دعما لعملية الإمتصاص الجيد والصحيح للفيتامينات وتحقيق استفادة الجسم منها فلابد من تلبية احتياجاته من الدهون الصحية كما هو الحال بالنسبة لبقية العناصر الأخرى فهي من الضروريات لأفضل أداء حيوي لوظائف الجسم المختلفة , كما أن آلية الهضم السليمة لها تندرج ضمن الأمور بالغة الأهمية نظرا لكونها تكسب الجسم كميات وفيرة من الطاقة , وتعزز في الوقت نفسه من وزن الجسم الصحي ويساعد النظام الهضمي الخالي من العقبات كذلك في تحسين عملية امتصاص الجسم لأنواع الفيتامينات التي تتمتع بخصائص الذوبان في الدهون زمن أمثلتها ( أ, د,ه , ك ). فمن أجل الحصول على هدف النمو الجسماني السليم لابد من إدراج مصادر الدهون الصحية ضمن النظام الغذائي وذلك لما لها من تأثيرات إيجابية حيث تمثل غذاءا صديقا لدعم خلايا الدماغ ووقايتها من عوامل التلف والإعتلالات بالإضافة إلى دعم عملية إفراز الهرمونات , ويكون للبشرة نصيب أيضا حيث ترتبط كفاءة الإمتصاص بنضارتها وحيويتها , إلا أنه في بعض الأحيان قد يجد الجهاز الهضمي نفسه بصدد مواجهة صعوبات هضمية للدهون وبالتالي تصبح أمامنا مشكلة حقيقية بحاجة إلى حل.. وسوف نقدم 6 علامات تحذيرية دالة على سوء هضم الدهون.
6 علامات تحذيرية دالة على مواجهة جسمك لمشكلة سوء هضم الدهون
تلك العلامات تتميز بطبيعتها الخفية إلى الدرجة التي من الممكن أن تمتزج خلالها مع اضطرابات هضمية شائعة ومن أبرزها مايلي:
1-الشعور بإنتفاخ البطن \سيطرة احساس الغثيان عقب تناول الأطعمة الغنية بالدهون
الشعور بإنتفاخ البطن
بالنسبة لمفهوم الأطعمة الدسمة فقد ارتبط في أذهان الجميع بالأغذية التي تتشبع بكميات كبيرة من الدهون والتي تمثل اغراءات غذائية حيث تمتلك مذاقا فاتحا للشهية مثل المقليات كالدجاج المقلي والبطاطس علاوة على المكرونة الوايت كريمية القوام والأجبان التي يتعرض البعض ممن يقوموا بتناولها بشكل دائم لإحساس الثقل في البطن والغثيان خاصة في ظل الإعتياد على تناولها بشكل منتظم
وتعد تلك العلامة الأولية البارزة والتي تدل على المعاناة من عملية الهضم للدهون , وقد يكون هذا النوع من المضايقات نابعا من قصور في إنتاج العصارة الصفراوية الأمر المسبب لدهون متكتلة وصعوبات هضمية حيث يقترن دورها الأساسي بتكسير الدهون إلى جزيئات أصغر من أجل تسهيل عمل الإنزيمات الهاضمة , وهنا لابد من العودة إلى ذكر نبذة مختصرة عن دور الكبد ذلك العضو الحيوي الذي يتولى إنتاج العصارة الصفراوية وحفظها وتخزينها في عضو آخر دقيق وهو المرارة , وبدون تواجد كميات كافية من الدهون أو مواجهة نقص في مخزونها , فإنها تظل مستقرة في الجهاز الهضمي مسببة هذا الثقل بعد وجبات الطعام بالإضافة إلى نوبات الغثيان المتكررة
2-مشكلات جفاف وتشقق البشرة
مشكلات جفاف وتشقق البشرة
على الرغم أن السبب الشائع الذي يفسرمعاناة البشرة من الجفاف هو مايتعلق بإفتقار حصولها على القدر الكافي من الترطيب أي أن الجسم بحاجة إلى الماء , ولكنه لايمثل العامل الوحيد حيث أن بشرتك تكون في حاجة مماثلة للأحماض الدهنية الأساسية وتحديدا أوميجا 3 من أجل توفير عوامل الترطيب وسبل الحماية الفعالة , فعندما يوجد حائل يعوق قدرة بشرتك عن امتصاص الدهون بشكل جيد فإنه من المرجح أن يعاني الشخص من مشكلة الجفاف , مع تزايد الرغبة في الحكة الجلدية بالإضافة إلى أعراض الالتهاب والتهيج , مع ملاحظة تكون البثور الجلدية وعلى وجه الخصوص في المنطقة المحيطة بخط الفك والخدين
فربما يكون لديك روتين يومي يتضمن الترطيب كخطوة أساسية ومهمة قائمة على استخدام المرطبات مع اتباع نظام غذائي صحي مقاوم للجفاف وتتفاجئين في الوقت ذاته أن بشرتك بعد ماقدمت لها وقد أصيبت بالجفاف فهناك احتمال كبير بأن لديك ضعف في امتصاص الدهون والذي يكون على الأغلب سببا خفيا غير متوقعا
اقرأ أيضا فرط الدهون حول القلب .. الأسباب وطرق العلاج
3-سيطرة الإحساس الدائم بالتعب والإرهاق على مدار اليوم
الإحساس الدائم بالتعب والإرهاق على مدار اليوم
