كثيرون مايتسرب إليهم مثل هذا الشعور بالرغبة في الإستلقاء على أقرب أريكة خاصة بعد الإنتهاء من تناول وجبات الطعام فهل واجهت تلك الحالة من قبل ؟ فالنعاس وهمدان الجسم إلى الدرجة التي نشعر معها بأن الجسم متفكك مما يدفعنا إلى الإسترخاء لايسيطر فقط علينا خلال أوقات العمل الصباحية نتيجة قلة الحصول على عدد من الساعات الكافية من النوم الليلي حيث يوجد نمط آخر من ضمن الأنماط الشائعة لأنواع النعاس الذي يلي حصول الجسم على نصيبه من الطعام وسوف نستكشف الأسباب المحتملة وراء هذا الشعور معا .
أسباب الشعور بالخمول عقب تناول الطعام
هذا الإحساس الذي يجعل الشخص متعبا أو مستسلما للنعاس والخمول الجسدي والذي يصبح في أوج مراحله عقب تناول الطعام يقد يشكل واحدا من ضمن الآثار الطبيعية الناجمة عن عملية الهضم أو خلل ما في دورة النوم والذي يجعل الشخص أكثر عرضة لمشكلات صحية بالغة الخطورة في الوقت نفسه .
وبإلقاء نظرة على نوعية الطعام الذي نقوم بتناوله سنجد أن هناك أطعمة معينة وخاصة الدسمة منها أو الأسماك المملحة بالإضافة إلى مواقيت تناول تلك الوجبات هي ماتشكل أسباب رئيسية تزيد من شعور التعب والإعياء عقب إنهاء الوجبة , وقد توصل العديد من الخبراء إلى أدلة نظرية بشأن الإحساس بالإرهاق الذي يظهر واضحا على الشخص بعد الأكل , إلا أنه تجمعهم آراء متفق عليها تنشأ من كونها تندرج ضمن الحالات الطبيعية والتي لاتستدعي أي قلق أو مخاوف .
ولكن في بعض الأحيان الأمر لن يسلم من شعور بالإجهاد والإعياء وانخفاض القدرة على التركيز وهو أمر يواجه جميع الأشخاص وينتشر بشكل شائع ويتوقف ذلك على عدة عوامل يحددها طبيعة ونوعية الأكل ومواعيد تناول ,والكميات التي تمثل الحصص اليومية من الطعام .
وسوف نقدم لكي بمزيد من التوضيح مجمل الأسباب التي تجعل الشخص معرضا للشعور بالوخم والنعاس المفرط عقب تناوله لوجبة طعامه , وماهي الطرق الفعالة للمساعدة في الحد من سيطرة هذا الشعور
1-أنواع الأطعمة التي يتناولها الشخص
عندما نجلس مليا للتفكير في مجمل الأسباب التي تحفز شعورنا بالتعب جراء تناولنا للطعام , فلن يصل إلى تصورنا أو إلى تخيلاتنا أن تكون أن كلا من البروتينات والكربوهيدرات يتربعان على عرش الأطعمة التي تشكل المسببات الأولية لتسلل شعور التعب إليها عند إنهاءنا لوجبة الطعام وذلك نظرا لما يقوم الجسم بإطلاقه من مركب يعرف بالسيروتونين، وهو أحد الناقلات العصبية التي تقوم بأهمية كبرى كمنظم طبيعي للحالة المزاجية وآلية دورة النوم .
حيث وجد أن الأطعمة المدعمة بعناصر البروتينات والكربوهيدرات تتميز بإحتوائها على أحد الأحماض الأمينية والذي يطلق عليه “التربتوفان” والذي يمثل عاملا مساعدا للجسم في عملية إنتاج مركب السيروتونين المضاد للإضطرابات العقلية وانطلاقا من هذا يمكن تفسيرأن الإتجاه إلى تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات والبروتينيات يزيد من الشعور بالنعاس الشديد
المصادر الغذائية الغنية بالتربتوفان
أما عن المصادر الغذائية البروتينية التي تحتوي على التربتوفان فهي عديدة ومن أكثرها شيوعا:
- أسماك السلمون
- لحم الدجاج
- البيض
- السبانخ
- الحبوب
- الحليب
- منتجات الصويا
- منتجات الألبان والجبن
أما عن مصادر الأطعمة الغنية بالتربتوفان وبنسب مرتفعة من فئة الكربوهيدرات فتشمل :
- المكرونة
- الأرز
- الخبز الأبيض
- المخبوزات وخاصة البسكويت والكعك
- الذرة
- الحلوى
- الحليب
2-الكميات المستهلكة من الأطعمة
هذا العامل الثاني الذي يحدد مدى شعورك بالخمول البدني بعد تناولك للطعام فإنه يقترن بالمزيد من التعب والإرهاق ويتحدد ذلك بما يقوم الشخص بإستهلاكه من طعام فبالنسبة للكميات الكبيرة التي يقدم الشخص على تناولها في توقيت مابعد الظهيرة فإنها تتسبب في مزيد من الخمول والإسترخاء وذلك عند عقد مقارنة بين ذلك وبين من يستهلكون أقل كمية في منتصف اليوم ويتم إرجاع ذلك إلى مايترتب على تناول الطعام من رفع مستويات سكري الدم وهنا يقوم الجسم طبيعيا وكنوع من المعادلة لهذا الإرتفاع بإنتاج كمية من هرمون الأنسولين , وهذا مايؤدي إلى الشعور بإنخفاض في مستويات الطاقة كنتيجة طبيعية .
