في بعض الحالات قد يجد الأطباء أنه من الضروري إجراء أنواع معينة من الفحوصات الطبية للتحقق من المشكلات الصحية وفي الآونة الأخيرة ومع زيادة احتمالات التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية وخاصة النوبات القلبية التي يمكن أن تصيب الشخص على غفلة منه كان ولابد من مراقبة علامات معينة دالة على معاناة المريض من حالة مرضية , ولايحدث ذلك إلا بإخضاعه للفحص ففي البداية قد يلجأ الطبيب لإختبارات الدم التقليدية للتأكد من النوبات القلبية الصغيرة ولكنها قد لاتحقق الهدف المنشود لتتضح الحاجة إلى اختبار خاص للكشف عن مستويات التروبونين في الدم ,وسنقدم من خلال مقالنا التالي معلومات تفصيلية عن تحليل مستويات التروبونين.
تحليل مستويات التروبونين
ماهو التروبونين ؟
في البداية سوف نستهل حديثنا عن الكشف عن ماهية التروبونين الذي يعبر عن نوع من البروتينات الطبيعية ويمكن إيجاده في عضلات القلب وماإن تعرض القلب لإصابة أو ضرر ما فإن هذا من شأنه إطلاق هذا البروتين ليتدفق في مجرى الدم ويسعى الأطباء محاولين بذل مزيد من الجهد للكشف عن معاناة المريض من أزمة قلبية من عدمه من خلال التحقق الجيد من نسبة التروبونين في الدم وقد يتجه الطبيب إلى هذا النوع من القياس في حالات فشل اختبارات الدم الأخرى وعدم فاعليتها في تحديد النوبات القلبية الصغيرة .
ليست النوبات القلبية مايتم تشخيصها فقط وفقا لهذا الإختبار المتعلق بقياس مستويات التروبونين القلبي في الدم حيث يعتمد عليه الأطباء أيضا كشكل من أشكال الإجراءات التشخيصية للعديد من الأمراض القلبية وأمراض الشرايين التاجية بما يساهم في التشخيص الدقيق والفعال الذي يبنى عليه لاحقا وصف الخطة العلاجية والآن لنخبرك عن المزيد من المعلومات حوله فهل أنت مستعدة ؟
كيف يتم إجراء اختبار مستويات التروبونين؟
اعتمادا على اختبار الدم القياسي المنوط بعملية قياس مستويات بروتين التروبونين في الدم سوف يقوم أخصائي المعمل بسحب عينة دم من أنسجة خلايا الذراع وربما يأتي هذا مصحوبا ببعض الآلام الطفيفة أو مايشبه الكدمات الدموية الزرقاء .
ينتقل الطبيب إلى الخطوة التالية بعد حصوله على عينة دم من المريض بإخضاعها للإختبار من أجل قياس مستويات التروبونين ويشكل هذا أحد الخطوات الضرورية التشخيصية للنوبات القلبية.
وفي نفس السياق يمكن أن يفيد الطبيب اهتمامه بملاحظة أي نوع من التغيرات الطارئة من خلال اللجوء إلى استخدام تقنية تخطيط كهربية القلب وتتوافر إمكانية تكرار مثل تلك الإختبارات العديد من المرات
ماذا عن اختبار التروبونين التقليدي؟
هذا الجانب المتعلق بإختبار التروبونين التقليدي، الذي كان يتعين على الأطباء الإنتظار مطولا وربما يمتد الأمر لساعات من أجل الكشف عن ارتفاعات مستويات التروبونين أما عن احتمالية إجراء التحليل في توقيت مبكر فإن ذلك سوف يعطيكي قراءات سلبية عارية من الصحة تماما
وإذا كنت تبحثين عن أشكال عالية الدقة من الإختبار فإنه يمكنك بسهولة الحصول على اختبارات عالية الحساسية الذي من خلال الإعتماد عليها فإنها سوف تلعب دورا بارزا في تحديد المستويات القصوى من التروبونين ,ولن تستغرق عملية الحصول على النتائج بالإعتماد عليه وقتا نظرا لإمكانية الحصول على نتيجة إيجابية في أقل من 9 دقائق.
بينما في حال أثبت قياس تحليل نسبة التروبونين بأن مستوياته منخفضة ,أو مستقرة, ومتوازنة بمعدلات طبيعية حتى في ظل احساس المريض بآلام حادة في الصدر , فهنا يمكننا القول بأنه ليس شرطا أن يكون الشخص مصابا بأزمة قلبية وعلى الصعيد الآخر الذي ينذر بأضرار جسيمة على صحة قلبك أو يزيد معه خطر الإصابة بالنوبات القلبية فيكون مرتبطا بإرتفاع مستويات التروبونين
أنواع التروبونين
من خلال الدور المحوري لبروتينات التروبونين في المساعدة على تنظيم عملية تقلص عضلات القلب التي تظهر في صورة شد عضلي يمكن أن يحدث بشكل مفاجىء ويتم تصنيفه إلى ثلاثة وحدات فرعية
- Troponin C (TnC) إنزيم يرتبط بالكالسيوم
- Troponin I (TnI) يعمل مع TnC على جسر ألياف العضلات.
- Troponin T (TnT) وتتمثل وظيفته في ربط بروتين التروبونين ببروتين مختلف يسمى التروبوميوزين.
من الأمور التي يجب معرفتها أن اختبارات التروبونين قائمة في الأساس على قياس مستويات TnI أو TNT.
