البكتيريا ليست دائما ضارة ومسببة للمرض بل تتواجد في الأمعاء بصورة طبيعية نوع من البكتيريا لاتحمل أي أضرار جسيمة بل على العكس تشكل جزءا لايتجزأ من منظومة الجهاز الهضمي الصحي حيث تلعب دورا فعالا في عملية هضم الطعام بما يساهم في تعزيز صحتك وقد رصدت بعض الأبحاث وجود علاقة وثيقة تربط بكتيريا الأمعاء بعدة عوامل مابين السمنة والاكتئاب وسرطان القولون. ومن هنا كان لنا أن نخصص مقالا متضمنا عادات كنا نحسبها عادية إلا أنه اتضح مسئوليتها عن الإضرار ببكتيريا الأمعاء النافعة وسوف نتعرف عليها بمزيد من التفاصيل من خلال مقالنا التالي .
أبرز العادات الخاطئة التي تسبب الإضرار ببكتيريا الأمعاء النافعة
هناك في الأمعاء البشرية تستوطن مايتعدى 100 تريليون من أنواع البكتيريا ، والتي يطلق عليها “نباتات الأمعاء”. حيث توجد حقيقة ذات صلة بضرورة وجود تلك النباتات المعوية الصحية لكافة أوجه الصحة العامة ومن الجوانب المثيرة للإهتمام والتي يجب معرفتها أن هناك عدد من العوامل المسببة للإضرار ببكتيريا الأمعاء وهي الأنظمة الغذائية ونمط الحياة بالإضافة إلى مجموعة العوامل البيئية الأخرى . ومن ثم سوف يتعين عليكي الحرص على تجنب مثل تلك الأشياء التي سنرصدها في السطور القادمة ومن الضروري النظر إليها بنوع من الإنتباه .
ما هي بكتيريا الأمعاء النافعة ؟ومامدى أهميتها ؟
إنها ليست نوعا واحدا من البكتيريا بل تتفرع إلى مئات الأنواع الموجودة في المعدة ومعظمها تدخل في تصنيف ضمن أربع مجموعات رئيسية وهما : Firmicutes، Bacteroidetes، Actinobacteria، أو Proteobacteria . ويمكن اعتبار تلك البكتيريا المعوية الصديق الأمثل لعملية الهضم الصحي فضلا عن فوائدها في التخلص من البكتيريا الضارة التي يمكنها غزو واقتحام الجسم بطرق مختلفة ويمكن أيضا أن تنقلها الأطعمة والمشروبات الملوثة ليس هذا فقط بل بل تقوم بالقضاء على بقية الكائنات الحية الدقيقة الأخرى كما تستكمل دورها في إنتاج فيتامين ك والفولات بالإضافة إلى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
من المهم أن نتعرف جيدا على أكثر العوامل المسببة لإحداث خلل في منظومة التوازن داخل الأمعاء ويطلق عليها دسباقتريوز والتي يترتب عليها كثيرا من الإضطرابات الهضمية الناجمة عن تزايد احتواء النباتات المعوية على أنواع من البكتيريا الضارة وبالمقابل عدم وجود كمية كافية من البكتيريا النافعة ذات الفوائد الصحية وكثيرا مايتم الربط بين دسباقتريوز وحدوث قلة في تنوع نباتات الأمعاء ببعض الحالات الصحية مثل مقاومة الأنسولين والوزن الزائد والحالات الإلتهابية والسمنة ومرض التهاب الأمعاء وسرطان القولون والمستقيم.
