ربما يخيل إليك أنك قد فقدت صوابك حيث تكون مستغرقا في نوم عميق طوال الليل كما هو معتاد ورغم ذلك يبدو الأمر كأن لم تنعم بلحظة نوم واحدة , في إشارة إلى سوء فهم أو إدراك خاطىء للنوم ويعد ذلك بمثابة وصف مختصر لتلك الحالة المسماة بالأرق المتناقض , فهو مجرد اعتقاد فقط , إلا أنه في حقيقة الأمر سيكون الشخص مستلقيا على فراشه وكأنك تشاهد الصورة من منظورك أنت فقط حيث أن من حولك يصدقون على كونك نائما , وربما لايعلم كثيرون شيئا عن هذا النوع من اضطرابات النوم رغم مرورهم بتلك الحالة .. وسوف نقدم من خلال مقالنا كل مايتعلق بالأرق المتناقض
نبذة عن الأرق المتناقض

نبذة عن الأرق المتناقض
الجميع يعرف الأرق بمعناه الدارج والمتعارف عليه حيث يعني صعوبات الدخول في النوم فربما يكون لديك تلك العادة الخاطئة الممثلة في الإفراط في تناول المزيد من القهوة الغنية بمادة الكافيين المنشطة للجهاز العصبي أو كثرة الضغوط والتوترات النفسية, أو النشاط المفرط للغدة الدرقية إلى جانب المعاناة من انقطاع النفس النومي كل ذلك يمثل أسباب محتملة للأرق الليلي الذي يجعل العين موجهة إلى سقف الغرفة دون أن يغمض لك جفن طوال الليلي وبالتالي لن يتم الحصول على قسط كافي من النوم وهذا من شأنه خلق نوعا من الإحباط والإرهاق مع إجهاد مفرط
ولكن مانقصده هنا ليس أرقا إلا في تصورات الأشخاص فقط أي أنه شعور يتولد بداخلك بأنك تعاني من الأرق أو قمت بقضاء الليل مستيقظا على سريرك برغم أن الأمر ليس بتلك الصورة , وتستدعي تلك الحالة المتابعة مع أخصائي صحة نفسية لتقييم الحالة النفسية وتقنين جلسات العلاج النفسي
ماالمقصود بالأرق المتناقض ؟

الأرق المتناقض
عندما تتم إساءة فهم حالة النوم بشكل صحيح فإن الجسم يظن خطأ أنه يعاني أرقا رغم حصوله على ساعات كافية من النوم, ففي حالة المعاناة من هذا الشعور الإضطرابي فإن الشخص المصاب يكون على وعي تام بالأجواء المحيطة به , ليبدو كأن لم يستمتع بالنوم سوى لعدة ساعات فقط في فترة الليل , أو لم يستغرق في النوم على الإطلاق , وكل ذلك خداع وهمي حيث تتلاعب بك حواسك , رغم حصول جسمك على كفايته من النوم
من ضمن الملاحظات الهامة التي تجعل الأرق النمطي مختلفا عن الأرق المتناقض أن النوع الأول ينطوي على حرمان الشخص من التمتع بقسط كافي من النوم الليلي الذي يعد الأصساس مما ينعكس سلبا على صحتهم في فترات النهار حيث يعانون من احساس بالتعب والإرهاق والخمول وغلبة النعاس بينما النوع الذي نتناوله بالحديث لاتتم في ظله المعاناة من أعراض مماثلة
ويتم تفسير ذلك بديهيا بأن الشخص الذي يعاني أرقا متناقضا يكون قد حصل بالطبع على قسط وافر من النوم رغم عدم شعوره بذلك بالفعل , أي أنه من الناحية الجسدية سوف يكون البدن قد حظي بنصيبه من الراحة في فترات الصباح برغم عدم الإحساس بذلك سواء عقليا أو عاطفيا
وربما تتملكك حيرة من أمرك نتيجة صعوبة أو حتى استحالة تحديد عما إذا كنت قد حصلت على قدركافي من النوم ومن هذا المنطلق يصبح من الضروري الرجوع للطبيب لتحسين جودة نومك بما ينعكس بشكل إيجابي على حياتك اليومية
أعراض الأرق المتناقض

أعراض الأرق المتناقض
بالنسبة للعرض الرئيسي المرافق للأرق المتناقض فهو مايكون مصدره اعتقاد خاطىء بعدم الحصول على قسط كافي من النوم إلا أن هناك صفات يشترك فيها الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة
- الوعي الدائم بما يتم حولك في البيئة المحيطة خلال بذل محاولات للنوم
- عدم استطاعة النوم بصرف النظر عن حجم الجهد المبذول
- نمو العديد من الأفكار المتسارعة أثناء محاولاتك العديدة للنوم
- أن يظن الشخص أنه كان مستيقظا طوال الليل بينما هو نائم
يجب الإشارة إلى أنه حتى لو يكن بدنك يعاني من الشعور بأعراض الأرق فإن مشاعرك تجاه عدم التمتع بنوم كافي يعد حقيقيا بالنسبة له
أسباب الأرق المتناقض
على الرغم من عدم توصل الخبراء لأسباب جوهرية تفسر كيفية حدوث الأرق المتناقض إلا أن هناك عوامل معينة ترفع من فرص تلك الحالة :
- العوامل الخارجية البيئية والتي تختص بطبيعة الموقع الذي يعيش فيه الفرد أو يمارس عمله فيه
- العوامل الوراثية التي تشهد طفرات جينية
- الإضطرابات العقلية مثل القلق والإكتئاب
- اضطراب مابعد الصدمة
- انقطاع النفس النومي
اقرأ أيضا 6 أغذية شهيرة تسبب الشعور بالنعاس في فترات النهار
علاجات الأرق المتناقض

-العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
توجد بعض الطرق العلاجية التي تعمل كإستراتيجيات فعالة لتعزيز الشعور بالأمان والهدوء أثناء النوم ومن ضمن المقترحات التي يوصي بها مقدم الرعاية مايلي
- العلاج السلوكي المعرفي الذي يتم الإستعانة به في الطب النفسي لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية حيث يعد من أفضل الوسائل للتعامل الأمثل مع مشاعر القلق والتوتر والإكتئاب
- اتباع بعض الخطوات الصحية لتحسين أنماط النوم الجيدة من خلال خلق بيئة نوم توفر الأمان بما يحسن مقومات الراحة والثقة ويضمن الحصول على قسط كافي من النوم
- محاولة تجنب تناول المشروبات الغنية بالكافيين أو المشروبات الكحولية
- تخصيص وقت لممارسة الرياضة الخفيفة قبل موعد النوم
- بالنسبة للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب فإنه لايوجد دواء موجه مباشرة لحالات الأرق المتناقض إلا أن المهدئات توفر حلول فعالة للتغلب على الإحساس بالإستيقاظ
 
			        
 
														