الغريب في الأمر أن شعورك بالإرهاق والخمول , وانخفاض مستويات طاقة الجسم قد يصبح ملازما لكي حتى مع تناول وجبات طعامك , ويرتبط ذلك بكون الدهون مصادر الطاقة الأكثر كثافة في الجسم البشري , فعندما لاتتم معالجة الدهون من قبل الجهاز الهضمي بالشكل الأمثل فإنها تصبح بلا جدوى , وسوف يحدث تعطيل في قدرة الجسم على الإستفادة منها , وهذا مايتسبب بدوره في ظهور أعراض مصاحبة من أبرزها التعب , وتشتت الذهن مع فقدان التركيز , والشعور بالخمول البدني والكسل بعد تناول الوجبات , كل ذلك يكون مشمولا بتدني ملحوظ في مستويات الطاقة , ومن المثير للإستغراب أن تلك العلامات المرضية تحدث حتى مع استهلاك حصص كافية من السعرات الحرارية مما يحمل مؤشرا على أن جسمك ليس بإمكانه توظيف الطاقة التي يحصل عليها
4-نقص واضح في الفيتامينات الذائبة في الدهون
نقص واضح في الفيتامينات الذائبة في الدهون
تلك الأنواع من الفيتامينات هي ماتقوم الأنسجة الدهنية في الجسم بالعمل على امتصاصها وتخزينها ومن أمثلتها تأتي تلك الفيتامينات الأربعة الشهيرة A,D,E,K والتي تتسم بخصائص الذوبان في الدهون مما يشير إلى حاجتها لمصادر الدهون الغذائية من أجل دعم عملية الإمتصاص على أكمل وجه , وفي حالة اثبات نتائج تحاليل فحص الدم لديك وجود انخفاض شديد في تلك العناصر حتى مع وجودروتين جيد لتناول المكملات الغذائية أو اتباع نظام غذائي صحي يحقق معادلة التوازن فإن سوء هضم الدهون يمثل أزمة حقيقية بالنسبة لكي
أما عن أكثر الأعراض شيوعا والتي تترافق مع نقص تلك الفيتامينات فإنها تشمل :
1-المناعة الضعيفة بمعنى ضعف مقاومة الجسم المضادة للعدوى وهو عرض ناجم عن نقص فيتامين d
2-مشكلات ضعف النظر وعدم وضوح الرؤية دلالة على نقص فيتامين A
3-سهولة ظهور الكدمات نتيجة النقص الشديد في مستويات فيتامين K
4-الجفاف وخشونة الجلد والإعتلالات العصبية مؤشرا على الإصابة بنقص فيتامين E
5-تغيرات في عادات الأمعاء( البراز الدهني)
البراز الدهني
يمكن الإستدلال من خلال إجراء فحص فضلات البراز عن العديد من المعلومات المتعلقة بصحة الجهاز الهضمي , حيث أنه من بين أنواع الإسهال يوجد مايسمى ( إسهال دهني ) والذي يصيب الأشخاص الذين يعانون من سوء امتصاص الدهون , ويشير ذلك إلى أن الدهون يتم التخلص منها خارج الجسم مع الفضلات بدلا من امتصاصها واستفادة الجسم منها , الأمر المتسبب في حرمان جسمك من المغذيات الأساسية
6-آلام شديدة في الجانب الأيمن العلوي من البطن
آلام شديدة في الجانب الأيمن العلوي من البطن
هناك حيث موقع وجود الكبد والمرارة وهما العضوان اللذان يقومان بمسئولية تامة عن هضم الدهون , ففي حالة مواجهة مغص مؤلم في الجزء العلوي الأيمن من البطن عقب تناول وجبة دسمة , فإن ذلك يحمل إشارة على وجود حصوات مرارية أو تباطؤ في تدفق العصارة الصفراوية , وفي الغالب ينطلق هذا الألم في الظهور في مدة تتراوح بين 30-60 دقيقة من بدء تناول وجبات تحتوي على الأطعمة المقلية أو الدهنية، أما عن وصف الألم فقد يكون مشابها لإصابة طفيفة أو طعنة حادة ونافذة , الأمر الذي يستلزم الحصول على استشارة الطبيب
كيفية التعامل مع مشكلة ضعف هضم الدهون
أطعمة البروبيوتيك
بالنسبة لمن يعانون من تلك الحالة فإنهم يحتاجون إلى مراعاة بعض التدابير الإحتياطية الداعمة لهضم الدهون والتي تتخذ عدة خطوات :
- اللجوء إلى الطبيب لإجراء فحوصات وظائف الكبد والإطمئنان على صحة المرارة
- تتم التوصية بتجربة أحد أشكال المكملات الغذائية من الإنزيمات الهاضمة التي تحتوي على الليباز، مع اختيار تناول وصفة الشاي المر مثل جذور الهندباء لتعزيز عملية تدفق عصارة الصفراء
- تقسيم وجبات الطعام الرئيسية إلى أجزاء أصغر حجما جنبا إلى جنب مع أطعمة غنية بالدهون الصحية (مثل الأفوكادو، وزيت الزيتون)
- تجنب الإستهلاك المفرط لأنواع الأطعمة المصنعة والمقلية والدهنية.
- الحرص على إضافة أطعمة البكتيريا النافعة التي تحتوي على خمائر مفيدة ضمن النظام الغذائي مثل مخلل الملفوف لتحقيق توازن البكتيريا المعوية وتعرف بأطعمة البروبيوتيك
- الإلتزام بأسلوب المضغ البطىء بدون تسرع