الجميع يتحدث عن الآثار الجانبية التي يتركها نقص عنصر غذائي معين في الجسم دون أن يتطرقوا إلى هذا النوع من المغذيات التي يجب مراعاة مايمكن أن يترتب على حدوث انخفاض في مستوياته وهذا أمر من السهل حدوثه نظرا لقصر العمر البيولوجي له ربما يبلغ 12 ونص يوما في أعضاء الجسم الداخلي , وربما يكون غريبا على مسامعك عند أخبرك أن الزنك موجود بالفعل في الجسم وتصل نسبته حوالي 2 – 3 جرام. إلا أنه لايتم الإحتفاظ به في جسمك بل يكون معرضا للنقص بشكل دائم وبمنتهى السهولة في حالة عدم حصولك على مستويات كافية منه وبما أن الأشخاص سواء كانوا بالغين أو أطفالا في حاجة لمختلف العناصر الغذائي ومنها الزنك سوف نتعرف معا على كيفية تأثير نقص الزنك على صحة الأطفال .
كيف يؤثر نقص الزنك على صحة الأطفال؟
يترك حدوث نقص في مستويات الزنك تأثيره على كافة أوجه الصحة العامة وتحديدا على أحد أجهزة الجسم الحيوية ألا وهو الجهاز العصبي إّذن سيكون السؤال الهام هنا ممثلا في ماهي الطريقة التي يمكنني من خلال معرفة عما إذا كان الجسن مفتقرا إلى هذا العنصر الهام ؟ وماهي مصادر الأطعمة الغذائية التي يمكنها تكملة مستويات الزنك في الجسم .
نبذة عن عنصر الزنك
ينضم الزنك إلى قائمة من المغذيات الأساسية ذات الطبيعة الدقيقة ذات التأثير الإيجابي على الصحة فمن مميزاته هذا الدور المشارك في نشاط إنزيمات الخلايا أو مايعرف بالإنقسام الخلوي , وعملية النمو والتطور الجوهري للجسم والمنظومة المناعية , وإدارة منظومة براعم التذوق
ومن الأمور الضرورية بالنسبة لطفلك حديث الولادة خاصة خلال السنوات المبكرة الأولى من عمره واستقباله للحياة أن يتوافر لديه عنصر الزنك بكميات مناسبة وتدل حالة حدوث نقص في نسبته إلى أن انخفاض في مؤشر هذا العنصر الحيوي من الجسم , الأمر الذي يحدث خللا في عملية النمو والتطور الطبيعي , بل وينتقل التأثير إلى وظائف الأعضاء التي تدير وظيفة الجسم بأكمله ويتضمن ذلك الجهاز المناعي والهضمي والعصبي والغدد الصماء والعظام والعضلات والـأنشطة الجنسية.
علامات نقص الزنك عند الأطفال
تتعدد الصور المختلفة التي تترتبط بظهور علامات تحذيرية معينة دالة على وجود نقص في الزنك لدى الأطفال تتوقف في الأساس على طبيعة البنية الجسمانية للطفل وحالته الصحية ورغم ذلك وبوجه عام , فإن الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم بنقص الزنك عادة ماتوجد مجموعة من الأعراض النموذجية التي يشتركون فيها وفي الغالب تتم ملاحظة الأعراض التالية :
-أولا في الحالات التي تكون درجة النقص تتراوح بين خفيف إلى متوسط :
ستجدين أن طفلك قد انخفضت شهيته ورغبته في تناول الطعام بشكل واضح إذا كانت حالة نقص الزنك من النوع الخفيف إلى المتوسط ,علاوة على مجموعة أخرى من الإختلالات الخطيرة الأخرى الأخرى المصاحبة التي قد تأتي جنبا إلى جنب مع هذا العرض ومن أمثلتها :
علامات سوء التغذية
قد تطرأ أعراض دالة على معاناة طفلك من نقص حاد في نسب المغذيات التي يحتاجها مما يتسبب في تباطؤ عملية النمو وسيره وفقا لنطاق طبيعي , ويشمل ذلك أيضا تأثر طول الطفل الذي يكون بمعدلات بطيئة للغاية .
