هل تعلمين أنه يمكن أن يصاب الشخص بحالة عصبية نتيجة تناول أدوية علاجية لفترة طويلة؟ في الحالات التي يداوم فيها المريض على تناول مضادات الذهان على المدى الطويل يمكن أن تطرأ بعض الآثار الجانبية الناجمة عن طول مدة العلاج وهي مانتناوله بالحديث والذي ينطوي على خلل الحركة المتأخر الذي يصنف ضمن اضطرابات الحركة حيث يصدر عن المريض المصاب بها عدة حركات عصبية لاإرادية بوتيرة متكررة مثل تقطيب الجبهة, أو غمزات العينين وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي كل مايهمك عن خلل الحركة المتأخر .
ما هو خلل الحركة المتأخر؟
عندما يصاب الجهاز العصبي بخلل مزمن يترجم إلى عدة اضطرابات تدفع الشخص لاإراديا إلى القيام بحركات غير مرغوب فيها ,ويمتد تأثير تلك الحالة الإضطرابية في الغالب على الجزء السفلي من الوجه ,ويوصف خلل الحركة هذا بأنه متأخر حيث أنه يأتي متأخرا بينما تنم إصابة الشخص بخلل حركي عن ملاحظة شىء غير طبيعي في أداء حركته وهو مايجعل الفك السفلي للشخص المصاب يتحرك من تلقاء نفسه مع عدم إمكانية السيطرة عليه .
لتوضيح الأمر بمصطلحات بسيطة سهلة الفهم يجب أن تعلمي أنه يمكنك الإستدلال على خلل الحركة المتأخرة من خلال عدة حركات غير طبيعية أو علامات متغيرة تتم ملاحظتها على جسم الشخص ووجهه ووفقا لآراء الخبراء فإن الإستمرار في تناول مضادات الذهان يشكل السبب الرئيسي والمحوري لحدوثه أي أنه تطور للآثار الجانبية الناتجة عن تناول أدوية الذهان الذي يتم الصول عليها في الأساس لعلاج الأمراض العقلية .
بالنظر إلى تدرج الأعراض في الظهور سنجد أنها تبدأ أولا تلك الحركات الغريبة في الفم واللسان , أما في الحالات التي تصبح فيها المشكلة أشد خطورة , فإن الحركة تنتقل إلى الجزء العلوي من اليدين والقدمين وقد تطرأ على المريض أحيانا اهتزازات في الأصابع دون اقتران حدوثها بأي سبب .
في حالة معاناتك من مثل تلك الحالة سوف ينصحك الطبيب بالتوقف الفوري عن تناول مضادات الذهان لأكثر من ثلاثة أشهر, وبناءا على توصية خبراء الصحة فإنه من الضروري أن يتناول الشخص مضادات الذهان في حالة إصابته بإضطرابات عقلية أخرى مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب . ويجب أن تنتبهي جيدا أثناء شعورك بميل إلى القىء أو شعور مستمر بالغثيان وتحرصين على تناول أدوية لعلاجه بشكل منتظم,وفي نفس الوقت تلتزمين بتناول هذه الأنواع من الأدوية لأكثر من ثلاثة أشهر، فإن ذلك يشكل عاملا من ضمن عوامل زيادة مخاطر الإصابة بخلل الحركة المتأخر. ومن هذ المنطلق سيكون من الأفضل أن تقومي بعلاج أي عرض بسيط لديك بواسطة علاجات منزلية بسيطة وربما تختارين الحل الآمن المتمل في استشارة أحد خبراء الصحة والحرص على تناول الأدوية في توقيتها والإهتمام بالنصائح الطبية .
مدى شيوع خلل الحركة المتأخر
وفقا للتقديرات التي تم احصائها فإن مايصل إلى حوالي 30% من الأشخاص يعانون من خلل الحركة المتأخر. كما أنه ليس قاصرا على مرحلة عمرية بعينها أو فئة معينة من الأشخاص فمن المحتمل أن يحدث لأي شخص في أي عمر وكما ذكرنا فإن السبب الأساسي في حدوثها هو تناول مضادات الذهان لفترة زمنية طويلة .
اقرأ أيضا اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وكيف نستطيع التغلب عليه؟
أعراض خلل الحركة المتأخر
لنرصد أكثر الأعراض شيوعا وتشمل :
- بروز التجاعيد على الوجه وتقطيب الجبهة أو ملاحظة حركات غير طبيعية للفم واللسان
- اهتزاز الأصابع بدون وجود سبب طبي وراء ذلك
- صدور حركات غير عادية للفك مع صعوبات تناول الطعام
- تكرار تأدية حركات المضغ في الفم
- فرط نشاط اللسان بحركات غير معتادة
على الرغم أن ماذكرناه من أعراض تصنف بانها شائعة إلا أنه بعض الحالات تستوجب التحدث مع الطبيب لمزيد من الفهم للأعراض ولمعرفة ماهية المرض
حان وقت الطبيب
سيكون عليكي زيارة الطبيب فورا بدون تأخير في الحالات التي تتفاقم فيها الأعراض , نظرا لأن طبيعة أجسام الأشخاص مختلفة عن بعضهم البعض لذلك يتفاعلون بشكل مختلف مع الأمراض والآثار الجانبية الناتجة عنها .
