتيريا , وكيفية استعادة الوضع الطبيعي الذي يبرز قوة مضادات الميكروبات .
أسباب مقاومة المضادات الحيوية
من خلال الكشف عن السبب الذي يجعل الطبيب يقرر بأن الشخص يعاني من مقاومة المضادات الحيوية فقد تم رصد عدد من العوامل المؤدية إلى حدوثها على النحو التالي :
- من الممكن أن تحدث طفرة جينية في الحمض النووي الموجود في نوع معين من البكتيريا , ويعد هذا بمثابة أحد أشكال التطورات الطبيعية التي تمر بها الكائنات الحية في طور التطور ., وهذا مايجلب نمط من التغيير الجيني الأمر الذي يزيد من السماح للبكتيريا بالبقاء دون أن تعترضها آلية عمل بعض المضادات الحيوية مما يجعلها تكون قادرة على النمو والتكاثر .
- في بعض الأحيان قد تحدث عملية انتقال للجينات بشكل أفقي , مما يعمل على اتساع دائرة تفشي مشكلة مقاومة المضادات الحيوية لتشمل أنواع عديدة من البكتيريا, إلا أن هذا السبب نادر الحدوث
- اعتياد استهلاك المضادات الحيوية بشكل مفرط , حيث ينشأ جراء ذلك تأثيرا عكسيا وينطوي ذلك على فئات الأشخاص الذين يتناولون المضاد الحيوي بدون وصفة طبية أو تشخيص مسبق , أو بدون أن تستدعي الحالة ضرورة استخدامها ويمكن أن تتماثل للشفاء ببعض العلاجات الطبيعية مثل ظروف الإصابة بالأمراض الموسمية كنزلات البرد وفيروس الإنفلونزا
- اساءة استخدام المضاد الحيوي بشكل خاطىء خاصة إذا كان واسع المجال ,وذلك للحصول على مفعول أكبر بدلا من المضادات الحيوية محدودة المجال التي تركز على نوع محدد من البكتيريا المسببة للعدوى , مما يزيد من فرص انتاج أنواع مقاومة من البكتيريا ويرجع ذلك إلى حدوث حالة تعرف بالضغط الإنتقائي
- الإستعمال المكثف للمضادات الحيوية وزيادة معدلات استخدامها بشكل كبير في المستشفيات والمركز الطبية وذلك نتيجة الإستعانة بها في غرف الطوارىء الخاص بالحالات الحرجة حيث يكون من أكثر فئات الأشخاص عرضة لإلتقاط العدوى مما يدفع إلى مزيد من الإستهلاك الذي يترتب عليه خلق ظروف بيئية خصبة تترك الفرصة سانحة أمام الميكروبات لتطوير المقاومة المضادة للمضادات الحيوية
اقرأ أيضا مايجب تناوله ومالايجب مع المضاد الحيوي
كيف تستطيع البكتيريا مقاومة المضادات الحيوية؟
بالنظر إلى النهج الذي تتبعه البكتيريا لنجاح مقاومتها للمضاد الحيوي فسوف نجد أن الأمر لايكون متعلقا بكل أنواع البكتيريا بل بعضها فقط , التي تقاوم بعض أنواع من المضادات الحيوية التي تطور أسلوب مكافح يمكنها من التكيف بسهولة في ظروف البيئة الموجود فيها المضاد الحيوي , ومن أبرز صور الإستراتيجيات المفيدة في إضافة تأثير مقاوم للمضاد الحيوي مايلي:
- بناء معوقات مقيدة لإقتحام المضاد الحيوي لحصون الخلية البكتيرية من خلال اتباع محاولة تضليل قائمة على إضفاء بعض مظاهر التغيير في حجم فتحات جدار الخلية
- العمل على الإستفادة من وجود المضخات على جدران الخلايا البكتيرية في إزالة أي أدوية تسربت إليها.
