لاأحد يختار بإراداته الحرة أن يصل إلى حد السمنة المفرطة التي يتطور فيها وزن الجسم من مجرد وزن زائد إلى مستوى آخر يجب أن نقف عنده للتفكير في حلول لإنقاذ الوضع والذي بات أمرا مزعجا في ظل الإضطرار إلى التعايش مع السمنة الموضعية التي تتركز في أماكن محددة من الجسم فقد تلاحظين الترهلات واضحة أسفل الذراعين , وهذا الخصر الذي طالما تطلعت في المرآة تتغنين بجماله أصبح عبارة عن دهون متراكمة , كما أن آخرون يشتكون من وزن زائد في الأرداف مما يجعل أجسامهم أكثر ثقلا كما أن مظهر أجسامهم عند ارتداء الملابس لم يعد مرضيا بالنسبه لهم الأمر الذي يشعرهم بالإحراج وفقدان اللياقة البدنية , فماهي الطرق المعتمدة التي يتم اللجوء إليها للتخلص من السمنة الموضعية .
ما هي السمنة الموضعية؟
من ضمن المشكلات التي تواجه العديد من الأشخاص ويرغبون في البحث عن حل لها مايعرف بالسمنة الموضعية ووفقا للإسم فإنها تصف موقع معين من الجسم يشكل مكان للدهون المتراكمة, ويشمل العديد من الأنماط المختلفة مثل سمنة البطن والخصر والفخذين والأرداف حيث يزداد امتلاء تلك المناطق تحديدا من دون أجزاء الجسم الأخرى خاصة عند مقارنتها بها وتنتمي إلى نوعية المشكلات فائقة الصعوبة نتيجة لتأثيراتها الصحية والتجميلية حيث تشوه الشكر الجمالي للجسم إلى الدرجة التي تجعل الشخص يعاني من صعوبات عند محاولات التخلص النهائي منها من خلال ممارسة التمارين الرياضية أو إتباع أنظمة الحميات الغذائية الشائعة .
بالإضافة إلى ماتتركه السمنه من انعكاسات سلبية جمالية إلا أنها تعد من العوامل التي تسبب أضرار جسيمة على الصحة العامة حيث تجعل الشخص أكثر عرضة للمشكلات الصحية فضلا عما تسببه من سوء الحالة النفسية التي تدفع الشخص إلى مواجهة تنمر المجتمع والنظر نظرة دونية إلى الذات مما يقود إلى إنعدام الثقة بالنفس مما يشكل بداية لسيطرة علامات القلق والإكتئاب ومشكلات الصحة العقلية نتيجة لتشوه الصورة السائدة لمظهر الجسد المثالي.
ما هي أسباب السمنة الموضعية؟
توجد بعض المعتقدات الراسخة في أذهان العديد من الأشخاص والتي تم اكتشاف خطأها والخاصة بإقتصار السمنة على زيادة الوزن وهذا الأمر ليس به قدر من الصحة , فمن الممكن أن تتمتعي بوزن مثالي للجسم بأكمله حتى أن وزنك قد يكون أحيانا أقل من المعدلات الطبيعية إلا أن هناك هذا الجزء المحدد بعينه الذي تتركز فيه الدهون بشكل موضعي وكأنه شرد عن القطيع .مما يجعل المظهر غير لطيفا على الإطلاق .
1-إتباع أساليب خاطئة في الريجيم :قد تتفاجئين من مسئولية اختيار نوع معين من الحميات الغذائية والتي لاتمثل اختيارا مناسبا أو دقيقا وما نتج عنها من زيادة كميات الدهون في أماكن معينة في الجسم دون غيرها , ويتزامن ذلك في نفس الوقت مع انخفاض وزن الجسم بوجه عام , وهنا بالتأكيد نلتمس وجود خطأ سبب لكي السمنة الموضعية
2- تراجع ممارسة الأنشطة البدنية : على الرغم من أن النظم الغذائية الصحية والمتوازنة منخفضة الدهون أمر أساسي عند اتخاذ قرار بإنقاص وزنك إلا أن النشاط البدني من الممارسات الصحية واللازمة حتى لاتكوني هدفا للسمنة الموضعية التي تحتفظ فيها أجزاء معينة من الجسم بالدهون بصورة غير طبيعية فبالنسبة للنساء فإن أجسامهن تختزن الدهون في أماكن البطن والأرداف بشكل خاص أما الرجال فنجد أنه من الشائع أن تشهد البطن والذراعين مناطق تراكم الدهون , ويتفاوت هذا الأمر بين شخص وآخر نتيجة اختلاف طبيعة الأجسام
3- العادات الغذائية غير الصحية :من خلال تبني بعض أنواع الممارسات الخاطئة الخاصة بتناولك للطعام فأنت بذلك تتركين فرصة للدهون المتراكمة بالتركز في أماكن بعينها في جسمك ومن أكثر العادات الشائعة الإكثار من تناول الأطعمة النشوية عالية السعرات الحرارية , والوجبات السريعة والأطعمة المصنعة ويشمل ذلك أيضا الأكل الليلي في فترات متأخرة من الليل. وينضم إلى الأسباب أيضا قلة معدلات الحركة والشعور الدائم بالكسل والإرهاق .
4- العوامل الوراثية: يتداخل العامل الوراثي أيضا المتعلق بالجينات الوراثية ليكون سببا محتملا في جعل الشخص معرضا لتواجد الدهون بمستويات زائدة في أجزاء معينة من الجسم حيث أنه قد يكون الأبناء الذين يعاني آبائهم من هذا النوع من السمنة يصبحون معرضين بالمثل للمعاناة منها عند مقارنتهم بأقرانهم .
5- أنواع معينة من الأدوية : قد تكون السمنة أحد الآثار الجانبية المتوقعة جراء تناول أنواع من العلاجات الدوائية مثل الكورتيزون والذي يرتبط بزيادة احتباس السوائل تحت الجلد الأمر الذي يعطيكي وزنا أكبر , حتى أن حجم الوجه يبدو ممتلئا بشكل واضح لذلك يجب الإنتباه بألا يكون تناولك لتلك الأدوية بشكل عشوائي بل من الضروري الإلتزام بإرشادات الطبيب .
أسباب أخرى للسمنة الموضعية
1-الإضطرابات المناعية والهرمونية :تلك الغدة الواقعة أسفل العنق والتي تتخذ شكل فراشة والمعروفة بالغدة الدرقية تكون مسئولة عن العديد من الوظائف الحيوية ومنها وظيفة التمثيل الغذائي وحرق الدهون مما يجعلها مؤثرة على وزن الجسم وقد يؤدي إصابتها بأوجه الخلل مابين القصور وفرط النشاط في إحداث تورم وانتفاخ في الوجه والرقبة أيضا , بالإضافة إلى أن الحرص على تناول أنواع العقاقير الهرمونية مثل حبوب أو أدوية منع الحمل يعد من العوامل التي تنعكس على زيادة حجم ووزن الجسم .
2- الحساسية الغذائية :ليست الحساسية نوع واحد بل توجد أنواع مختلفة منها الحساسية الجلدية وحساسية حبوب اللقاح وحساسية الحشرات بالإضافة إلى الحساسية الغذائية الخاصة بأنواع معينة من الأطعمة والمشروبات كحساسية الفراولة والمانجو والفول السوداني الأمر الذي يتسبب في ظهور أعراض الطفح الجلدي , وتورم الجسم والحلق , مع ظهور اللون الأحمر في الوجه والعنق .
3- احتباس السوائل في أنسجة الجسم :يمكن أن يرتبط الوزن الزائد بتراكم السوائل واحتباسها في الجسم والذي يكون ناجما عن عدة أسباب منها الإكثار من تناول الأطعمة المالحة , تناول أنواع معينة من الأدوية العلاجية , وحقن السوائل الوريدية .
