يخشى الآباء من أي إصابات مرضية يمكن أن تلحق بأطفالهن لكن أحيانا يمكن أن يكون سبب مرضهم مرتبط بعمليات حيوية طبيعية تمثل جزءا من نموهم ونقصد بذلك التسنين وهي مرحلة في حياة كل طفل تصاحبها أعراضا مثل اضطرابات النوم , وفقدان الشهية , وتقلبات المزاج وارتفاع أصوات البكاء , ولعل العلامة الأبرز هي تلك الممثلة في سيلان اللعاب بشكل مفرط , ويمكن أن تتفاجىء الأمهات عند تحسس جبهة الطفل وجود ارتفاع في درجة جسمه فيما يتجاوزالمعدلات الطبيعية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أعراض حمى التسنين لدى الأطفال .
حول حمى التسنين لدى الأطفال
تعد الحمى بمثابة طريقة الجسم في التعبير عن وجود عدوى وتظهر في صورة ارتفاع في درجات الحرارة , وعلى الرغم من أن القلق يسيطر على الوالدين في تلك الأوقات إلا أنه يمثل أمرا مفيدا يمكن الإستعانة بها كعلامة تخبرنا عن معاناة الطفل, ويجب على الأمهات أن تكون على وعي بأن الحمى أيضا من ضمن الأعراض التي من المحتمل أن يعاني منها الكثير من الأطفال عند الدخول في فترة التسنين , تجنبا للخلط بينها وبين أنواع الحمى الأخرى التي تعد نتاج لعدوى فيروسية أو بكتيرية والمسببة للمرض .
اقرأ أيضا كيفية التعامل مع فقدان طفلك لشهيته في مرحلة التسنين
حول نمو أسنان الطفل
لايمكننا القول بأن جميع الأطفال يمرون بمرحلة التسنين في آن واحد بل ذلك يتفاوت توقيت حدوثه بين طفل وآخروذلك بناءا على الطفل ذاته ,إلا أنه في الغالب سيكون هناك توقيت نموذجي معتاد لموعد ظهور الاسنان اللبنية أو أسنان الحليب لدى الأطفال على النحو التالي:
- الأطفال من سن 6 إلى 9 أشهر: تلك المرحلة العمرية تتلاقى مع موعد ظهور الأسنان الأولية للطفل في الشهر بداية من الشهر السادس من عمره ويكون مكانها في صفوف القواطع السفلية , وفي العادة سوف ينتج عنها كثيرا من الألم للطفل الرضيع , حيث تسيطر عليه نوبات من الغضب والبكاء مع الشعور بعدم الراحة والضيق , حتى أنه يمتنع عن الرضاعة من ثدي الأم غلى جانب بوادر حمى طفيفة, وعقب ظهور القواطع السفلية , فإن القواطع الموجودة في الأعلى تكون مستمرة في النمو ببلوغ الطفل 8 أشهر من العمر .
- الأطفال من 12 إلى 14 شهرًا:بعد النمو الكامل لقواطع الأسنان سواء العلوية أو السفلية , نأتي إلى بدايات ظهور الضروس , ليبدأ الترتيب بالضرسان الموجودان داخليا في الفك العلوي , ويكون موقعهما في وسط الفك من المنتصف متخذا مسافة بعيدة عن الأسنان الأمامية
- ينطلق ظهور اثنين من الضروس السفلية في اتجاه مقابل للضرسين العلويين الذي سبق لهم الظهور, في تلك الأثناء لابد أن تخصص الأمهات الواعيات روتين للمحافظة على نظافة أسنان الطفل وتعزيز إنتاج معدن الفلورايد الطبيعي الذي يحافظ على مينا الأسنان من التلف والتآكل, إلى جانب الوقاية من مشكلات الأسنان الشائعة
- الأطفال من 16 إلى 18 شهرًا: تنشق الأنياب اللبنية العلوية في المرحلة العمرية الواقعة بين سن 16 إلى 18 شهرًا، لتكون مهمتها تعبئة الفراغات الواقعة بين القواطع والأضراس. ليكون ترتيب ظهور النابان السفليان عقب النمو الكامل للأنياب العلوية ,ولكن هذا لايحدث لدى جميع الأطفال حيث قد يحتاج الطفل إلى 22 شهرا حتى يتمكن من تطوير كامل للأنياب اللبنية الأربعة
- الأطفال من عمر 20 إلى 30 شهرًا: ببلوغ الطفل 20 شهرا سوف يغطي الضرسان الأخيران الفك السفلي في الشهر العشرين, وعقب نمو الضرسان الأخيران من الفك السفلي، يكون تابعا له ظهور آخر ضرسين من الفك العلوي.
