ربما يخيل إليك أن ماتقومي بتناوله من طعام يستقر في منطقة الفخذ كشكل من أشكال السمنة الموضعية التي يعاني منها بعض الأشخاص بحيث يبدو هذا الجزء ممتلئا بالدهون التي تتركز فيها مقارنة بباقي أجزاء الجسم , الأمر الذي يمثل مشكلة مؤرقة وخاصة لدى فئات النساء اللاتي أرهقن نتيجة البحث عن قطع مناسبة من الملابس نتيجة للكيلوجرامات الزائدة في منطقة الورك والفخذين, ولكن كل ذلك لايحدث من قبيل الصدفة , فالجسم لايقوم بإختيار الأجزاء التي تتجمع فيها الدهون عبثا أو بطريقة عشوائية , بل أن له رسالة معينة يوجهها ليخبرك بها عن أهمية إدخال تعديلات على نظامك الغذائي على النحو الذي الذي يحقق التوازن .. ولكن قبل أن نفكر في العلاج لابد أن نتعرف أولا على أسباب تراكم الدهون في منطقة الفخذ
تراكم الدهون في منطقة الفخذ
تراكم الدهون في منطقة الفخذ
وفقا لآراء الخبراء في مجال التغذية العلاجية فإن الشكل الذي تتوزع به الدهون في الجسم كله يكون أمرا مرتبطا بالعديد من العوامل مابين التغيرات الهرمونية , وارتفاع مستويات القلق التوتر علاوة على حجم الأنشطة اليومية الروتينية , وينضم إلى الأسباب أيضا العادات الغذائية , والعوامل الوراثية
حول تراكم الدهون في الأجزاء السفلية
من الملاحظ أن منطقة الورك أو الفخذين تشهد تراكم كميات كبيرة من الدهون كصورة من الصور الدالة على الدهون الموضعية وعلى الرغم من كونها أقل في درجة الإرتباط بالأمراض القلبية مقارنة بالدهون المتراكمة في منطقة البطن إلا أنه من الممكن أن تتسبب زيادتها في العديد من العواقب الصحية حيث ترتفع فرص المخاطر في حالة ترك الأمر دون البحث عن حل
خاصة إذا تخطى قياس الوزن النطاق الصحي طبقا لمؤشر كتلة الجسم , فإن ذلم يضع احتمالات كبرى للإصابة بإضطرابات مزمنة كالضغط والسكري, وربما يكون الأمر بين يديك في استعادة التوازن بين النظام الغذائي المستهلك , ومستويات الطاقة والنشاط , ودورة النوم والإستيقاظ
أسباب محتملة لتراكم الدهون في الفخذين
1-الهرمونات هي حجر الأساس في توجيه دهون الجسم
الهرمونات
يجب العلم أن منظومة الهرمونات الموجودة في الجسم تتحكم بشكل كبير في العديد من العمليات التي تتم بداخله كما أنها تدير عملي توزيع الدهون لدى فئة النساء ويرتبط ذلك بهرمون الأستروجين أحد أبرز الهرمونات الجنسية الأنثوية الرئيسية , والذي كلما ارتفعت مستوياته فإنه بالمقابل سوف تكون الدهون أكثر ميلا لمزيد من التراكم وبشكل خاص في منطقة الحوض والفخذين ولكن لابد من الإشارة إلى أن تلك الزيادة في المؤشرات الهرمونية لاتمثل مصدر قلق في شتى الأحوال بل أنه يمكن أن تمثل أمرا طبيعيا في بعض المراحل الحياتية مثل فترة الحمل وبلوغ سن اليأس إلا أن هذا لاينفي أن المرأة ربما تواجه خللا هرمونيا يتطلب التدخل الطبي
بالنسبة لما ينبغي عمله بشأن التصرف الذي يجب القيام بإتباعه فهو القائم على الرجوع إلى الطبيب عقب رؤية أي زيادة غير معهودة في الوزن مع ملاحظة أعراض أخرى مثل اضطرابات دورة الحيض , أو تقلبات الحالة المزاجية
يمكن تبني بعض أنماط التغيير على أسلوب الحياة وروتين الأدوية الهرمونية بما يتوائم مع تحقيق التوازن والإستقرار للوضع الصحي بشكل تدريجي
2- مستويات التوتر تعطي إشارة للجسم لتخزين الدهون
مستويات التوتر
التوتر النفسي ومشاعر القلق التي يمر بها الفرد هي ماتعطي الشفرة للجسم ليكون أسرع في العمل على تخزين الدهون حيث لايستطيع الجسم التمييز بين الضغوط التي تنعكس سلبا على النفسية ومشاعر الجوع الفعلي والرغبة الحقيقية في تناول الطعام, فعندما حدوث ارتفاع في نسبة هرمون الكورتيزول الناجم عن القلق المزمن والإنفعالات المستمرة , فإن الجسم يتجه ليكون أكثر ميلا للإحتفاظ بالطاقة في صورة دهون مكدسة والتي في الغالب تجد طريقها مباشرة لتخزن في المناطق السفلية لدى النساء
