قد تصابين بالذعر لمجرد سماع تشخيص الطبيب بوجود مشكلة قلبية لكن قلقك وإنزعاجك قد يكون لاداعي له فالأمر لايكون على نفس قدر تلك التوقعات الخطيرة فعلى الرغم من أن الحالة التي نتناولها الآن والمتمثلة في ارتخاء الصمام الميترالي قد لاتمثل مشكلة كبرى شأنها شأن المشكلات الصحية الخطيرة في القلب كالأزمات القلبية وتصلب الشرايين وسوف نقدم لكي بمزيد من التفاصيل كل مايخص تلك الحالة الطبية تفصيليا .. تابعي معنا
ارتخاء الصمام الميترالي
يجب أولا أن نعلم أن صمام القلب يقوم بوظيفة حيوية في تنظيم وتوجيه عملية التدفق الدموي في الإتجاه الصحيح داخل القلب ومن البديهي أنه إذا حدث خلل ما في آداء تلك الوظيفة فسوف ينعكس ذلك سلبا على دورتك الدموية وبما أننا نختص بالحديث عن الصمام الميترالي أو مايعرف بالصمام التاجي وهو واحد من أهم الصمامات القلبية والذي يتعرض في بعض الأحيان لسبب أو لآخر لحدوث ارتجاع .
ماالمقصود بارتجاع الصمام الميترالي؟
قد تكوني سمعت من قبل عن حالة ارتجاع المرىء بإعتبارها من الحالات التي تندرج ضمن الإضطرابات الهضمية الشائعة والتي ترتبط بحدوث ارتداد لحمض المعدة إلى المرىء مما يجعل الشخص يصاب بالحموضة والألم الحارق في الصدر ولكن الأمر تلك المرة متعلقا بصحة القلب فبما أن القلب يتألف من أربعة صمامات هما الصمام الميترالي ,الرئوي , ثلاثي الشرفات, الأبهر أو الأورطي, فمن المحتمل أن يصاب أحدهما بما يطلق عليه ارتجاع أو ارتخاء بحيث يحدث ارتدادا عكسيا للدم في الصمام وقد يكون ذلك راجعا إلى تعرض جزء منه للإنغلاق أو لكونه غير محكم بالقدر الكافي .
ووفقا للتشريح الدقيق للقلب فإن موقع الصمام الميترالي يكون بين حجرتي القلب الممثلتان في الأذين الأيسر والبطين الأيسر وتتمثل وظيفته في الحالات الطبيعية الصحية في السيطرة على عملية عودة الدم من البطين إلى الأذين حيث يقوم بدور المتحكم أما عن الحالات الأخرى التي تنم عن مشكلة ما فإنه لايستطيع معها القيام بوظيفته مما يجعل الدم يخضع يرتد في الإتجاه العكسي إلى القلب , وهذا مايشكل مزيدا من الضغط الواقع على القلب , وقد يتطور الأمر في المراحل المتقدمة بعودة التدفق الدموي إلى الرئتين .
اقرأ أيضا متلازمة القلب المنكسر.. أعراض شبيهة بالنوبة القلبية الحادة
أسباب ارتجاع الصمام الميترالي
على ذكر الأسباب المسئولة عن معاناة الشخص من ارتجاع الصمام الميترالي فقد تم رصد أكثر من سبب محتمل على النحو التالي :
- إصابة الصمام التاجي بالهبوط والتدلي ويكون ذلك نابعا من ليونة أحد الوريقات الأمامية والسفلية ويطلق عليها أيضا متلازمة التكة أو القلقة
- المعاناة من حالة روماتيزم القلب الناجم عن عدوى بكتيرية يسببها نوع من بكتيريا المكورات العقدية
- أمراض الشرايين التاجية أو عوامل خطر الإصابة بالأزمات القلبية
- الإضطرابات المناعية، مثل: أمراض الروماتيزوم المناعية الذاتية
- التهاب الشغاف الذي يجعل الشخص يعاني من عدوى التهابية تسببها البكتيريا والفطريات في البطانة الداخلية لصمامات القلب
- تعرض الصمام الميترالي لمشكلة خلقية مصاحبة للمريض منذ الولادة
- تمزقات في أنسجة الصمام الميترالي
- تعرض عضلة القلب المسئولة عن ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة للضعف مما يؤثر على وظيفتها
- قد يرتبط السبب بالآثار الجانبية المصاحبة لتناول أنواع معينة من الأدوية
- وصول ضغط الدم إلى مستويات عالية من الإرتفاع
يجب الإشارة إلى أنه يمكن أن تصاب المرأة أثناء الحمل بإرتجاع الصمام والذي ينطوي على تدفق للدم في عكس اتجاهه الطبيعي مما يجعلها تعاني من صعوبات أثناء الولادة وهذا مايزيد بدور من درجة حدة السعال وصعوبات تنفسية بالإضافة إلى الإحساس بالإعياء المفرط .