علامات التسنين عند الأطفال
عقب انشقاق اللثة وخروج الأسنان الأولى للطفل فإنه قد يعاني من انتفاخ وتورك في اللثة , ويمكنك تفحص فم طفلك لإستكشاف هذا الإحمرار الذي يبدو مثل الكدمات والذي قد يؤدي في أحيان كثيرة إلى ارتفاع درجة حرارة أجسام الأطفال
يمكن اعتبار تلك العلامات الدالة على دخول طفلك مرحلة التسنين بمثابة دليلك لمعرفة التوقيت المحدد لبدء تسنين طفلك وعندئذ قد تستكشفين أن الحمى التي أصابته مصدرها التسنين, وتم رصد الأعراض العامة الرئيسية للتسنين لدى الأطفال على النحو التالي:
- السيلان المفرط للعاب بشكل أكبر من المعتاد
- العصبية وسرعة الإنفعال ونوبات البكاء المتواصلة
- زيادة ميل الطفل إلى عض الأجسام حيث يتبنى هذا الفعل مع كل الأشخاص , كما يتجه لتكرار فعل المضغ.
- ملاحظة الأمهات أن لثة الطفل قد أصبحت متورمة, وحمراء اللون
- بعض الأطفال يواجهون مايسمى بإسهال التسنين الذي يكون خلاله البراز ذو طبيعة خفيفة بالإضافة إلى حمى طفيفة تجعل جسم الطفل دافىء
توجد مجموعة أخرى من الأعراض التي تبدو شبيهة إلى حد كبير مع أعراض الإنفلونزا بالإضافة صعوبات النوم , وضعف وفقدان الشهية , والإستثارة السريعة , فإن أطفال آخرون يعانون من سيلان وانسداد الأنف , وارتفاع أصوات البكاء والصراخ , وانخفاض الرغبة في الرضاعة , مع نوبات العطس والسعال المفرط والرغبة في التقيؤ
طرق فعالة للتعامل مع طفلك المصاب بحمى التسنين
من خلال البحث عن أحد الأسباب المؤدية إلى إصابة الطفل بحمى التسنين وجد أن لذلك علاقة بإنتفاخات, وتورم اللثة أي وجود التهاب هو ماحفز تلك الحمى على الظهور وهذا الأمر مسئول عن زيادة درجة حرارة الطفل بمعدلات قليلة عن المؤشر الطبيعي , ولكي تتمكني من التمييز بين حمى التسنين والأخرى التي تكون نتاج مرض ما فإن حمى التسنين لايصاحبها ارتفاع حاد في درجات الحرارة ولاتقترن بوجود إسهال في العادة , ففي حال تجاوزت الحمى درجة أعلى من 38 درجة مئوية مع إسهال، فإن هذا يعد مؤشرا على معاناة طفلك من مشكلة مرضية أخرى ونستبعد حمى التسنين
- يجب الإشارة إلى أن الحمى الخفيفة إلى المتوسطة يمكن التعامل معها بعلاجات منزلية بينما الشديدة منها تتطلب اللجوء الفوري للطبيب ومن التدابير العلاجية البسيطة
- الحرص على اتباع ممارسات النظافة الخاصة بصحة الفم والأسنان : قدمي لطفلك الماء المفلتر بعد وجبة طعامه , ثم استخدمي منشفة ناعمة مخصصة له لمسح فمه , مع الإلتزام بتنظيف أسنانه من بقايا الطعام واجعليها عادة منتظمة ويوصى بتكرارها أكثر من مرة يوميا.
- عندما يكون طفلك مصابا بالحمى , يجب أن تهتم الأمهات بتجهيز وعاء مملوء بالماء الدافىء لعمل كمادات بسيطة ومسح جسد الطفل , حيث يساهم الماء الدافىء في الإسراع من التخلص من الحرارة المرتفعة , وتخفيف آثار الحمى بشكل سريع
- تغيير ملابس الطفل بإرتداء قطع مريحة من الملابس للسماح بمرور الهواء لطرد الحرارة من الجسم
- سوف يكون حليب الثدي مفيدا في أوقات المرض لذلك لابد من تفعيل أسلوب الرضاعة الطبيعية وفي حال رفض الطفل عليكي بإستعمال شفاط الثدي واستعمال الملعقة في إطعامه
- عدم اللجوء لإتباع طريقة الإجبار على تناول الطعام الصلب , فربما لم يكن لدى الطفل المقدرة وهنا لابد من التنويع في وجبات الطعام وتجهيزها بحيث تكون سهلة المضغ والبلع
- قبل تفكيرك في الإستعانة بالعلاجات الخافضة للحرارة لابد من الحصول على استشارة طبيية أولا من طبيب الأطفال المعالجة لطفلك , حييث تستغرق حمى التسنين عادة عدة أيام وتنتهي وتلك هي السمة المميزة لها أما إذا طالت مدة ارتفاع درجة حرارة الطفل لأيام أطول مع نوبات من القىء فيجب أن تعلمي أن طفلك يعاني من مرض آخر وليس التسنين هو السبب
- ابعدي كافة الأدوات الحادة عن نطاق ألعاب الطفل حتى لايقوم بعضها وتسبب في إلحاق الضرر بلثته .
- سوف تساهم بعض الأطعمة في تسكين آلام اللثة لدى الأطفال وخاصة الموز حيث يمنح شعور مهدىء ويساعد في تقليل شدة التورم, ويوفر لطفلك الراحة .