اقرأ أيضا ما هو اختبار الـ eGFR؟ لفهم الحالة الصحية للكليتين
الحالات التي تتطب إجراء اختبار مستويات التروبونين
الحالات الأكثر شيوعا التي يجد الطبيب أنهم في حاجة لإجراء اختبار مستويات التروبونين وبناءا على ذلك يقدم الاطباء مجموعة توصيات بشأنه هي ماتقترن بشعور المريض بآلام في الصدر الذي يعد عرضا رئيسيا لكثير من المشكلات القلبية علاوة على ذلك توجد بعض الأعراض الأخرى والتي ماإن تم ملاحظتها فإنها تستلزم هذا التحليل أيضا
- آلام مزمنة في أجزاء مختلفة من الجسم وتحديدا في الرقبة والظهر والذراعين والفك
- التعرق الغزير
- الإحساس بالدوار وعدم الإتزان
- الدوخة
- سيطرة الرغبة في التقيؤ والغثيان
- مواجهة حالات ضيق التنفس
- الشعور بالتعب والإعياء
اختبار نتيجة مستويات التروبونين
تمثل النانوجرام وحدة القياس الأساسية لمستويات التروبونين على أساس النانوجرام لكل مليلتر (نانوجرام / مل). بينما فيما يتصل باختبارات الحساسية الفائقة فإنها تخص بالقياس مستويات التروبونين بالنانوجرام لكل لتر (نانوغرام / لتر).
من خلال إلقاء نظرة على المعدلات الطبيعية لوجود التروبونين في الدم سنجد أن نسبته تصل إلى قرابة 99 في المئة. أما إذا تخطت نتائج التروبونين لتكون أعلى بمراحل من تلك المستويات فإنها تحمل مؤشرات محتملة على مضاعفات تلف القلب أو الأزمات القلبية مع الأخذ في الإعتبار اختلافات الأطر المرجعية لنسب التروبونين من معمل تحليل إلى آخر.
أكدت نتائج بعض الدراسات التي تم التوصل إليها أن النساء أكثر عرضة للمستويات المنخفضة من التروبونين القلبي مقارنة الرجال. وتوجد حقائق يمكننا الإستدلال من خلالها عن ارتفاع التروبونين حيث يمكن وصف مستويات التروبونين (مستويات TnI) بأنها مرتفعة عقب تجاوزها 40 نانوغرام / لتر عند التوصل إليها من خلال اختبار فائق الحساسية. بينما تعد مستويات TnT مرتفعة عندما تكون أكثر من 14 نانوجرام/لتر للنساء وأكثر من 22 نانوجرام/لتر للرجال في اختبار الحساسية العالية.
إذا كانت مستويات التروبونين منخفضة وطبيعية
من خلال حديثنا عن مستويات التروبونين بشقيه المنخفض والطبيعي يجب أن نعلم أنه إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة فإن ذلك مؤشرا دالا على استقرار مستويات التروبونين في المعدلات الطبيعية أما في الحالات التي ترتبط بمعاناة الأشخاص من آلام لاتحتمل في الصدر وفي الوقت نفسه تكون مؤشرات التروبونين منخفضة أو طبيعية بعد مرور حوالي 12 ساعة من بدء شعورهم بألم ألم الصدر ، فمن الوارد أن تزداد فرص إصابتهم بنوبة قلبية.
حول مستويات التروبونين المرتفعة
يمكن أن يمثل ارتفاع مستويات التروبونين هذا إشارة على مشكلة خطيرة فكلما واجه الشخص حالة كهذه سوف يزداد إطلاق كلا من TnI وTNT في مجرى الدم وبالتالي زيادة فرص تعرض القلب للتلف . ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن تستمر مستويات التروبونين في الإرتفاع في غضون من 3 إلى 6 ساعات بعد التعرض لمشكلة تلف القلب حتى أنها يمكن أن تبقى على هذا الوضع من الإرتفاع لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا.
كما ذكرنا أن الأزمة القلبية من المضاعفات الأساسية لفرط مستويات التروبونين الذي يكشف عنه الإختبار, ومع ذلك تتعدد الأسباب الأخرى التي تقود إلى حدوث ارتفاع في نسبة التروبونين.
أسباب ارتفاع مستويات التروبونين
بالإضافة إلى الإضطرابات المتغيرة في مستويات التروبونين توجد أعراض مختلفة للأزمة القلبية والتي تعبر على أنها على وشك الحدوث وفي حالة معاناة شخص ما منها فإن الطبيب سوف يوظف الأعرض من أجل دقة إجراء التشخيص وتتمثل الأنواع الأخرى من الأمراض القلبية التي تشكل عوامل مسببة لإرتفاع مستويات التروبونين ما يلي:
- التهاب عضلة القلب، وهي حالة التهابية في عضلة القلب
- التهاب التامور، وهو التهاب كيس القلب وهو نوع من الأغشية الرقيقة التي تشبه الجيب وتحيط بالقلب
- التهاب الشغاف، وهو التهاب البطانة الداخلية للقلب
- اعتلال عضلة القلب، حين يصاب القلب بالضعف
- الإصابة بسكتة قلبية مفاجئة
- الذبحة الصدرية المستقرة، وتعد شكل من أشكال من آلام الصدر الناجمة عن ضعف تدفق الدورة الدموية إلى القلب
أسباب أخرى لإرتفاع مستويات التروبونين
- ممارسة التمارين الرياضية عالية الشدة بشكل مكثف
- الحروق
- بعض الأدوية العلاجية
- الإصابة بسكتة دماغية
- مرض السكري من النوع الثاني
- أحد الأمراض الكلوية
- الانسداد الرئوي، والتي تشير إلى جلطة دموية في الرئتين
- حالات قصور الغدة الدرقية
- الإصابة بعدوى تسمم أو تعفن الدم التي يطلق عليها الإنتان