الأشياء التي تضر بكتيريا الأمعاء المفيدة
1-عدم مراعاة التنوع في مصادر الأطعمة
هل تعلمين أن عامل التنوع من المقومات الأساسية في أي منظومة صحية ؟ويقصد به تضمين أنواع مختلفة من مصادر الأطعمة بما يضمن حصولك على العديد من العناصر الغذائية على اختلاف نوعها وعلى النقيض من ذلك سوف يعمل حدوث انخفاض في مؤشر التنوع داخل البكتيريا المعوية على إعاقة عملية التعافي من أي آثار ضار سواء نابعة من العدوى أو المضادات الحيوية التي تعمل أيضا على إضعاف وتدمير البكتيريا النافعة لذلك من الضروري الإلتزام بخطة نظام غذائي صحي متوازن يشمل مختلف أنواع الأطعمة ومصادرها مع التركيز على مجموعات الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مما يجعلنا أمام حقيقة أن مزيد من التنوع في النباتات المعوية مرهون بإحداث تغيرات في نظامك الغذائي بما يحقق التوازن بعد بضعة أيام فقط.
وترجع أهمية التنوع التي يجب أن يكون قاعدة غذائية نلتزم بها جميعا حفاظا على صحتنا إلى ماتقوم تلك المصادر الغذائية المتنوعة من تلبية متطلبات الجسم من عناصر غذائية ضرورية الأمر الذي يساهم في تعزيز نمو البكتيريا وتكاثرها ويتأتي ذلك من خلال التركيز على نظام غذائي مدعم بأنواع متكاملة من الأطعمة التي من شأنها تزويد الأمعاء بأكبر قدر متنوع من المغذيات المحفزة لنمو مزيد من البكتيريا مختلفة الأنواع وهذا مايحقق الإستقرار, وتصبح نباتات الأمعاء أكثر تنوعا وتذكري الإهتمام بإنتقاء الأطعمة الغنية بالألياف والأخرى التي تشكل مصادر البروتين النباتي فكلاهما تحمل فوائد لتدعيم صحة الأمعاء
2- قلة وجود البريبايوتكس في النظام الغذائي
تحدثنا فيما سبق بوجود نوع معين من الألياف الصحية غير المهضومة التي تنتقل عبر الجسم ويكون دورها منصبا على تنشيط وتدعيم نمو البكتيريا الصديقة الداعمة للأمعاء ويطلق عليها البريبايوتكس
يمكن بسهولة وبشكل طبيعي تماما الحصول على ألياف البريبايوتيك التي ثبت وجودها في أنواع معينة من الأطعمة تعرف بأطعمة البريبايوتيك وتتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. مما يعني أن حدوث نقص في مستوياتها من نظامك الغذائي يمكن أن شكل ضررا محتملا بصحة الجهاز الهضمي.ومن أمثلة تلك الأطعمة التي تتميز بإحتوائها على نسب مرتفعة من البريبايوتكس ما يلي:
- العدس والحمص والفاصوليا
- الشوفان النباتي
- الموز
- نبات الهليون
- الثوم
- البصل
- المكسرات
أكدت دراسة هامة على أن تناول الأشخاص لمكملات البريبايوتك بشكل يومي منتظم على مدار ثلاثة أشهر يقوم بدور معزز في عملية نمو البكتيريا الصحية Bifidobacterium وFaecalibacterium. بالإضافة إلى فوائدها المعززة لعملية إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. والتي تعمل بمثابة أبرز المصادر الغذائية الرئيسية للخلايا داخل القولون بالإضافة إلى خاصية الإمتصاص السريع في الدم الأمر الذي يافظ على صحة الجهاز الهضمي ويدعم عملية الأيض, وينعكس الأمر أيضا على التقليل من الالتهابات بدرجة كبيرة , مع التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
اقرأ أيضا أطعمة ومشروبات لقتل بكتيريا الملوية البوابية في المعدة
3-قلة ممارسة النشاط البدني
