قد تشعر بعض الأمهات بالقلق إزاء إصابة طفلها بإضطرابات في النمو والتطور تسبب صعوبات في التفاعل والتواصل الإجتماعي من خلال ملاحظة أن الطفل مختلف عن بقية الأطفال وأن سلوكياته وردود أفعاله مختلفة عن الطفل الطبيعي ؟ فهل لاحظتي أعراض معينة علي طفلك جعلتك في حيرة عن مدى ارتباط تلك العلامات بمرض التوحد أم لا وماهو اضطراب طيف التوحد ؟ كل هذه الأسئلة ستجدين إجابتها في مقالنا التالي .
هل تشعرين أن طفلك مصابا بالتوحد ؟
سيدتي لديكي مسئولية على عاتقك لفهم طبيعة مرض طفلك حتى تستطيعي التعامل معه حيث يعمل دماغ طفلك بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين غير المصابين بالتوحد. ويساعد إدراك وفهم حقيقة توحد طفلك في وقت مبكر في مساعدتك على تربيته على أساس فهم حالته مع تعزيز ثقته بنفسه حيث يمتلك مواهبة ومميزاته الخاصة به .
ينصب تركيز الوالدين على توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم ، مثل التأكد من حصولهم على الطعام والنوم والرعاية والإشراف والحب الذي يحتاجون إليه. ولكن من الضروري أيضا لإستكمال منظومة التربية أن يكونوا على دراية بسلوك أطفالهم الصغار، بما في ذلك مهاراته الاجتماعية والتواصلية ، حيث يمكن أن تكون الاختلافات في هذه المهارات من سمات الإصابة بالتوحد.
اقرأ أيضا
ما هو اضطراب طيف التوحد أو ASD؟
يعد اضطراب طيف التوحد إعاقة تطورية عصبية تتضمن مجموعة واسعة من الأعراض ، وتؤثر على كيفية رؤية الأطفال للعالم من حولهم. ويختلف مستوى التوحد وأنواعه لدى الأطفال كما يتطلب أنواع مختلفة من التدخلات والعلاجات حيث يتطور كل طفل بشكل مختلف وبمعدلات مختلفة.
قد يشمل اضطراب طيف التوحد اختلافات في: أساليب الاتصال ، والمهارات الاجتماعية ، والتنظيم الذاتي ، وشدة الاهتمامات ، وتكرار سلوكيات معينة.
السمات المختلفة لإضطراب طيف التوحد
يشمل اضطراب طيف التوحد مجموعة متنوعة من السمات والسلوكيات التي توصف بأنها حالات مختلفة ، مثل اضطراب التوحد ومتلازمة أسبرجر لذلك توجد مجموعة متنوعة من السمات التي تصنف تحت مظلة ASD.كما تختلف شدة ومزيج السمات بالإضافة إلى نسبة الحاجة إلى الدعم بين الأفراد المصابين بالتوحد.
الأسباب المحتملة للتوحد
تشير الابحاث إلى وجود عوامل وراثية وغير وراثية تشكل أسباب لإضطرابات طيف التوحد فهو لايصنف ضمن قائمة الأمراض فهو حالة ترتبط بنمو الدماغ أو اضطراب عصبي نمائي يسبب نوعا من ضعف التواصل بمعنى أن نظرة طفلك إلى العالم تكون بشكل مختلف عن الآخرين. وتشير التقديرات إلى أن 1٪ إلى 2٪ من السكان مصابون باضطراب طيف التوحد.
رغم عدم وجود حاجة لعلاج التوحد وعدم وجود علاج واحد ، إلا أن التدخل والعلاج المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
يمكن أن يكون إجراء محادثة مفتوحة مع طبيب الأطفال ، بما في ذلك أي علامات يلاحظها الوالدان ، مفيدًا في عملية تقييم ما إذا كان الطفل مصابًا بالتوحد أم لا.
ما هي علامات التوحد عند الأطفال؟
تتطور مهارات الأطفال في إطار زمني واسع لكن في حالة ملاحظة شىء غير طبيعي يتم فحص الأطفال بشكل روتيني لإكتشاف التوحد ، والذي يسمى أيضًا اضطراب طيف التوحد (ASD) ، ويمكن أن تظهر أعراضه لدى الأطفال بين 18 شهرًا و 24 شهرًا وأحيانا قبل ذلك .
اكتشاف اضطراب التوحد عند الأطفال قد يشكل صعوبة حيث أن بعض علاماته غير واضحة خاصة للأشخاص العاديين ، حتى يجتاز الطفل مرحلة من النمو الأطفال ومع ذلك ، فإن عدم وجود ابتسامة اجتماعية لدى الطفل بعمر ستة أشهر يمكن أن يكون علامة على اضطراب طيف التوحد عند الأطفال الصغار.
يمكن أن تظهر علامات اضطراب طيف التوحد منذ سن مبكرة ، وأحيانًا في سن الرضاعة.