يوجد عامل أخرى لاخلاف عليه يمكن للجميع توقعه وهو أن الرغبة في النوم التي تأتيك عقب تناول الطعام نوع من النوم التعويضي لحرمانك من النوم الطبيعي خلال فترات الليل مما ينعكس تلقائيا على شعورك بالتعب على مدار اليوم .
اقرأ أيضا 6 أدوية يمكن أن تسبب التعب والنعاس عند القيام بتناولها
3-توقيت تناول وجبات الطعام
بالنسب للمواعيد المقررة لتناول الطعام فإنها تشكل أحد العوامل المتحكمة أيضا في شعور الوخم بعد الأكل ويرتبط ذلك بالساعة البيولوجية والتي تنظم ساعات النوم والإستيقاظ ويؤكد العديد من الأشخاص على أن احساس النعاس يتملك من المرء بمعدل مرتين على مدار اليوم لتكون الأولى في الساعة الثانية صباحا أما الفترة الثانية في الثانية ظهرا , بما يشكل توضيح للأسباب التي تدفع الأشخاص للحصول على قيلولة عقب تناول الطعام وتحديدا في منتصف اليوم .
هناك عاملان أساسيان يتم اعتبارهما من الأشياء الضرورية في تنظيم آلية عمل الساعة البيولوجية وهي ساعة ليست بالمعنى الحرفي بل هي ساعة طبيعية لها دور في مواعيد النوم والإستيقاظ وهما ضوء النهار والظلام ولكن تنضم مواعيد تناول الوجبات ضمن العوامل المؤثرة أيضا .
طرق التخلص من الشعور بالتعب عقب تناول الطعام
يضفي إحساس التعب عقب تناول الطعام بعضا من شعور الإحباط واليأس خاصة إذا كنت مازلت في وسط اليوم وترغبين في بعض الوقت الكافي لمزيد من الإنتباه والتركيز بما يمكنك من القيام ببعض ممارستك ومهامك اليومية , كما أن الإنخفاض في معدلات الطاقة والنشاط قد يزيد من خطورة الحالة الصحية خاصة لدى بعض فئات الأشخاص الذي يمتهنون المهن القائمة على تشغيل الآلات
وسوف تفيدك تلك النصائح المتبعة في وقايتك من شعور الإرهاق عقب تناولك للطعام وتشمل:
- تقسيم وجبات الطعام إلى أجزاء صغيرة بحيث تحتوي كل وجبة على أقل كمية, وفي الوقت نفسه يزداد عدد الوجبات لإكسابك دفعة من النشاط المتزايد بين الحين والآخر فقد يكون كافيا أن تلتقطي ثمرة فاكهة أو كمية تعادل حفنة من المكسرات بن لديكي لتقليل حالات الركود التي أصابتك .
- الحصول على قسط كافي من النوم :فالشخص الذي لم يحظي بساعات كافية من النوم في موضعه في الليل سوف يكون أقل عرضة لإحتمالات الإصابة بالتعب عقب تناول الطعام
- ممارسة الأنشطة البدنية الحركية : يحتل المشى كنشاط بدني حركي مكانة مميزة حيث يمكن الإستفادة من فوائده في تعزيز الوقاية من احساس التعب وتقليل معدلاته
- الإهتمام بالحصول على قيولة ولو لمدة قصيرة خلال اليوم سوف يزيد من قدرة احتمالك لمستويات التعب التي يمكن التعرض له عقب الأكل
- العلاج بالضوء : أفادت إحدى الأبحاث على انخفاض درجة الشعور بالإرهاق لدى الأشخاص الأكثر تعرضا لأشعة الضوء الساطع
حان وقت الطبيب
قد يرتبط استمرار الشعور المتكرر بالتعب الذي يعوق قدرتك على ممارسة الأنشطة اليومية على معاناتك من حالة صحية التي قد تكون مسئولة عن تزايد وتيرة التعب المفرط ومن أبرز الحالات
فهناك بعض الحالات الطبية التي ترتبط بالتعب المفرط بعد تناول الطعام وهي:
- حساسية عدم تحمل أنواع معينة من الأطعمة
- الاضطرابات التي تحدث في الجهاز الهضمي
- فقر الدم أو الأنيميا
- داء السكري والذي يرتبط بإرتفاع نسبة سكري الدم