أعراض ارتجاع الصمام الميترالي
تلك المشكلة الطبية تتنوع في درجة شدتها مابين الأنواع الطفيفة إلى المتوسطة , إلا أنه مع تطور مراحل المرض وتقدمها تبدأ بعض الأعراض في الظهور وتشمل :
- لغط القلب:نوع من الإختلالات غير الطبيعية في صمامات القلب ويظهر في صورة أصوات متذبذبة صادرة من القلب يقوم الطبيب بسماعها بواسطة السماعة الطبية
- صعوبات تنفسية تؤدي إلى شعور بالضيق عند التنفس وتتصاعد بشكل مكثف مع الجهد المبذول أوتبني وضعيات الإستلقاء
- الإحساس بالضعف والإعياء العام
- نوبات حادة من صداع الرأس المزمن
- تزايد شدة السعال الليلي أو عند الإستلقاء على الكرسي أو الأريكة
- تسارع وتيرة ضربات القلب ودرجة خفقانه مما يؤدي إلى الشعور بنبضات متسارعة
- تورم القدمين أو الكاحل أو البطن وإصابتها بالإنتفاخ
- تكرارعدد مرات التبول مرارا وتكرارا
- آلام حادة ومزمنة في الصدر
أما عن الحالات الشديدة من ارتجاع الصمام الميترالي فإنها ترتبط بتقدم المرض واتخاذه شكل أكثر خطورة مما يؤدي إلى مضاعفات صحية أبرزها فشل عضلة القلب مما يعمل على تعطيل قدرته على ضخ الدم على النحو السليم ، أو الرجفان الأذيني وهو شكل من أشكال اضطرابات نظم القلب ، أو التهاب التامور المرتبط بالغشاء الرقيق المحيط بالقلب أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي
تشخيص ارتجاع الصمام الميترالي
ومن خلال الحديث عن الإجراءات التشخيصية لحالة ارتخاء الصمام الميترالي فإن الطبيب يتولى إجراء الفحص الطبي للتحقق من معدلات خفقان القلب الطبيعي وأن الصوت الذي يتم سماعه لايوجد به حالات اشتباه دالة على مشكلة ما مما يثبت الإصابة بإرتجاع الصمام الميترالي ويستبعد وجود أسباب أخرى ويمكن أن يقوم الطبيب باللجوء إلى عدة طرق تشخيصية :
- تخطيط كهربية القلب لمراقبة نظم القلب: عبارة عن جهاز يتولى عملية تسجيل النشاط الكهربائي للقلب وهو من أنواع الفحوصات شائعة الإستخدام من قبل الطبيب للكشف عن المشكلات القلبية
- تخطيط صدى القلب يعرف أيضا بتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية لقياس درجة حدة ارتجاع صمام القلب وشدتها
- اختبار إجهاد القلب :في بعض الأحيان يصبح من الضروري إجراء اختبار فحص الجهد ويختص بقياس الإستجابة التي يصدرها القلب خلال ممارسة الأنشطة البدنية ويتضمن قيام المريض بالمشي على جهاز مع توصيل عدة أسلاك توضع على صدره بالجهاز,وفي الوقت نفسه متابعة مستويات ومعدلات التنفس ومؤشرات ضغط الدم .
- التصوير بالرنين المغناطيسي: نوع من أنواع الإختبارات التصويرية التي يستعمل فيها جهاز معين مرفق بمغناطيس عالي القوة للحصول على صور داخلية للجسم ويظهر على الحاسوب مجموعة من الصور المتسلسلة المعتمدة على ترددات الراديو
- قسطرة القلب: من الطرق العلاجية للمشكلات الطبية التي تصيب القلب والأوعية الدموية ومن أمثلتها تصلب الشرايين , وضربات القلب غير المنتظمة .
الخيارات العلاجية لإرتجاع الصمام الميترالي
يتوقف اختيار الطبيب للأسلوب العلاجي الخاص بحالة ارتجاع الصمام الميترالي على السبب الرئيسي ونوعية الإرتجاع ودرجة شدته بالإضافة إلى الصحة العامة للجسم .فبالنسبة للحالات المبكرة من المرض في مراحله الأولية والتي لاتكون مصحوبة بشكاوى أو مضايقات تترك شعورا بالضيق والإنزعاج لدى المريض فقد لايتطلب الأمر علاجا بل سيكون كافية تلك الزيارات الدورية المنتظمة والمتابعة من قبل الطبيب.ومن أبرز الأمثلة الدالة على الفئات الدوائية الشائعة المستخدمة كعلاجات للسيطرة على حالات ارتجاع الصمام الميترالي:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs) وحاصرات مستقبلات بيتا، يلعب هذا النوع من العلاجات الدوائية في تقليل الضغط المكثف الواقع على القلب
- يمكن أن يينصح الطبيب بأنواع من العقاقير المنظمة لضربات القلب
- خيار علاجي آخر يتمثل في الأدوية المدرة للبول التي تمتلك خصائص طبية لتقليل احتباس السوائل في الجسم
- مضادات التخثر التي تختص بإبطاء عوامل تجلط الدم بما يفيد في الوقاية من الجلطات الدموية
أما عن المرضى الذين تعرضوا لإرتخاء الصمام الميترالي من النوع الشديد الذي قد يحدث فجائيا فقد يرجح الطبيب كفة إلإجراء الجراحي كنوع من التقويم للصمام الميترالي وإصلاح العيب الذي حدث به أو استبداله