إنها واحدة من ضمن الحالات شائعة الحدوث لدى الأطفال والبالغين على حد سواء ,والتي تعد نتيجة مترتبة على حدوث نقصان في مجموعة المغذيات التي تشمل الفيتامينات والمعادن الأساسي وتترك تأثيرها على نوعية الأنماط الحياتية الطبيعية والأنشطة البدنية ومعدلات النمو والتطور ويعد الأطفال الذين يقعون ضمن الفترة العمرية التي تتراوح بين 6 إلى 24 شهرًا أكثر عرضة لتلك الحالة حيث تشكل من أكثر المراحل التي تزداد خلالها المتطلبات الغذائية لتصل إلى أعلى مستوياتها فضلا عن ضرورة أن يتعلم أساليب التكيف مع البيئة والعالم المحيط من حوله وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب سوء التغذية .
حول سوء التغذية
وفقا للخبراء الذين وضعوا صياغة لمصطلح سوء التغذية والذي يشير إلى حدوث انخفاض في نسب العناصر الغذائية الأساسية كالبروتينات والمعادن بالإضافة إلى الدهون والفيتامينات الدقيقة , مما يكون له بالغ التأثير على عملية النمو والتطور الجسماني الطبيعي , وهذا مايكون مؤثرا بالسلب على معدلات النمو في مختلف المجالات مستقبلا إلا أنه من الضروري إيلاء اهتمام خاص بفئات الأطفال في المرحلة العمرية من 24 شهر إلى 6 سنوات .
يجب الإشارة إلى أنه في الغالب سوف يطرأ على الأطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم مصابون بسوء التغذية عدد من العلامات التحذيرية التي تتنوع بين تباطؤ معدلات النمو وانخفاض ممارسة الأنشطة البدنية , بينما في حالة استمرارالمعاناة من نقص مزمن في التغذية , فإنه من المرجح أن يكون هؤلاء الأطفال بصدد العديد من المشكلات الأشد خطورة والتي تشمل تأخر النمو الذهني, ضعف مستويات المقاومة المناعية , فقدان القدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين بالإضافة إلى مضاعفات جسيمة في معظم الأحيان .
اقرأ أيضا لا تتجاهلي علامات نقص التغذية لدى طفلك
أسباب سوء التغذية لدى البالغين
كما ذكرنا أن الأشخاص البالغين قد يواجهون تلك الحالة المرتبطة بسوء التغذية والتي يقترن حدوثها بالعديد من المسببات التي تتسبب في عدم تزويد الجسم بمستويات كافية من العناصر الغذائية اللازمة ويشمل ذلك حالات فقدان الشهية والرغبة في تناول الطعام , أو الإصابة بأحد الأمراض المزمنة الكامنة التي تستوجب امتناع المرضى عن تناول أنواع معينة من الأطعمة
أسباب سوء التغذية لدى الأطفال
حالات سوء التغذية لدى الأطفال والناجم عن نقص البروتين وقلة مؤشرات الطاقة والنشاط بالإضافة إلى وجود عدة عوامل محتملة تؤدي إلى نقصان في المغذيات الدقيقة لدى الأطفال وتتضمن :
- افتقار وجبات الطعام إلى مجموعة المغذيات الأساسية التي يحتاجها الجسم
- الإصابة بإضطرابات ومشكلات مرضية في الجهاز الهضمي وماينتج عنه من سوء خصائص امتصاص العناصر الغذائية
- عدم الإهتمام بإستكمال وجبات رضاعة الطفل الطبيعية اليومية على أكمل وجه أو الإستعجال في إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام الطفل الغذائي في فترة مبكرة وقبل بلوغه سن 4 أشهر
- تقديم طعام غير متوائم مع تفضيلات وأذواق الأطفال أو عدم التنويع في الأطعمة المقدمة للأطفال.
