هل يمكن أن تصاب المشيمة بالشيخوخة مثل الجلد ؟ يشار إلى المشيمة التي تعرف بالمسمى الشائع بين أغلبية الأشخاص بإسم الخلاص وهو ذلك العضو الذي ينمو بشكل مؤقت في الرحم ,ويختص بمسئولية حيوية تقوم على تزويد الجنين بالأكسجين والمغذيات الضرورية لمتابعة عملية نموه وتطوره , وتعد الآداة الطبيعية التي تربط بين الأم والجنين عن طريق الحبل السري ,وبعد انتهاء مهمتها فإنه يصبح لاجدوى من وجودها داخل رحم الأم ليقوم الأطباء بإخراجها بعد المرحلة الثالثة من ولادة الطفل , ويمكن أن تتعرض للعديد من المشكلات خلال فترة الحمل والتي تستوجب أن تكون النساء على دراية تامة بها .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمشكلة تكلس المشيمة أثناء الحمل
حول تكلس المشيمة أثناء الحمل
تكلس المشيمة أثناء الحمل
على الرغم من أن تكلس المشيمة يعد من الأمور الطبيعية التي تتزامن مع المراحل المتقدمة من الحمل ويوصف هذا التغيير بأنه شيخوخة دالة على النضوج حيث تتراكم ترسبات الكالسيوم في المشيمة , وعلى الرغم من عدم اعتبار تلك الظاهرة ذات صلة بمشكلة مرضية إلا أن حدوثها في وقت مبكر من المحتمل أن يترك تأثيره على صحة الجنين النامي في الرحم
حول درجات تكلس المشيمة
حول درجات تكلس المشيمة
منذ بدايات الحمل الأولية تم استكشاف وجود درجات مختلفة من التكلس الطارىء على المشيمة
- المرحلة الصفرية: يطلق عليها المرحلة المبكرة والتي تنطلق قبل الدخول في الأسبوع الثامن عشر من عمر الحمل
- الأولى: تكون بداية انطلاقها من الأسبوع الثامن عشر وصولا إلى الأسبوع التاسع والعشرين من الحمل.و تصبح التكلسات أكثر انتشارا في أقل من 25٪ من المشيمة.
- الثانية:تم وضع بداية تقريبية تحدد من الأسبوع الثلاثين وحتى الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل.
- الثالثة: آخر مرحلة ويطلق عليها الدرجة الثالثة الشديدة من التكلس وتتم ملاحظة علامة مميزة عليها حيث من الممكن رؤية تكون هياكل مشابهة للحلقة في المشيمة من الداخل وذلك بعد أن تغطي التكلسات أكثر من 50 ٪ من المشيمة, وعادة مايوصي الأطباء بحتمية إجراء ولادة قيصرية للحد من المضاعفات , أو سرعة دخول المرأة إلى غرفة الولادة في وقت مبكر .
العوامل المسببة لتكلس المشيمة
أسباب تكلس المشيمة
مازال الغموض يحيط بالأسباب الجوهرية التي تفسر حدوث تكلس المشيمة فالأسباب المتوافرة لم يتم تحديدها بدقة , إلا أنه وفقا لآراء الخبراء توجد عوامل معينة لها اسهامات مباشرة في هذا الصدد
- عمر الحمل المتقدم : يعد عامل السن من ضمن الأسباب الشائعة التي ترفع من فرص حدوث ظاهرة تكلس المشيمة الذي يزداد بين النساء اللاتي يحملن بعد سن 35 عاما
- الحمل المتتابع على فترات متقاربة جدا يزيد من مخاطر مواجهة تكلس المشيمة لدى السيدات اللاتي مررن بتجارب حمل متتالية
- معاناة الأم من مشكلات مرضية تجعلها معرضة بشكل كبير إلى أضرار تكلس المشيمة مثل ضغط الدم المرتفع وداء السكري
- توجد أشكال أخرى من العوامل ذات الصلة بتبني بعض العادات السيئة مثل الإدمان على التدخين , والإفراط في تناول المشروبات الكحولية والتي تجعل خطر تكلس المشيمة على المحك
ماهو التأثير المتوقع لتكلسات المشيمة على صحة الأجنة ؟