أسباب خلل الحركة المتأخر
قمنا بذكر السبب الأساسي في السطور السابقة والمتعلق بكون هذا الخلل الحركي من ضمن الآثار الجانبية المتأخرة التي لن تظهر إلا على المدى الطويل كنتجة متوقعة ومؤكدة لتناول الأدوية المضادة للذهان التي يصفها الطبيب للسيطرة على المشكلات العقلية وقد تم اعتماد هذا الدواء منذ القدم في علاج الأمراض النفسية ويطلق عليه كمصطلح شامل الطب المضاد للذهان وأن تناولها لعدة أشهر ينتج عنه حدوث خلل الحركة المتأخر.
أنواع الأدوية المسببة لخلل الحركة المتأخر
يمكن ان يحدث خلل الحركة جراء تناول الأدوية المضادة للذهان التالية :
- كلوبرومازين
- الفلوفينازين
- هالوبيريدول
- بيرفينازين
- بروكلوبرازين
- ثيوريدازين
- تريفلوبيرازين
يضاف إلى ذلك أنواع أخرى من الأدوية المسببة لخلل الحركة وتشمل :
- ميتوكلوبراميد
- مضادات الإكتئاب، مثل أميتريبتيلين، فلوكستين، فينيلزين، سيرترالين، ترازودون
- الأدوية المضادة للباركنسون، مثل ليفودوبا
- الأدوية المضادة لنوبات التشنج ، مثل الفينوباربيتال والفينيتوين
الحالات الأكثر عرضة للإصابة بخلل الحركة المتأخر
يصبح هؤلاء الاشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة :
- بلوغ المرأة مرحلة سن اليأس أو انقطاع الطمث من المحتمل أن يعرضها لخلل الحركة المتأخر
- بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا
- الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية والمخدرات
كيف يتم تشخيص خلل الحركة المتأخر؟
تكمن صعوبة إجراء تشخيص دقيق لحالتك عند الإصابة بخلل الحركة في مرحلة متأخرة بعد مضي سنوات طويلة في أن الأعراض الناتجة عن تناول مضادات الذهان لن تظهر إلا بعد مرور عدة أشهر بل سنوات وفي نفس السياق قد تبدأ الأعراض أيضا في الظهور خلال فترة قصيرة من إيقاف الأدوية , ومن الجدير بالذكر أنه استنادا على مايلاحظه الطبيب من أعراض خلل الحركة المتأخر فقد يسعى الطبيب للتحقق من عدة أشياء مثل :
- الشلل الدماغي
- مرض هنتنغتون
- مرض الشلل الرعاش
- سكتة دماغية
- متلازمة توريت
ولجميع هذه المشكلات يقوم الطبيب بإجراء الإختبارات التشخيصيةالتالية:
- فحص الدم
- الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي
العلاج
يمر العلاج بعدد من المراحل والخطوات وتتمل الخطوة الأولى في اتباع إجراءات الوقاية في بداية خطة العلاج ويتم ذلك من خلال المناقشة المثمرة مع طبيبك النفسي عند وصفه لأي دواء لمشكلتك النفسية وماهي آثاره الجانبية المحتملة .
عقب تناولك للدواء وفي حال شعورك بأي آثار جانبية متمثلة في حركات جسدية لاإرادية فسيكون عليكي إيقاف تناولك للدواء وهنا يجب اللجوء إلى الطبيب مرة أخرى للحصول على استشارة بشأن تقليل الجرعة وسوف ينصحك بجرعة مخفضة
وفي معظم الأحوال يتم علاج خلل الحركة المتأخر باستخدام دواءين معتمدين من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA):
- فالبينازين (إنغريزا)
- ديوتيترابينازين (أوستيدو)
ويتحكم كلا الدواءين في مستويات هرمون الدوبامين الذي يفرز طبيعيا في الدماغ ويعزز الشعور بالسعادة، مما يساعد في علاج مشكلة حركات الجسم غير الطبيعية إلا أن كلا الدوائين يسببان شعورا بالنعاس .
العلاجات المنزلية لخلل الحركة المتأخر
يمكن تقليل أعراض المرض عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة واعتماد بعض العلاجات المنزلية:
- الميلاتونين
- فيتامين ب6
- فيتامين ه