- في معظم الأحيان يكون الأطفال بشكل خاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والتي يسهل انتقالها إليهم مثل (نوبات الإسهال , الإلتهاب الرئوي , عدوى طفيلية تسببها الديدان)حيث ينبغي عليهم استعمال العقاقير التي تستهدف القضاء على البكتيريا والجراثيم المسئولة عن التسبب في تلك الأمراض وتدميرها إلا أنها في الوقت نفسه سوف تأخذ في طريقها البكتيريا المعوية النافعة الموجودة في الأمعاء , مما يقلل من عملية الهضم الحيوية أو ماتعرف بتخمر الطعام مما يترتب على ذلك حالات ضعف الإمتصاص , فقدان الرغبة في تناول الطعام التي تسبب انسداد الشهية .
- تزداد احتمالية مواجهة الأطفال لإضطرابات ومشكلات نفسية وعقلية جراء تعرضهم للضغط الأسري والإجبار الشديد على تناول المزيد من مصادر الطعام , مما يضاعف من شعورهم بالقلق والمخاوف , والذي يمكن أن يتطور لديهم فيما بعد وبمرور الوقت إلى فقدان الشهية تماما
- التهاون في قيام الأمهات بإرضاع الطفل طبيعيا اعتمادا على حليب الثدي منذ ولادته حتى الستة أشهر المبكرة أو لجوء الأم إلى إدخال الأطعمة الصلبة إلى طعام الطفل في موعد مبكر عن الوقت الطبيعي الذي عادة مايكون بعد مرور الأربعة أشهر الأولى .
العلامات الشائعة الدالة على سوء التغذية لدى البالغين
يمن أن نستدل على معاناة الأشخاص البالغين من سوء التغذية من خلال ملاحظة عدد من الأعراض على النحو التالي:
- الشعور بالضعف العام مع الإحساس المتكرر بالتعب والإعياء , مما يؤثر على آدائك لمختلف الأنشطة البدنية .
- التأثير السلبي على الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية مع الشعور بالفتور تجاه شريك الحياة
- ضعف مقاومة الجسم تجاه الأمراض مما يزيد من جعله أكثر تعرضا للعدوى
- الضمور العضلي الذي يشير إلى فقدان كتلة العضلات ، وحدوث خسارة مفاجئة في وزن الجسم.
- طول المدة المستغرقة في التئام وتعافي الجروح
- خلل في خصوبة كلا من الرجال والنساء مما يؤدي إلى ضعف وتقليل فرص الإنجاب
وفيما يتعلق بالمراحل المتقدمة من المرض والتي تمتد على المدى الطويل فقد تقترن بزيادة فرص ظهور مجموعة من الأعراض : جفاف وتشقق الجلد , شحوب وبهتان البشرة , ضعف وترقق الشعر مما يؤدي إلى تساقطه , فقدان الحيوية من البشرة , بالإضافة إلى ظهور بعض العلامات المرضية مثل فشل القلب والتي تنطوي على قدرة عضلات القلب على القيام بضخ الدم وفشل الكبد ,, وفشل الجهاز التنفسي وهي حالة تستمر على مدار فترة زمنية طويلة .
أعراض سوء التغذية لدى الأطفال
أما بالنسبة للأطفال فإن الأعراض تتضمن الأعراض عدد من العوامل المسببة : وجود خلل في معدلات النمو الطبيعي , أو فقدان مايتراوح بين 5-10% أو فيما فوق من وزن جسم الطفل في غضون فترة تتراوح بين 3-6 أشهر.
-اضطرابات متغيرة في الأنماط السلوكية والتي تتخذ العديد من الأشكال مثل نوبات البكاء المتكررة , فقدان الشغف في اللعب والمرونة في التعامل مع الآخرين ,امتلاك جسد ضعيف مقارنة بأقرانه , الإصابة بالوهن في عضلات الذراعين والساقين بأن تكون أكثر ترهلا , زيادة دهون البطن بشكل تدريجي أما عن العرض الاكثر بروزا سنلاحظ تباطؤ في مستويات تطور القدرات الحركية ويشمل ذلك مهارة الزحف والجلوس أو المشي .
