قد تكوني سمعتي عن معاناة أحدهم من مقاومة الأنسولين التي تعد من الحالات التي تحمل بعض التأثيرات المثيرة للقلق على مستويات السكر الطبيعية في الدم ,وربما لاتكوني مصابة بمرض السكري من الأساس لكنك مصابة بحالة تقود إلى مرض السكري من النوع الثاني وأنواع أخرى من اضطرابات التمثيل الغذائي خاصة إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن, وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أسباب حالة مقاومة الأنسولين والطرق العلاجية الفعالة .
حول مقاومة الأنسولين
ولكن السؤال هنا يتمحور حول كيفية معرفة أن الشخص مصاب بمقاومة الأنسولين فهذا الجلوكوز الموجود في الدم والذي ينبغي أن يتم توزيعه على الخلايا لايحدث على النحو المطلوب نتيجة لعدم تفاعل الخلايا مما يؤدي إلى عدم قدرتها على استقبال السكر وتوظيفه كمصدر للطاقة ,وهذا يعني زيادة مستويات السكري في الدم في الوقت الذي يتولى البنكرياس جاهدا آداء وظيفته بإفراز المزيد من هرمون الأنسولين كعملية منظمة لسكري الدم مما يصيبه بالتلف وفقدان القدرة على إفراز الأنسولين, وكل ذلك يجعل من المرجح أن يصاب الشخص بداء السكري .
يجب أن تتوافر لدى مريض السكري معرفة كافية ببعض الحالات التي يمكن أن تسبب إصابته بمرض السكري كمقاومة الأنسولين وأن يكون على علم بمجموعة الأعراض والأسباب والخطة العلاجية التي تشمل الأدوية والنظام الغذائي ومراقبة مقاومة الأنسولين والوقاية منها.
ما هي مقاومة الأنسولين؟
يعد إفراز الجسم للهرمونات من العمليات الطبيعية التي تحقق التوازن,ويعد هرمون الأنسولين أحد الهرمونات الضرورية للجسم حيث تتضح أهميته في تحويل سكري الدم الذي خضع لعملية تحلل من الطعام ,وتوصيله إلى الخلايا والعضلات والدهون وخلايا الكبد وهناك حيث يتم تحويله إلى مصدر للطاقة , وهذا مايساهم في جعلك أكثر نشاطا وحيوية وقادرة في نفس الوقت على مواصلة يومك والتحرك النشط دون الشعور بالخمول ,وإنخفاض معدلات الطاقة .
ماتم ذكره يمكن أن نقول أنه تمهيدا يسهل علينا فهم المقصود بمقاومة الأنسولين التي تصف حالة من التفاعل بين وضع الجسم في المستويات الطبيعية مع مستويات هرمون الأنسولين (سواء الأنسولين الداخلي أو الخارجي).
أما فيما يتعلق بجوانب الإختبار السريري فإن مقاومة الأنسولين تعبر عن عدم كفاية مستوى التركيزات الطبيعية لهرمون الأنسولين لعملية استقلاب كمية كافية من السكر , ليعمل الجسم تلقائيا بعد ذلك على مقاومة النسب الطبيعية للأنسولين أو حتى المعدلات المرتفعة منها , مما يتسبب في زيادة نسبة السكر في الدم علاوة على تطورها إلى مضاعفات أشد خطورة في حال تركها دون البحث عن علاج.
أعراض مقاومة الأنسولين
في البداية لاتظهر أي علامات دالة على إصابة الشخص بمرض السكري من النوع الثاني ولايمكن حتى أن تكشف الإختبارات التشخيصية العادية والتقليدية عن بداية قيام الجسم بمقاومة الأنسولين حيث لايوجد أي مؤشر سواء من ناحية ارتفاع مستويات الجلوكوز أوحتى عن وجود المرض من الأساس, ولكن يمكن أن يرتبط ذلك بظهور بعض الأعراض التي تتنوع بين حدوث عدد من الإضطرابات التي تتمثل في انخفاض مستويات الكولسترول الجيد الذي اختصاره HDL بشكل طفيف في الوقت الذي ترتفع فيه مستويات الدهون الثلاثية.وهو ماينتج عنه زيادة احتمالات الإصابة بإرتفاع ضغط الدم .
في المراحل المبكرة , لايرتبط المرض بظهور أي علامات دالة على حدوثه, وفي التوقيت الذي تبرز فيه الأعراض بشكل أكثر وضوحا فإن معدلات إنتاج الانسولين سوف تنخفض بشكل ملحوظ ويصاحب ذلك عدد من الأعراض :
- الرغبة الشديدة والمتكررة في التبول
- الشعور المستمر بالعطش
- تشوش و ضبابية الرؤية
- فرط التصبغ وظهور البقع الداكنة في منطقة أسفل الإبطين والظهر وجوانب الرقبة.