اقرأ أيضا دليلك لمعرفة كل مايخص نزلات البرد لدى الرضع
أعراض الاضطرابات الهضمية والتمثيل الغذائي
سوف يؤثر نقص الزنك على صحة الجهاز الهضمي لطفلك ويظهر ذلك في صورة اضطرابات هضمية مما يجعل الطفل يعاني من عسر الهضم وغازات البطن وحالات من الإمساك الطفيف بالإضافة إلى أنه قد يتملكه شعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ بشكل مستمر فضلا عن ملاحظة انخفاض في شهيته تجاه تناول وجبات رضاعته حيث تقل معدلاتها بشكل كبير الأمر الذي ينعكس على انخفاض كمية الطاقة المكتسبة
قد يحدث لدى الأطفال الأكبر سنا شكلا من أشكال فقدان الشهية تجاه نوع معين من الأطعمة يعرف بفقدان الشهية من النوع الإنتقائي مع لحوم الأسماك وعدم رغبته في تناولها
أعراض الاضطرابات النفسية العصبية
- يواجه طفلك أيضا كنتيجة مترتبة على نقص الزنك مجموعة من اضطرابات النوم التي تشمل صعوبات النوم , الأرق الليلي , الإستيقاظ مع القلق في منتصف الليل , نوبات من البكاء الليلي المستمر )
- أعراض الضعف العام ( الشعور بالصداع، الهياج العصبي، انخفاض مستويات الذاكرة).
- الاضطرابات العاطفية المرتبطة بالحالة النفسية والتي تظهر في صورة ( شعور قوي باللامبالاة , سيطرة الإكتئاب الحاد والتوتر , تقلبات الحالة المزاجية)
يمكن أن يصاب طفلك بإختلالات في حاسة الشم والتذوق لديه , وفقدان الشهية بشكل ملحوظ ,فرط الحركة والنشاط التي تجعل الطفل دائم الإندفاع والهياج والحركة المفرطة , الإعاقة ، الشلل الدماغي، التخلف الحركي النفسي. تعرض أنشطة المخ لحالة من الضعف ، مع شعور دائم بالخمول والنعاس ، والبارانويا، واضطرابات الكلام بحيث يكون غير موزون
-علامات ضعف المناعة
بما أن الزنك من ضمن العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها جسمك فإنه بالتأكيد سوف يكون جهاز مناعتك في حاجة ماسة إليها ونتيجة فقدانه أو وجود نقص فيه فإنه من السهل أن يتعرض طفلك لإصابات متكررة بحالات التهابية في الجهاز التنفسي مستهدفا الرئتين وسوف تضطرين للتعامل مع حالات الالتهاب الشائعة التي تتضمن (التهاب البلعوم الأنفي، التهاب الشعب الهوائية ، التهاب الشعب الهوائية المتكرر ).ليس هذا فقط بل من المتوقع أيضا أن يكون لدى الطفل شكاوى من التهابات في المعدة والأمعاء , مع نوبات من الإسهال الحاد الذي ينتج عنه حالات الجفاف , التهابات جلدية تتخذ شكل طفح جلدي وإحمرار مع ظهور للبثور ,والتهاب الغشاء المخاطي.
أما عن الأعراض الجلدية التي من المحتمل أن يواجهها طفلك فقد يتحول جلد بشرته ليصبح جافا , أو قد يكون مقترنا بالتهاب في المنطقة الأمامية من أطراف القدمين ، والكلف، والقشور الجلدية ، وفرط التقرن، واشققات الكعبين على الجانبين.