اقرأ أيضا 6 عواقب مرضية تنتج عن حدوث السمنة في منطقة البطن
الطرق العلاجية للسمنة الموضعية
على الرغم من أن الإجراء الجراحي يكون هو الخيار الأول بالنسبة لكثير من الأشخاص للتخلص من السمنة الموضعية سواء في البطن والأرداف وأماكن أخرى في الجسم إلا أن كثيرون لايرغبون في الإقدام على تلك الخطوة فقد تحمل خطورة أو تجلب بعض الآثار الجانبية , ولكن توجد عدة طرق علاجية تجمع بين العلاج الدوائي , والحل الجراحي علاوة إلى إتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة والمناسبة, والأنشطة الرياضية
الحل الجراحي لعلاج السمنة الموضعية
قد لاتحقق الطرق الأخرى أي نتائج في إنقاص مواقع السمنة الموضعية لذلك فإن الإتجاه يكون إلى جراحات السمنة والذي يمثل الطريق المختصر للتغلب على الدهون المزعجة , والحالات التي يتم تشخيصها بأنها سمنة مفرطة , وخاصة تلك المكدسة في منطقة البطن والأرداف, وتلك الأجزاء في الغالب تواجه صعوبات حتى يتم التخلص منها بشكل سهل من خلال العلاجات الدوائية , وأنظمة الريجيم .
يتم تصنيف الجراحات الخاصة بالسمنة إلى العديد من الأنواع ورغم العديد من الفوائد التي تقدمها إلا أنه من الممكن أن تتسبب في بعض الآثار الجانبية التي تعود بالسلب على الصحة العامة للمريض ومن ضمن أكثر الأشكال الشائعة عمليات تنحيف القوام :
- عملية بالون المعدة.
- جراحة قص المعدة.
- ربط المعدة .
- جراحة استئصال جزء من الأمعاء.
- شفط الأنسجة الدهنية في البطن والأرداف.
الطرق الوقائية من السمنة الموضعية
يجب أن تتبعي بعض الإجراءات الوقائية للوقاية من السمنة الموضعية تجنبا للمضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تسببها :
- توخي الحذر من تناول العلاجات الدوائية بشكل تعسفي حيث وجد أن أنواع معينة من الأدوية تكون مسئولة على زيادة الكتلة الدهنية , مما يعمل على تنشيط معدلات تراكمها في أجزاء خاصة من الجسم , وخاصة العقاقير المؤثرة على وظائف الغدة الدرقية مما يصيبها بإختلالات
- عدم الإفراط في إضافة الأطعمة الغنية بالأملاح إلى نظامك الغذائي ويشمل ذلك الأسماك المملحة , المخللات , اللحوم , حيث ثبت أنها من ضمن المصادر الغذائية المتسببة في احتباس الماء أسفل الجسم مما ينعكس على مظهر أماكن معينة في الجسم
- عليكي بالإبتعاد عن السير وراء الحميات الغذائية الصارمة , التي تخلصك من الوزن بشكل سريع إلا أنها تترك بشرتك مترهلة , وتعمل على كثافة مستويات الدهون المتراكمة أسفل الطبقات السطحية من الجلد , لذلك نوصيكي بالرجوع إلى استشارة أخصائي تغذية .
- يجب ألا تهملي ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم حيث أن قلة الحركة والخمول والبقاء في وضعية الجلوس لفترة طويلة ينشأ عنها زيادة تركز الدهون في الفخذين والبطن والظهر
- ثبت أن التعديلات التي يتم إجرائها على الأنماط الحياتية من الضروريات وذلك بإدخال بعض التمارين المعززة للإسترخاء ,مع الحصول على قسط كافي من النوم ,وعدم الإستمرار في تناول الطعام حتى ساعات متأخرة من الليل يقلل من إصابة الأشخاص بالسمنة الموضعية