بما أنه توجد علاقة وثيقة بين السمنة, ومرض السكري فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والزيادة الكبيرة في الوزن ستطرأ عليهم بعض الأعراض الفردية التي تختلف من شخص لآخر مثل زيادة مؤشر كتلة الجسم , أو الدهون المتراكمة في منطقة البطن, والتي تبرز بشكل واضح في صورة زيادة محيط الخصر, وارتفاع مستويات ضغط الدم ,وزيادة نسبة سكري الدم خلال أوقات الصيام , ومعدلات سكري الدم المرتفعة , وانخفاض الدهون الثلاثية والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وكلاهما ذات صلة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
من أبرز الملامح التي تتسم بها مرحلة ماقبل السكري أنه في بعض الأحيان قد تحدث بعض المضاعفات الوعائية التي تقترن بالأوعية الدموية الكبيرة ,والتي يمكن أن تحدث بشكل مسبق قبل فترة طويلة من حدوث مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة ,والتي من أمثلتها دسليبيدميا وارتفاع ضغط الدم، علاوة على مجموعة العوامل الالتهابية الأخرى المسببة لحالات تصلب الشرايين.
بالإضافة إلى وجود عدد من الأعراض الأخرى بالإضافة لما تم ذكره والتي ماإن تم ملاحظتهت فإنها تتطلب استشارة طبية .
أسباب مقاومة الأنسولين
على الرغم أن الأسباب الرئيسية لحدوث حالة مقاومة الأنسولين غير واضحة أو محددة إلا أنه تم رصد تلك العلاقة القوية التي من شأنها ربط مقاومة الأنسولين بمرض السكري من النوع الثاني أو متلازمة التمثيل الغذائي .
من الأمور التي يجب معرفتها أن تعرض الأشخاص لحالة مقاومة الأنسولين أو اضطرابات سكري الدم التي تتفاوت بين ارتفاع وانخفاض تزداد بشكل أكثر وضوحا لدى هؤلاء الأشخاص الذي يوجد في أجسادهم جينات مرتبطة بمرض السكري , أو الأكثر تأثرا بعوامل خارجية ومن أبرزها السمنة وعدم استقرار الأنماط الحياتية .
مدى شيوع الإصابة بحالة مقاومة الأنسولين
من ضمن أكثر الحالات تعرضا لمقاومة الأنسولين والتي يعانون منها بشكل أكثر شيوعا :
- الأشخاص أصحاب التاريخ العائلي الوراثي للإصابة بمرض السكري
- الأشخاص الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن وعلى وجه الخصوص حول منطقة البطن
- الأشخاص الذين يعانون من انخفاض معدلات ممارسة الأنشطة البدنية
- النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات
سوف يساعد التزامك بخطة علاجية تستهدف تقليل عوامل الخطر إلى السيطرة على المرض إلى حد كبير ومن أجل مزيد من المعلومات قد يفيدك اللجوء الفوري إلى الطبيب والحصول على استشارته.
اقرأ أيضا الحماض الكيتوني السكري.. من المضاعفات الخطيرة لمرض السكري
ما هي تقنيات تشخيص مقاومة الأنسولين؟
من الشائع أن يطلب الطبيب إجراء عدد من الإختبارات من أجل التشخيص الدقيق لحالات مقاومة الأنسولين ومرض السكري وتشمل :
- قياس مستويات السكر في الدم أثناء الصيام
- اختبار نسبة HbA1c
- اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم
- اختبار لقياس كمية الدهون في الدم
خطة الوقاية من حالة مقاومة الأنسولين
توجد بعض الإحتمالات المتعلقة بمعاناة كلا من الأطفال والبالغين على حد سواء من أنواع من اضطرابات التمثيل الغذائي بالإضافة إلى حالة مقاومة الأنسولين, ولعل أفضل الأساليب فعالية هو البدء بإستكشاف طرق الوقاية من مسببات السمنة المفرطة .
تتمثل أولى الخطوات والتي يجب البدء بها في خطة علاج مقاومة الأنسولين هي العمل على تحسين حساسية الأنسولين ومايرتبط به من إجراء عدة تغيرات في أنماط الحياة والأنظمة الغذائية , وبناءا على توصيات الجمعية الأمريكية لمرضى السكري نوصيكي بضرورة إنقاص الوزن ، وممارسة بعض الأنشطة البدنيةعلى أن تكون معتدلة الشدة ومن ثم سوف تكوني بحاجة إلى :
- تخفيض ضغط الدم
- زيادة حساسية الأنسولين
- تقليل مستوى الدهون الثلاثية والكولسترول LDL
- زيادة مستويات الكولسترول الجيد HDL
- خفض مستويات السكر في الدم الحالية
- يجب عليك التحدث مع أخصائي التغذية لوضع خطة علاجية محددة بالإضافة مراقبة فعالية العلاج.
في بعض الأحيان، قد يصف لك طبيبك بعض الأدوية مثل:
- أدوية ضغط الدم
- الميتفورمين المخصص لمرضى السكري
- الستاتينات لخفض نسبة الكوليسترول الضار
عادات نمط الحياة للحد من مقاومة الأنسولين
من أجل منع حالات مقاومة الأنسولين والحد منها تماما تحتاجي إلى تغيير أنماط الحياة الخاطئة
- علاوة على استعمال الأدوية العلاجية لحالات مقاومة الأنسولين يمكن اتباع عدة إجراءات للتحكم في المرض
- السيطرة على الوزن الصحي : من الأساسيات الضرورية إذا كنت تعاني بالفعل من اضطراب التمثيل الغذائي، فإن اللجوء إلى فقدان الوزن يمكن أن يساهم في تحسين صحتك بشكل فعال وخفض نسبة السكر في الدم.
- التمارين المنتظمة ضرورية للمساعدة في التغلب على اضطرابات التمثيل الغذائي أو السيطرة عليها.
- سوف يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والإقلاع التدخين في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض.