تمثل العين عضو الرؤية المسئول عن الإبصار لذلك فإنها من الأعضاء فائقة الحساسية يمكن حتى للحالات البسيطة أن تسبب مشكلة بصرية بعضها يكون مؤقتا أي أنها تتماثل للتعافي بخطة علاجية على يد أخصائي العيون وبعضها يحمل مضاعفات شديدة الخطورة وربما يكون قد تردد كثيرا على سمعك مشكلتين من أكثر مشكلات العيون شيوعا لدى فئات عديدة من الأشخاص وخاصة فئة كبار السن وهما المياة البيضاء والزرقاء وتجنبا للخلط بينهما لابد من توضيح أوجه التشابه والإختلاف .
أوجه التشابه والإختلاف بين مشكلتي المياة البيضاء والزرقاء في العين
بالتأكيد سوف يكون أول مايطرأ على تفكيرنا أن كلا من مصابي تلك المشكلة المتعلقة بالمياة البيضاء أو الزرقاء يواجهون مشكلات تتعلق بالرؤية التي تكون معتمة ,أو مشوشة خاصة وأنه تم تصنيف كلاهما بأنهما من أكثر أمراض العيون شيوعا بين المسنين لذلك وجدنا أنه من المهم التوعية بخطر تلك المشكلات على صحة عينيك لإستكشاف نقاط التشابه والإختلاف والوقوف على طبيعة الأسباب وعوامل الخطر بالإضافة إلى الخيارات العلاجية الأكثر فاعلية
المياة البيضاء والزرقاء من حيث تعريف كلا منهما
عندما يضع الطبيب تشخيص لأحد المرضى بأنه يعاني من المياة البيضاء وهو الإسم الشائع الذي يستهلكه معظم الناس كدلالة على إعتام عدسة العين ذات الطبيعة الشفافة مما يتسبب في خلق حائلا ومعوقات تمنع مرور الأشعة الضوئية عبر العدسة وصولا إلى الشبكية التي تعمل بمثابة نيجاتيف الكاميرا أو مصنع إنشاء الصور وفي حالة الإصابة بتلك المشكلة سوف تكون الرؤية مشوشة غير واضحة مع رؤية الألوان بشكل باهت .
أما فيما يتعلق بالمياة الزرقاء فهي حالة مرضية ناتجة عن وصول ضغط العين من الداخل إلى مستويات عالية وقد يرجع ذلك إلى أحد العوامل المسببة مما يتسبب في كثافة الضغط المتزايد الواقع على أنسجة وطبقات وأجزاء العين الداخلية وتحديدا العصب البصري الذي يتعرض للتضرر والتلف بشكل تدريجي مهددا بالعمى الكامل أو الفقدان التام لحاسة الإبصار .وبعد أن قدمنا تفسير مختلف لما يخص المياة البيضاء والمياة الزرقاء بشكل منفرد كلا منهم على حدة فسوف نزيل الغموض الخاص بأسباب حدوث كلا منهما .
الأسباب الشائعة لحدوث المياة البيضاء والزرقاء
تم استكشاف أسباب معينة تقف وراء خطر الإصابة بالمياة البيضاء على النحو التالي:
- عامل السن من العوامل المؤثرة بشكل كبير والمتداخلة مع خطر الإصابة بإعتام عدسة العين هو كونها من المشكلات ذات الصلة بالتقدم في العمر حيث يمكن إعتبارها من أمراض الشيخوخة التي تظهر بشكل خاص لدى بعض الأشخاص من كبار السن والتي تعد من الملامح المصاحبة لتلك المرحلة العمرية كالشعر الرمادي الأبيض .
- تزايد خطر الإصابة بحالات مرضية مزمنة ذات التأثيرات الصحية الخطيرة على الأوعية الدموية والخلايا العصبية في الجسم ويشمل ذلك العين بشكل خاص , وتظهر تلك المشكلة بشكل شائع لدى الأشخاص المصابين بداء السكري ومن لديهم تاريخ من اضطرابات غير مستقرة في مستويات سكري الدم بحيث تكون لديهم مؤشرات غير منضبطة ومتذبذبة وفي الوقت نفسه يستمر الخلل لمدة طويلة
- المواقف التي ترتبط بحوادث عرضية أو أحد الصدمات العنيفة في العين مما يترتب عليه تعرض عدسة العين للتأثيرالمعتم الضبابي
- الآثار الجانبية لبعض أنواع الفئات الدوائية التي تحتوي في تركيبها على الكورتيزون كعلاج فعال بعض المشكلات الصحية ، مثل فرط الحساسية.
- المعاناة من أحد التشوهات الخلقية لدى الأطفال منذ ولادتهم والناجمة عن تعرض الأم لأحد المضاعفات الخطيرة مما انعكس أثرها على صحة الجنين, وفي بعض الأحيان قد يرتبط ذلم بجينات وراثية .
