على الرغم أن إفراز العرق من العمليات الطبيعية الفيسيولوجية التي تعبر عن طريقة الجسم في التخلص من سموم الجسم في صورة عرق ملحي لكن حين يكون التعرق كثيفا وبكميات مفرطة فإن ذلك دلالة على وجود مشكلة صحية كامنة ليس بالنسبة للأشخاص البالغين فقط بل يمكن أن يحدث ذلك لدى الأطفال أيضا, وسنتعرف من خلال مقالنا التالي على أسباب التعرق الزائد لدى الأطفال.
التعرق الزائد لدى الأطفال
في ظل هذا الشعور بالقلق الشديد الذي يسيطر على الآباء تجاه حالة فرط التعرق لدى أطفالهم فقد يكون لديهم تخوف بشأن ارتباط تلك الحالة بأنواع معينة من الأمراض ومن خلال عودتنا للحديث عن ما تتضمنه الوظيفة الرئيسية للعرق والتي تنطوي على تنظيم درجة حرارة الجسم فعندما يمر العرق بعملية التبخر والخروج من مسام الجلد فإن ذلك سوف يترك تأثيرات إيجابية تساهم في تبريد الجسم ورغم ذلك يمكن أن يتصل إفراز الكميات المفرطة منه في بعض الأحيان بحالة مرضية من المحتمل أن يعاني منها الأشخاص صغارا وكبارا بما يتخطى الكميات التي يحتاجها الجسم
وبالنظر إلى التوقيت الذي يتزايد معه مواجهة الطفل لحالة التعرق الغزير سنجد أن غالبية أجسام تفرز العرق بكميات كبيرة خلال فترات الليل والذي يمكن ملاحظته ينساب بشكل خاص على الوجه والإبطين والرأس والساقين واليدين.
أسباب فرط التعرق عند الأطفال
لاشك أن فرط التعرق لايقتصر على عمر محدد بل أنه يمكن يحدث لدى مختلف الفئات العمرية إلا أنه يمكن أن يرجع سبب اعتبار الأطفال الصغار الأكثر عرضة لحدوثه إلى عامل هام يتمثل في أن المنظومة المسئولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم لم تخضع للنضوج والإكتمال التام بعد علاوة على وجود عامل مسبب آخر لابد من أن نوليه اهتماما وهو أنه في العموم فإن الطفل الصغير يستغرق في نوم عميق بدرجة أكبر من الشخص البالغ مما يجعل جسمه ينتج كثيرا من العرق إلا أنه لم يتم التوصل بعد لأدق الأسباب التي تؤدي إلى حدوث فرط التعرق. ورغم ذلك ، فإن تلك المشكلة المرضية غالبا ما ماتكون عبارة عن نتائج مترتبة على الأسباب التالية:
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- الإصابة بالأمراض المزمنة
- خلل في منظومة التوازن الهرموني
- انتشار العدوى الفيروسية أو البكتيرية في الجسم.
اقرأ أيضا أسوأ العادات التي تصيب الأطفال بأمراض الأنف والأذن والحنجرة
تشخيص فرط التعرق لدى الأطفال
عقب استكشافك لحالة فرط التعرق لدى طفلك يجب التوجه فورا للطبيب للإطمئنان على صحته والذي يوصيكي بعدة اختبارات تشخيصية على النحو التالي:
1-استخدام طريقة التحقق بالورق الماص
من الأساليب البسيطة التي يلجأ إليها الطبيب كإجراء تشخيصي يستخدم خلاله نوع خاص من الورق الطبي الذي يتميز بخصائص امتصاص عالية مع القيام بتطبيقها على ذلك الجزء من الجلد الذي يشهد تعرقا غزيرا وبعد ذلك سوف يتفحصها الطبيب جيدا بما يمكنه من تحديد كميات العرق التي يتم إفرازها وهل هو شىء طبيعي أم مرتبط بحالة مرضية
2- التحقق من تفاعل النشا مع اليود
طريقة أخرى يستعمل الطبيب خلالها محلول اليود ليقوم بتطبيقه على تلك المنطقة من الجلد التي يتم الإشتباه في تعرقها بشكل كبير ثم تأتي الخطوة التالية التي يقوم خلالها برش كمية قليلة من النشا فوقها وأثناء التعرق الغزير لتلك المنطقة من الجلد فإن النشا الأبيض سوف يتغير لونه إلى اللون الأرجواني أو الأزرق الداكن.
علاج فرط التعرق عند الأطفال
1-الطريقة الجراحية
قد يلجأ الأطباء إلى استخدام الحل الجراحي عند التفكير في علاجات فرط التعرق الغزير لدى الأطفال ويطلق على تلك الجراحة التي فكر فيها الطبيب في تلك الحالة جراحة استئصال الودي الصدري (ETS).
ويتم التعبير عن تلك العقدة الودية بمجموعة متصلة من الخلايا حيث تنطلق فروع العصب الودي لهذا السبب ومن أجل تخفيض معدلات العرق التي يتم إفرازها سوف يهتم الطبيب بإجراء الإزالة التامة لتلك العقد الليمفاوية وفي الوقت نفسه عند خضوع طفلك للجراحةمن الضروري أن تفهمي أن هناك عدة مضاعفات يجب توخي الحذر بشأنها مثل: العدوى، تلف الأعصاب، النزيف.
2-العلاجات الموضعية
بالإضافة إلى الطريقتين السابقتين يمكن أيضا أن يجد الطبيب أن حالة طفلك تتطلب وصف بعض أنواع الأدوية الموضعية مثل مضادات الكولين ومضادات التعرق.
3-الأدوية عن طريق الفم
جنبا إلى جنب مع الإجراء الجراحي , فإن الطبيب أيضا قد ينصح ببعض الأدوية العلاجية لعلاج حالات فرط التعرق لدى الأطفال ومن أكثر الأدوية الشائعة للتعامل مع تلك الحالة الطبية أوكسي بوتينين ، بروبانثيلين ، جليكوبيرولات , لكن يجب أن تضعي في اعتبارك مجموعة الآثار الجانبية التي من المحتمل أن يتعرض لها الطفل وخاصة تلك المشكلات المتوقع حدوثها في المسالك البولية، جفاف الفم، تشتت الرؤية وعدم وضوحها , بالإضافة إلى تسارع معدلات ضربات القلب
أساليب الوقاية من حالات فرط التعرق عند الأطفال
توجد بعض التدابير الإحتياطية التي من الضروري الإنتباه إليها لتجنب حدوث فرط التعرق :
- أثناء نوم الطفل , حاولي تقليل كمية البطانيات المستخدمة في تغطية طفلك بل سيكون من الأفضل استخدام بطانية رقيقة من طبقة واحدة في تغطيته
- بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك ضبط درجة حرارة الغرفة بشكل مناسب، بحيث تكون معتدلة لا شديدة الحرارة ولا شديدة البرود