تظهر أيضا لدى بعض الأطفال نتوءات وتقرحات على الفم واللسان بالإضافة إلى تباطؤ الإلتئام السريع للجروح , الحساسية الجلدية التي تظهر في شكل ردود عل تحسسية ، الإحساس بحكة مثيرة في العينين والأذنين ويمكنك في تلك الحالة ملاحظة قيام الطفل بفرك عينيه وأذنيه , ضعف في بنية الأظافر وتطوره إلى ضمور , ضعف صحة الشعر مما يجعل أكثر عرضة للتقصف والتساقط , وبمرور الوقت يتحول إلى صلع
-علامات تلف العين
العين أيضا وهو عضو الإبصار لن يكون بمنأى عن التأثر حيث سيكون لدى الأطفال رهاب من التعرض لمصادر الإضاءة فضلا عن فقدان الترطيب المسبب لجفاف العين علاوة على قلة مستويات الرؤية خلال فترات الليل والمعروف بحالة العمى الليلي
علامات نقص الزنك من النوع الشديد
هذا الشكل يصف النوع الحاد والمزمن من نقص الزنك لدى الأطفال وهذا مايكون مسئولا عن ظهور مشكلات جلدية شائعة من حالات التهاب الجلد الطرفي بالإضافة إلى أعراض
- ظهور علامات الإلتهاب على الجلد
- تصبغات وفرط التصبغ في صورة اسمرار الجلد وظهوره بمظهر متقشرفي الساقين وتحديدا في الجزء الخارجي وهي حالة طبية يطلق عليها السماك
- تلف وهشاشة الأظافر (حيث يمتلك طفلك أظافر مجعدة ، مع بروز خطوط بيضاء تشبه النقرات ، استغراق وقت حتى تطول )،
- تصاب قرنية العين بالتقرحات والالتهابات
- التهابات في المناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية بفتحة الشرج والفرج
- الإصابة بالإسهال الناجم عن أنواع من العدوى مثل العدوى الثانوية بالمبيضات البيضاء أو المكورات العنقودية الذهبية
- يكون الطفل معرضا بدرجة كبيرة لحالات من العدوى الإلتهابية المتكررة
- يصبح الطفل أكثر هياجا ويصبح جهازه العصبي أكثر إثارة , مع شعور بالإرهاق الذهني العقلي
- تباطؤ معدلات التطور الحركي العقلي.
- حالات من تأخر نمو الأعضاء الجنسية ، نأثر سلبي شديد لوظائف الغدد التناسلية، انخفاض عدد الحيوانات المنوية، العجز الجنسي.
- حالات سوء التغذية من النوع الحاد
الوقاية من نقص الزنك لدى الأطفال
من الضروري أن يخضع الأطفال لإختبار فحص في حالة إثبات التشخيص معاناتهم من نقص الزنك زتحديد درجته بما يساعد الأطباء على تحديد التظام الأمثل للرعاية أو التفكير في وصف مكملات الزنك الغذائية
عند يتعرض الأطفال لمشكلات متكررة في الجهاز الهضمي ومع معاناتهم من الإسهال وعدد من الالتهابات التي لاحصر لها كل ذلك يفقدهم كمية الزنك الموجود في أجسامهم متسببا في نقصها كما أنه يوجد سبب آخر ممثل في عدم كفاية كمية الزنك التي يمتصها جسم الطفل من الأم أثناء الحمل أو من خلال الرضاعة الطبيعية بعد الولادة لمتطلبات جسده
لذلك يجب أن نشير أنه من أجل السيطرة على حالات نقص الزنك لدى الأطفال لايد من أن يقوم الوالدان بإيلاء اهتمام خاص بأنواع المصادر الغذائية الغنية بالزنك وجعلها جزءا لايتجزأ من النظام الغذائي سواء ذلك الذي تتبعه الأم أثناء الحمل أو فيما بعد الولادة أو في ظل مراحل تغذية الطفل مع وضع في الإعتبار التركيز على الرضاعة الطبيعية عن طريق حليب الثدي وتجنب الفطام المبكر للطفل قبل 12 شهراً.
ببلوغ الطفل تلك المرحلة الهامة من التخلي التدريجي عن الإعتماد الأساسي على الحليب وإضافة مصادر أطعمة البالغين فمن الأفضل أن تتضمن وجبات الطفل مختلف العناصر الغذائية وخاصة الأطعمة ذات المصادر الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والبيض والحليب والمأكولات البحرية. وينبغي الاهتمام بممارسات نظافة الأغذية وسلامتها، واستخدام أنواع الأطعمة الطازجة ضمانا لكم متنوع من الفيتامينات والمعادن.
من الملاحظات الهامة التي يجب مراعاتها الإهتمام بإخضاع الطفل لمجموعة من الفحوصات والإختبارات خاصة إذا كانوا يعانون في ظل إصابتهم بالإسهال والالتهابات على اختلاف أنواعها , والتدخل العلاجي المبكر جنبا إلى جنب مع نظام غذائي مدعم بالزنك