ماهو التأثير المتوقع لتكلسات المشيمة على صحة الأجنة ؟
يمكن ملاحظة صور التأثير المختلفة لفرط تكلسات الكالسيوم على المشيمة بأكثر من طريقة على النحو التالي:
- قصور التدفق الدموي إلى الجنين : حيث يكون هناك ضعف في الدورة الدموية الواصلة إلى الجنين كنتيجة مترتبة على تكلس المشيمة , وبالتالي ينعكس الأمر سلبا على كميات الأكسجين والمغذيات الواصلة إليه والتي تشهد انخفاضا في مستوياتها, ويمكن أن يتسبب ذلك في اختلالات في مخطط النمو الطبيعي للجنين ويشمل ذلك مشكلات تأخر النمو أثناء وجوده في الرحم , وانخفاض الوزن عند الولادة
- من المتوقع أيضا حدوث اضطرابات في معدلات النمو والتطور وذلك لتدني مؤشر الدم المتدفق إلى الجنين لتبدأ المشكلات التي تعوق النمو والتطور في الظهور ومن أمثلتها تأخر تطور خلايا المخ وبقية أعضاء الجسم
- ولادة الجنين قبل الآوان والتي يتم صياغتها تحت مصطلح الولادة المبكرة الذي يضاف ضمن المضاعفات الناجمة عن تكلس المشيمة
- توجد أنماط أخرى من المضاعفات الشديدة التي تصاحب عملية الولادة, والتي تكون ذات صلة بتكلس المشيمة وتنذر بوجود خطورة مثل النزيف الدموي الغزير بعد الولادة , بالإضافة إلى مشكلات في تأخر النمو الطبيعي لأعضاء الجنين وأجهزته الحيوية داخل الرحم .
إلا أنه من الملاحظات الهامة أن تلك التأثيرات سابقة الذكر تتوقف بناءا على عدد من العوامل :
- درجة تكلس المشيمة: والتي كلما اقترنت بالزيادة ارتفع مؤشر تأثيرها بالمقابل على صحة الجنين
- التوقيت المحدد لحدوث التكلس :فإذا جاء في مرحلة مبكرة من الحمل كلما امتد نطاق التأثير على مساحة أكبر لدى الجنين مقارنة بما يأتي في المراحل التالية من الحمل
- الحالة الصحية للجنين : فإذا أثبتت التحاليل والفحوصات التصويرية أثناء الحمل معاناة الجنين من مشكلات صحية أخرى كالأمرا القلبية أو الرئوية كلما انعكس الأمر سلبا على صحة وكان أكثر عرضة لتداعيات تكلس المشيمة
اقرأ أيضا المشيمة الملتصقة بعد الولادة .. تعرفي على الأعراض وطرق العلاج
تشخيص تكلس المشيمة
تشخيص تكلس المشيمة
وبما أن كثيرا من النساء تتساءل عن الإجراءات التشخيصية المناسبة لتحديد وجود تكلسات في المشيمة من عدمه فإن الفحص الأنسب يتم بناءا على أشعة الموجات فوق الصوتية, والتي تساعد الطبيب على مشاهدة التكلسات على شاشة وتكون مرئية أمامه في صورة بقع بيضاء أو رمادية في المشيمة.
نصائح للوقاية من تكلس المشيمة
نصائح للوقاية من تكلس المشيمة
- في كل الأحوال لابد أن نشيد بأهمية المتابعة الدقيقة مع طبيب النساء والتوليد للتحقق من سير الحمل على مايرام أو استكشاف أي مواطن ضعف أو أمور غير طبيعية , وبصفة عامة فإن الوقاية خير من العلاج ومن ثم لابد من تقنين عدد من الإجراءات الوقاية للتقليل من خطر حدوث التكلس.
- العمل على الإدارة الجيدة لعوامل الخطر المتوقعة على النحو الأمثل والتي تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لتكلس المشيمة ومن ضمنها ارتفاع ضغط الدم ,والسكري وهنا لابد من مراعاة اتباع نظام غذائي صحي ,وممارسة التمارين الرياضية
- الإقلاع عن التدخين الذي يسبب أضرار صحية جسيمة على الصحة بشكل عام, وعلى الصحة النسائية بشكل خاص حيث يزيد من خطر تكلس المشيمة.