في إطار متابعة التطورات المرضية ذات الصلة بالمشكلات الصحية الشائعة فقد يتبادر إلى الذهن مثل هذا السؤال الذي يتردد صداه باحثا عن إجابة , خاصة مع شيوع داء السكري وتصنيفه ضمن الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى روتين علاجي خاص يتضمن حقن الأنسولين جنبا إلى جنب النظام الغذائي الصحي , وفي ظل وجود نوعان رئيسيان من هذا المرض هما النوع الأول , والنوع الثاني فإن البعض يرغب في البحث عن احتمالية انتقاله من النوع الثاني إلى الأول وهذا ماسنوضحه من خلال مقالنا
هل يمكن أن يتحول داء السكري من النوع الثاني إلى الأول ؟
هل يمكن أن يتحول داء السكري من النوع الثاني إلى الأول ؟
بعد تشخيص إصابة أعداد كثيرة من الأشخاص بهذا الداء الذي شهد انتشارا واسعا , فعند محاولة رصد وجود تحول بين نوعي مرض السكري, تبين وبناءا على رأي الأطباء والمتخصصين أنه لايمكن حدوثه بأي شكل من الأشكال فكلا منهما حالة منفصلة وقائمة بذاتها كما أن العوامل المسببة مختلفة تماما لذلك فمن المستحيل أن تحدث عملية التحول إلى النوع الآخر , إلا أن الأمر قد يكون مجرد خطأ في التشخيص من قبل طبيب قد قام بتحديد الحالة على أنها داء السكري من النوع الثاني إلا أنه في حقيقة الأمر يكون داء السكري من النوع الأول أو العكس أيضا
ولنتعرف على نبذة سريعة لفهم الفرق بين مرض السكري من النوع الأول الذي يرتبط بمعاناة المريض من نقص مستويات الأنسولين الناجم عن استجابة مناعية ذاتية تجعل الجهاز المناعي يصدر رد فعل ممثل في شن هجوم على الخلايا الجسدية السليمة وذلك بطريق الخطأ وبدون قصد حيث يتعامل معها على أنها جسم غريب , بينما النوع الثاني هو مايختص بمقاومة الأنسولين عندما لاتتفاعل الخلايا ولاتستقبل السكر وبالتالي فإن الجسم يفقد استجابته للأنسولين وبالتالي تضعف كفاءته في خفض المستويات المرتفعة من سكري الدم
وتوجد بعض الأنماط الحياتية الخاطئة التي تضع بصمتها السلبية مؤدية إلى تطور داء السكري من النوع الثاني ومن أبرز تلك العوامل السمنة المفرطة , وانخفاض أداء الأنشطة الرياضية
اقرأ أيضا لمرضى السكري..5 مصادر غذائية لحماية العين من مضاعفات الإعتلال الشبكي
كيفية حدوث التشخيص الخاطىء
كيفية حدوث التشخيص الخاطىء
على الرغم أن الطبيب يكون متخصص في مجاله إلا أن الأخطاء الطبية التشخيصية من الأمور واردة الحدوث خاصة في الحالة التي يحدث فيها انعدام تطابق بين المرحلة العمرية للمريض والعمر المحدد لفئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة كما هو الحال في مرض السكري من النوع الأول حيث تكون هناك احتمالات أكبر للإصابة في الفئة العمرية التي تتراوح بين سن 5 إلى 15 عاما وهذا يعني الأطفال في مرحلة المراهقة والمصابين بداء السكري المناعي الذاتي
في بعض الأحيان يمكن أن يحدث نوع من الخلط بين داء السكري من النوع الثاني المنتشر بين الأطفال والنوع الأول من مرض السكري , حيث أن الثاني يشهد ارتفاعات ملحوظة في مراحل حياتية مبكرة وخاصة إذا اقترن ذلك بمعاناة الطفل مع الوزن الزائد أو السمنة المفرطة
ووفقا لحسابات الباحثين فإن مايصل إلى 6.4% من فئة الشباب يتم تشخيصهم على سبيل الخطأ على أنهم مصابون بداء السكري عند إجراء التشخيص
في ظل تزايد فرص الإجراءات التشخيصية الخاطئة , والتي يقوم أغلبها على تحديد النوع بناءا على سن المريض فإننا نستنتج أنه من العوامل المؤثرة , على الرغم أن المصطلحات المتداولة التي تصف داء السكري من النوع الأول بأنه يصيب الأطفال , وداء السكري من النوع الثاني لدى البالغين قد نفذت صلاحيتها ولم تعد مستهلكة
فحوصات فعالة للتمييز بين مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني
معظم الأطباء يقومون بالتوصية بأشكال من الإختبارات الشائعة والمعتادة مابين فحص الدم والبول والتي يتم الإستعانة بها كإجراءات للتمييز بين خصائص داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني، ومن أبرزها
1-فحص الأجسام المضادة في الدم
اختبار الأجسام المضادة في الدم
فيما يخص الاجسام المضادة التي تعبر عن بروتينات موجودة في الجسم البشري ,والتي يستخدمها الجهاز المناعي من أجل تحديد مصادر التهديد الخارجي ,حيث يتم إطلاقها في مهمة دفاعية غرضها التصدي لأي هجوم من العدوى , وبالنسبة لإضطرابات المناعة الذاتية والتي تنطوي على حدوث خلل أو سوء تقدير من الجهاز المناعي يؤدي إلى انتاج تلك البروتينات بشكل خاطىء مستهدفة خلايا الجسم السليمة حيث تتعامل معها على أنها جسم غريب , وهنا لابد أن نعلم أن تلك الأجسام المضادة تتواجد في أجسام المصابين بمرض السكري من النوع الأول، بينما تكون معدومة في النوع الثاني .
2-مستوى الببتيد سي في البول
مستوى الببتيد سي في البول
يعرف الببتيد سي بأنه أحد المنتجات الثانوية التي تنتجها غدة البنكرياس عندما تقوم بإفراز الأنسولين لتنظيم سكري الدم , ويستخدم هذا الإختبار لتصنيف نوع مرض السكري والتحقق من فاعلية العقاقير المستخدمة في العلاج , ومن الأمور التي تتم ملاحظتها أن مريض السكري من النوع الأول سوف يكون لديه قصور في مستويات البيتيد سي في افرازات البول أو تكون غير مرئية بشكل واضح وذلك لعدم قيام البنكرياس بإنتاج كمية كافية من الأنسولين , ويمكن أيضا تقييم مستويات الببتيد سي في فحص الدم.