أسباب المياة الزرقاء
وعلى الصعيد الآخر الخاص بالمياة الزرقاء أو مايطلق عليها مصطلح الجلوكوما فقد ذكرنا السبب مسبقا والذي يشكل ينشأ للضغط المتزايد داخل أنسجة العين والناجم عن ارتفاع كميات السوائل المحتبسة داخل العين أوربما يكون متعلقا بإضطراب ما أو تعرض القنوات الدمعية التي تتولى عملية تصريف السوائل والتخلص منها في صورة افرازات خارجة العين للإنسداد , وتوجد بعض الحالات التي يكون فيها الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمياة الزرقاء مقارنة بغيرهم وتشمل :
- الأشخاص المصابون بمرض السكري
- المسنين
- قد تكون بسبب عوامل وراثية زادت من فرص الإصابة بالجلوكوما
- أصحاب مشكلات قصر أو طول النظر
- المصابون بضغط الدم المرتفع
- وجود تاريخ طبي سابق من الخضوع لعمليات جراحية في العين
المياة البيضاء – المياة الزرقاء أيهما أكثر خطورة على صحة العين ؟
قد يصبح التساؤل الآن منصبا حول أكثر مشكلات العين خطورة المياة البيضاء أم الزرقاء من حيث درجة شدة المخاطر فعلى الرغم أن رؤيتك قد تصبح مهددة وتعانين من عدم الوضوح عند إصابتك بأي منهما بل يمكن أن يتفاقم الأمر ليصبح أكثر سوءا في حالة تجاهل التدخل الطبي الفوري إلى درجة فقدان البصر التام إلا أن معظم الأطباء والخبراء اجمعوا على أن أن المياة الزرقاء هي الأكثر خطورة وتترك تأثيرها المباشر على قوة الإبصار والنابع من التضرر الذي تستهدف به العصب البصري والذي قد لاينجح الأطباء في إصلاحه, وسوف يتمحور العلاج في أغلب الأحوال على المحافظة على سلامة الجزء من العصب البصري الذي يتمتع بالصحة ومع الأسف بالنسبة لمعظم الحالات لايمكن توقع تحسن كامل في الرؤية حتى مع الإلتزام بخطة العلاج
على النقيض من مشكلة المياة الزرقاء فإن المياة البيضاء من الحالات التي ينجح الأطباء في علاجها والتغلب على أضرارها المؤثرة على العين من خلال خضوع المريض لإجراء استبدال عدسة العين التالفة من خلال استئصالها وازالتها لتحل محلها العدسة الجديدة , وهنا من المتوقع أن تتحسن جودة الرؤية وحدة الإبصار بدرجة كبيرة وفي غضون فترة قصيرة
اقرأ أيضا ظاهرة الذبابة الطائرة ..كيف تؤثر تلك الحالة على صحة العينين ؟
علاج المياه البيضاء والزرقاء في العين
-أولا: علاج المياة البيضاء
يلجأ الطبيب في الغالب إلى تقنيات علاجية تتميز بالمحدودية على النحو التالي:
- استخدام الموجات الصوتية وتركيزها على عدسة العين التالفة لتكسيرها وتفتيتها ثم صنع شق جراحي بسيط للمساعدة في استئصالها لايتخطى قطره 1.8 سنتيمتر، ثم الإستعانة بعدسة صناعية أخرى تؤدي نفس الوظيفة بدرجات أعلى من الجودة
- تقنية الفيمتوليزر: تقوم أساسها على قيام الطبيب بصنع شق صغير الحجم في قرنية العين بحيث لايتعدى 1.8 سنتيمتر بما يمكنه من التخلص من الغشاء الخارجي للعدسة وتكسير أجزاء العدسة التي تعرضت للإصابة ،مع استكمال الإجراء والإتجاه لسحب العدسة المتضررة بالموجات الصوتية من الجزء الداخلي من العين
-ثانيا :علاج المياة الزرقاء
نأتي إلى ذكر أساليب علاج المياة الزرقاء التي يحددها الطبيب بناء على عاملين وقت اكتشاف الحالة وحجم الضرر الواقع على العصب البصري وعندئذ سنكون في مراحل المرض الأولية المبكرة التي يصف الطبيب خلالها القطرات العلاجية لعلاج تشوش الرؤية وتحسين الإبصار مع متابعة دورية لصحة العصب البصري وهذا في الحالات الطفيفة
أما عن الحالات الأكثر تقدما من المياه الزرقاء فإن الحل النهائي هو الإجراء الجراحي الذي يهدف إلى تصريف السوائل من العين، مما يقلل من مقدارالضغط الواقع على العصب البصري.