بالنسبة للإجراء العملي المتبع فما عليكي سوى البدء بتفعيل بعض الخطوات البسيطة بشكل منتظم في محاولة لإمتصاص الطاقة السلبية ومشاعر التوتر والعصبية مثل تمارين التنفس البطيئة أو تقنيات التأمل مع ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق بما يفيد في تهدئة الضغط النفسي , مع عدم إهمال استراتيجيات التواصل الإجتماعي بين أفراد العائلة والأصدقاء مما يبعد الأثر السلبي للتوتر فضلا عن مساهمة تلك الطريقة في دعم العلاقات الإيجابية في استعادة توازن الهرمونات بالجسم
اقرأ أيضا سعفة الساق.. طرق الوقاية من فطريات الفخذين
3-تبنى وضعية الجلوس لوقت طويل
تبنى وضعية الجلوس لوقت طويل
يعد كلا من الكسل والخمول من ضمن العادات الشائعة التي يتبناها البعض بدون أن يكون لديهم أدنى فكرة عن كونها ستتحول شيئا فشيئا لتكون أسلوب حياة من شأنه التأثير على وظائف التمثيل الغذائي خاصة مع تبني وضعية الجلوس المطول مما يعطل آلية حرق الدهون, حيث تمر الساعات دون أن ينتبه إليه المرء في ظل البقاء جالسا في وضع ثابت أمام شاشات التلفاز كما ينعكس سلبا على صحة عضلات الساقين مسببا ضعفهما
ومع تضاؤل حجم ممارسة الأنشطة البدنية , فإن السعرات الحرارية التي من المفترض أن يتم استهلاكها يتم الإحتفاظ بها تلقائيا داخل الجسم , وهذا مايتسبب في ظهور مشكلة الوزن الزائد بشكل تدريجي في أجزاء الجسم السفلية
ومن أجل التغلب على تلك المشكلة واستعادة طاقة الجسم , فلابد من الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية بقدر معتدل وخاصة رياضة المشي السريع أو ركوب الدراجة على النحو الذي ينشط عضلات الجزء السفلي من الجسم بمعدل نصف ساعة يوميا على مدار خمس مرات أسبوعيا
- لابد من إضافة بعض التمارين التي تستهدف تقوية العضلات بشكل أسبوعي ضمن الروتين الرياضي للحفاظ على تناسق الجسم والوزن المناسب
- عدم البقاء في وضع واحد مع تبني بعض الحركات النشطة على مدا اليوم مهما كانت بسيطة سوف يصنع فارقا على المدى الطويل
4-اتباع نظام غذائي غير متوازن
اتباع نظام غذائي غير متوازن
سوف تفاجئك دهون الفخذ بوضوح في حالة الإعتياد على تناول الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة بالإضافة إلى المشروبات السكرية المحلاة التي تحفز قدرة الجسم على تخزين المزيد من الدهون وتحديدا مع ضعف وظائف التمثيل الغذائي كأحد الظواهر الشائعة بعد تخطي سن الثلاثين من العمر , كما أن الإستهلاك المفرط من أطعمة الكربوهيدرات البسيطة مثل المخبوزات والسكريات دون أن يحصل الجسم على نصيبه من البروتين والألياف من شأنه التسبب في زيادة سريعة في الوزن في الجزء السفلي على وجه الخصوص
ينبغي أن يقع اختيارك على وجبات الطعام الغنية بمصادر البروتين بشقيها سواء النباتي أو الحيواني مثل الدجاج أو حبوب البقوليات مثل العدس , مع تذكر وضع إضافة صحية من الخضراوات والفواكه الطازجة , والألياف الغذائية لتثبيط الشهية المفتوحة وضبط مستويات سكري الدم
ومن بين التوصيات التي أفاد بها خبراء التغذية لتحفيف فقدان آمن للوزن أن يتم استهلاك مايتراوح بين 400 -500 سعر حراري كحصة يومية
5-الوذمة الشحمية
الوذمة الشحمية
في بعض الأحيان يمكن أن يكون سبب الوزن الزائد في منطقة الفخذ مرتبطا بمشكلة طبية فالأمر لايقتصر فقط على عادات غذائية خاطئة تحتاج لتقييم , فمن الممكن أن يصاب البعض بإضطراب الوذمة الشحمية والتي تتراكم على أثرها كم كبير من الدهون بشكل غير طبيعي في الساقين والورك
كما ينتاب المرأة المصابة بتلك الحالة إحساس بثقل في أطراف الجسم السفلية يتخللها آلام لمجرد اللمس ومن المتوقع أن يصبح الأمر أكثر تفاقما مع التقلبات الهرمونية
مايجب فعله
في حالة ملاحظة تورمات غير متجانسة تشبه المنحدرات أو صعوبات حركية مع إجهاد مستمر يضع ضغطا مكثفا على الساقين فإن كل ذلك من ضمن أعراض الوذمة الشحمية ,أما بالنسبة لخطة العلاج المثلى فإنها تتضمن اتباع أنظمة حمية غذائية مناسبة , مع ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم , وارتداء الجوارب الضاغطة , وفي بعض الحالات يستلزم الأمر إجراء شفط للدهون