أعراض اضطراب التوحد عند الأطفال
- عدم ظهور علامات الابتسام لمدة 6 أشهر
- في حالة عدم قيام الطفل بالثرثرة أو التأشير أو استخدام إيماءات أخرى قبل 12 شهرًا
- عدم استخدام الطفل للكلمات الفردية بعمر 16 شهرًا
- عدم استخدام العبارات المكونة من كلمتين قبل 24 شهرًا
- حدوث تراجع في التطور ، مع فقدان اللغة أو المهارات الاجتماعية
- تجنب الاتصال الجسدي
- تجنب الاتصال بالعين مع الآخرين
- عدم ملاحظة متى يأتي الناس ويذهبون
- تشمل علامات التوحد عند الأطفال الصغار المشاركة المحدودة في اللعب ، أو التأشير المحدود أو التأشير غير المعتاد
- تفضيل جذب أفراد الأسرة إلى ما يريدون ، بدلاً من الإشارة أو التحدث ، كما يقول الدكتور أنجولو.
- عدم انتباه الطفل عند مناداته باسمه او استغراقه وقتا طويلا للإستجابة .
- قيام الطفل بالسير على أصابع قدميه أو قيامه بحركات غير عادية باليد أو الأصابع
- تأخر الكلام عند الأطفال الصغار أو أنماط تطوير الكلام غير النمطية .
- الانزعاج الشديد من بعض الأصوات في حالات معينة .
- الضحك المتواصل بدون أسباب ، أو البكاء أو الصراخ الشديد
- قضاء الطفل ساعات طويلة بمفرده
- من المفترض أن تبدأ مرحلة تعلم الأصوات والكلام لدى الطفل من عمر 6 إلى 12 شهرا، حيث يبدأ الطفل بمحاكاة أصوات أكثر تعقيدا من محاولاته الأولى، لهذا يجب الاهتمام إذا لاحظت أنه من النادر أن يحاول محاكاة أصواتكم، وتقليد حركات الآخرين أثناء التواصل الاجتماعي البسيط، مثل محاولة التكلم، والضحك، أو سحب الهاتف عند الاتصال.
يمكن أن يُظهر الأطفال الصغار الرضع علامات أكثر وضوحًا للإصابة باضطراب طيف التوحد أكثر من الأطفال الكبار
اقرأ ايضا
تشخيص الإصابة بإضطراب التوحد لدى الأطفال
هناك أبحاث مهمة تؤكد أن الأطفال المصابين بالتوحد يمكن تشخيصهم بدقة حتى عمر 14 شهرًا.
يفضل المداومة على فحص التوحد عند الأطفال بشكل روتيني حتى بلوغهم سن 18 شهرًا حيث أن الانتظار حتى عام ونصف يزيد من احتمالية تمكنهم من تحديد هذه الاختلافات لدى الأطفال الصغار ، مع الاستمرار في التشخيص في سن مبكرة.
هل تأخر الكلام عند الطفل دليل على إصابته بالتوحد؟
في بعض الأحيان ، قد يتم الخلط بين الحالات الأخرى والتوحد وهذا التداخل يمكن أن يجعل التشخيص صعبًا.على سبيل المثال ، قد يكون لدى الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو مهارات اجتماعية غير ناضجة ، والتي يشخصها البعض بأنها توحد.
رغم أن بعض الأطفال الصغار المصابين بالتوحد يعانون من تأخر في الكلام. إلا أنه ليس شرطا اعتبار الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الكلام بأن لديهم طيف التوحد.
يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من تواصل بصري محدود ، وتعبيرات وجه محدودة ، و رغبة اجتماعية محدودة في التواصل. ولا توجد تلك الأعراض لدى الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام.
قد يصاب الأطفال المصابون بالقلق بالتوحد.حيث يمكن للأطفال الذين يعانون من القلق أن يكونوا غير منخرطين في اللعب ، أو يكافحون مع التحولات ، أو يكون لديهم اهتمام قوي بأشياء مريحة
“يمكن أن ترجع هذه الأعراض إلى أعراض اضطراب طيف التوحد ، ولكنها تحتاج أيضًا إلى صعوبات اجتماعية في التواصل، وهي السمة المميزة لاضطراب طيف التوحد.
فوائد التشخيص المبكر لعلاج اضطراب التوحد
- يفيد التشخيص المبكر للتوحد في عملية تطوير مهارات الأطفال الصغار لمكافحة أي تأخير لديهم حيث أن فترة الطفولة بمثابة فترة مهمة لنمو الدماغ ومساعدة الطفل الذي يعاني من بعض الصعوبات على تحقيق مكاسب كثيرة مقارنة بما كان سيفعله في فترات زمنية أخرى في حياته.
- يمكن أن يساعد التشخيص المبكر العائلات والأصدقاء على فهم الاختبارات والمجالات التي تشكل صعوبة أمام الطفل لمساعدة في الحصول على أي دعم إضافي يحتاجه.
- توجد فائدة أخرى للتشخيص المبكر تتمثل في مساعدة أفراد الأسرة للطفل من خلال معرفة كثير من المعلومات عن التوحد والتنوع العصبي ، مما يسمح بتعيين أخصائي متميز يحترم طفلهم ويفهمه ويدافع عنه.
- المحادثة المستمرة والاستمرارية مع طبيب أطفال متفهم يمكن أن تساعد الجميع على معرفة واحتواء الطفل بشكل أفضل