- الإستعانة ببعض الوسائل ومن بينها الإنزيمات التي تقوم وظيفتها بالعمل على تكسير وتحطيم خصائص المضاد الحيوي
أنواع البكتيريا الشائعة المقاومة للمضادات الحيوية
توجد بعض الأمثلة لأكثر أنواع البكتيريا المقاوم للمضاد الحيوي شيوعا ومن ضمنها:
- بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين
- البكتيريا المنقولة من مصادر الأغذية المسببة لمخاطر التسمم الغذائي، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا.
- البكتيريا المسببة لمرض السيلان الجنسي وهو أحد الأمراض المنقولة بالإتصال الجنسي
- المكورات العقدية المقاومة للبنسلين المسببة للإلتهاب الرئوي
تشخيص العدوى المقاومة للمضادات الحيوية
يمكن أن ينصح الطبيب بخضوع المصاب بحالة مقاومة المضاد الحيوي ببعض الإجراءات التشخيصية مثل الحصول على عينات مختلفة تكشف بعض العلامات الحيوية مثل الدم، أو البول، أو البراز، أو البلغم، أو الأنسجة، أو السائل النخاعي، أو المخاط من الأنف، أو الحلق، أو الأعضاء التناسلية، وفحصها تحت المجهر.
علاج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
إذا أثبت التشخيص أن العدوى البكتيرية التي لديك مقاومة للمضاد الحيوي , فإن الطبيب يكون أكثر ميلا للقيام بوصف نوع بديل من المضادات الحيوية المعروف بقدرتها العالية على مكافحة الإلتهابات بنوعيها البكتيري والفطري
طرق الوقاية من التعرض لمقاومة المضادات الحيوية
تجنبا لخطر التعرض لهذا النوع من المشكلات فيجب أن نحاول عرقلة تطور مقاومة المضادات الحيوية من خلال استخدامها بشكل سليم ضمانا للحد من مقاومتها أو انتصار البكتيريا عليها ويحدث ذلك من خلال اتباع عدة تدابير وقائية:
- الإمتناع تماما عن تناول المضادات الحيوية في غير الغرض المخصص لها فهي ممنوعة تماما في حالة العدوى الفيروسية
- الإلتزام بكافة تعليمات وإرشادات الطبيب فيما يتعلق بتناول المضاد الحيوي بناءا على الإجراءات الموصوفة طبيا دون استعمالها بشكل عشوائي ويتضمن ذلك عدد الجرعات المحددة في اليوم الواحد , وحجم الجرعة , مع مراعاة عدم التوقف الفجائي عن تناول الدواء قبل إكمال الكورس العلاجي مهما بلغت درجة التحسن
- عدم تبني أسلوب المشاركات للمضاد الحيوي مع شخص آخر مريض
- اتباع اجراءات الوقاية الإحترازية , فمع انخفاض معدلات الإصابة بالعدوى , سوف تقل الحاجة للمضاد الحيوي ويتضمن ذلك الحرص على تكرار غسل اليدين جيدا بصابون طبي معقم , إدراج أطعمة غنية بمضادات الأكسدة ضمن نظامك الغذائي لتعزيز قوة الجهاز المناعي, مع الإهتمام بالحصول على عدد كافي من ساعات النوم
- تذكري الحصول على لقاحات التطعيم حيث أن تلك الأمصال مفيدا من أجل التحصين ضد العدوى التي تحتاج للمضاد الحيوي كعلاج أساسي ، مثل الكزاز والسعال الديكي.
- من الأمور المهمة أيضا أن يكون المضاد الحيوي الموصوف بناءا على احتياج المريض إليه أي عند اللزوم , وتبعا للمدة المحددة فقط
- أن تتضمن الروشتة العلاجية النوع المناسب من المضاد الحيوي ,والملائم لطبيعة الحالة الصحيةمستهدفا البكتيريا المعنيةالمسببة للعدوى فقط