هل سوء التغذية معدي؟
يشير سوء التغذية إلى اختلالات في المنظومة الغذائية والتي تتضمن حالة من النقصان لمختلف المغذيات الأساسية التي يحتاجها الجسم لتدعيم نموه وتطوره لذلك لايمكن اعتبارمرضا معديا
طرق الوقاية من سوء التغذية
صغارا أو كبارا نحتاج إلى إجراءات وقائية للحماية من سوء التغذية وتشمل :
-إضافة مصادر غذائية متنوعة في وجبات الطعام اليومية
من الضروري أن تحرص الأمهات على اتباع منهج التنويع في مايقوم جميع أفراد الأسرة بتناوله من وجبات رئيسية ولعل إدخال أطعمة متنوعة من الأساسيات الهامة في النظام الغذائي الوقائي والمتوازن من حالات سوء التغذية سواء بالغين أو أطفالا وتشمل المجموعات الغذائية التي ينبغي تكملتها في النظام اليومي
- تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات الطازجة
- إدراج كثيرا من العناصر النشوية ,وخاصة الخبز والأرز والبطاطس.
- حفاظا على صحة العظام والأسنان عليكي الإهتمام بدمج منتجات الألبان والحليب في النظام الغذائي .
- تذكري أن البروتين من ضمن العناصر الهامة في بناء الخلايا لذلك لابد من إضافته ضمن الحصص الغذائية اليومية وتحديدا اللحوم والأسماك والبيض والبقوليات.
قواعد هامة لوقاية طفلك من سوء التغذية
علاوة على ضرورة الإلتزام بتفعيل مجموعة من الأسس التالية :
- من المهم أن تحرصي كأم على إرضاع طفلك من حليب الثدي رضاعة طبيعية مع الإستمرار على ذلك بما يتراوح بين 18 – 24 شهراً.أما إذا كانت تعان يالأم من تقص إمدادات الحليب , فلابد من الإستعانة بمصدر آخر مكمل من الحليب الصناعي المدعم بالفيتامينات.
- اتباع أنظمة غذائية متوازنة خاصة بالاطفال : للوقاية من الوزن الزائد وحفاظا على وزن صجي للطفل لابد من أن يعتاد الطفل على الأطعمة الصلبة المهروسة بداية من عمر 6 أشهر على أن تحقق وجبات طعامه معادلة المجموعات الغذائية الأربعة الأساسية التي تشمل البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والنشويات مع التركيز على إضافة الأطعمة الطازجة ومحاولة تجنب الأخرى المصنعة , والتحقق من طهي الطعام حتى النضج الكامل وذلك للوقاية من الإضطرابات المعوية التي تسببها الديدان الشريطية
- متابعة نمو الطفل من خلال إعداد مخطط أو جدول لقياس نسب النمو بشكل شهري وهذا يسهل من الإكتشاف المبكر لحالات سوء التغذية ودرء مخاطرها لدى الأطفال.
- حتى لو كانت حالة طفلك تتطلب استخدام المضادات الحوية في العلاج فمن الضروري عدم المبالغة في استهلاكها ومن الأفضل استشارة الطبيب أولا لتحديد الجرعات المناسبة بشكل كامل وتوقيت الإستخدام وفقا لإرشادات الطبيب
- عدم تجاهل أسس التغذية السليمة سواء أثناء فترة المرض أو بعده لإستعادة الحالة الصحية للطفل
- الحرص على حصول الطفل على حقن التطعيم والعقاقير المضادة للفطريات والديدان بشكل منتظم
- من أجل تحفيز شهية الطفل من المهم أن تقومي بإجراء تعديلات على قائمة الطعام المقدمة له
- ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم .
- في حالة معاناتك من مشاكل نفسية، يمكن الرجوع إلى الطبيب للحصول على تعليمات حول الطرق الفعالة للتعامل مع اضطرابات الأكل أو الاضطرابات النفسية التي تؤثر على عادات الأكل لدى المريض.