ليس من أجل خسارة وزنك فقط حيث يجلب الحرص على الإلتزام بجعل الرياضة جزء من الروتين اليومي ممثلا في ممارسة الأنشطة البدنية المتنوعة كثيرا من الفوائد التي تعود بالنفع على الصحة العامة ويضاف إلى أهميتها أيضا نجاحها في تقليل المشكلات العقلية من خلال حسن إدارة التوتر والقلق مما يساهم في إنخفاض مستوياته , ويرجع إليها أيضا تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة المزمنة الأمر الذي يحدث تغيرات في البكتيريا المعوية في صالح تحسين صحة الأمعاء على نحو أفضل وهنا يجب أن نشير إلى عامل هام يحافظ على لياقتك البدنية عالية ألا وهو الزبدات أو حمض الزبد والذي يعد من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة ذات الأهمية للصحة العامة
4-الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
على الرغم من الأمر يتطلب في بعض الأحيان تناول المضادات الحيوية كنوع من العلاجات التي يصفها الطبيب لمقاومة الحالات الالتهابية خاصة تلك التي تسببها البكتيريا مثل التهابات المسالك البولية والتهاب الحلق. حيث تتمثل آلية عملها في تدمير البكتيريا وماتحمله من آثار ضارة والسيطرة على تفاقم خطرها إلا أنها كما ذكرنا من قبل في طريقها لآداء عملها سوف تترك تأثيرها السلبي على البكتيريا النافعة أيضا , وهنا يجب أن تعلمي وجود حقيقة متصلة بإستعمال لو مجرد نوع واحد من المضادات الحيوية في إحداث تغيرات جسيمة في بنية بكتيريا الأمعاء وتنوعها
علاوة على ذلك فإن المضادات الحيوية أيضا ينتج عنها أيضا احداث تراجع قصير الأمد في أنواع البكتيريا المفيدة وتحديدا Bifidobacteria وLactobacilli، وفي الوقت نفسه يمكن أن تزيد نسبة البكتيريا الضارة بشكل مؤقت، وخاصة Clostridium.
من الملاحظات الهامة أيضا والتي نعتبرها من الآثار الجانبية للمضاد الحيوي هو مسئوليته عن إحداث تغيرات على المدى الطويل في ماهية النباتات الجرثومية المعوية إلا أنه عقب تناولك لجرعة واحدة وأولية من المضاد الحيوي فإن معظم البكتيريا ترجع مرة أخرى إلى سابق عهدها في غضون 1-4 أسابيع، لكنها لاتكون بنفس المستويات السابقة .
5-تناول المشروبات الكحولية
تعد المشروبات الكحولية من أكثر أنواع المشروبات التي ينصح بتجنبها حيث يقترن الإفراط في استهلاكها بكثير من المخاطر الجسدية والعقلية التي تؤثر سلبا على توازن النباتات المعوية
6-عدم الحصول على قسط كافي من النوم
على الرغم أن الأمر لايحتاج لإثبات ودلائل مسبقة من الأبحاث إلا أن الإنسان الطبيعي ومن أجل الحفاظ على ساعته البيولوجية يحتاج للحصول على قسط كافي من النوم الصحي الذي يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميا نظرا لوجود علاقة ارتباط بين قلة النوم والسمنة وأمراض القلب.كما أن الجمع بين قلة النو وزيادة ساعات السهر الليلي مع تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل يحمل تأثيرات ضارة على بكتيريا الأمعاء
7-التدخين
هذا الدخان المنطلق من السيجارة محمل بالعديد من المواد الكيماوية الضارة التي لن تؤثر على بكتيريا الأمعاء فقط مسببة خلل في توازنها بل تستهدف أعضاء الجسم كافة فضلا عن زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة. ويمثل دخان السجائر واحدا من أكثر الملوثات البيئية التي تعد من مسببات مرض التهاب الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يكون المدخنون المدمنين على التدخين معرضين بدرجة كبيرة للإصابة بمرض كرون بمقدار مرتين مقارنة بغير المدخنين، وهو نوع شائع من مرض التهاب الأمعاء
8-ارتفاع مستويات التوتر
إنه لأمر شائع أن يقع الشخص في أجواء يسودها التوتر والقلق والذي ثبت وجود علاقة تجمعها بإضطرابات المعدة حيث يساهم التوتر في زيادة الحساسية، ويقلل من تدفق الدورة الدموية الطبيعية ، مسببا تغيرات في بكتيريا الأمعاء.