كما يبدو لنا جميعا أن الحياة الحديثة مرهقة ومليئة بالعديد من المصاعب والأزمات، ونتيجة لذلك قد يواجه الأفراد بشكل متزايد العديد من عوامل الخطر التي تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ مثل الإجهاد المطول، وأنماط الحياة الغير مستقرة، والنظام الغذائي الغير المتوازن، وقلة النوم، وما إلى ذلك. على وجه التحديد، قد تحدث المعاناة من أزمة الإصابة بالنوبات الإقفارية العابرة والتي غالبا ما يتم تجاهلها وتباعا تحدث أزمات صحية خطيرة، ومن ثم فقد قررنا أن نذكر اليوم أهم الأسرار للحد من هذه الحالة المرضية قدر الإمكان.
نقص تروية الدماغ العابر
نقص تروية الدماغ العابر
عادة ما تحدث أزمة نقص التروية العابرة للدماغ نتيجة تصلب لويحات الشرايين أو جلطات الدم أو تضيق الشريان السباتي، فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم اكتشاف السبب الجذري لهذه الأزمة وعلاجه في الوقت المناسب،سوف يكون المريض أكثر عرضه للإصابة بالسكتات الدماغية الخطيرة.
الجدير بالذكر، أنه قد يشكو الأفراد الذين عانوا من نوبات إقفارية عابرة من آثار مرضية طويلة الأمد مثل التعب والضعف وانخفاض القدرة على التركيز وفقدان الذاكرة المؤقت والاضطرابات النفسية، على الرغم من أن الوظيفة الحركية قد تظل طبيعية.
لذا، وبمجرد ظهور علامات صحية غير طبيعة ، فسوف يحتاج المرضى إلى الذهاب بسرعة إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص والعلاج في الوقت المناسب حيث سيقوم الطبيب بوصف بعض الاختبارات اللازمة لتحديد السبب والاتجاه المناسب للأنماط العلاجية.
تشمل الاختبارات المعنية بهذا الأمر عادة التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، والموجات فوق الصوتية دوبلر السباتي، وتصوير الأوعية DSA، واختبارات جلوكوز الدم والكوليسترول وتعداد الدم، ومخطط كهربية القلب ، وما إلى ذلك حيث تأتي جميع هذه الاختبارات من أجل تقييم شامل لحالة الأوعية الدموية والأمراض الأساسية ذات الصلة.
اعتمادا على شدة هذه الأزمة الصحية، فيمكن علاج المرض بمضادات التخثر والأدوية الخافضة للضغط وأدوية التحكم في دهون الدم والعلاج الموازي للأمراض الأساسية أما في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب تدخلا يتم داخل الأوعية الدموية لوضع دعامة أو عملية جراحية لتشريح بطانة الشريان السباتي عندما يكون هناك ضيق شديد في الشرايين.
إقرأ أيضا: نقص التروية الدماغية وأكثر الفئات المعرضة للإصابة به
نصائح للحد من مخاطر الإصابة بالنوبات الإقفارية العابرة
بشكل رئيسي وفعال تلعب التغيرات التي يتم إجراؤها في أنماط الحياة دورا رئيسيا في تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات الإقفارية العابرة، مع المساعدة في حماية صحة الدماغ على المدى الطويل.
على سبيل الفهم أكثر تتمثل هذه التغيرات في الآتي:
أولا: الحفاظ على النشاط البدني المنتظم
الحفاظ على النشاط البدني المنتظم
تعمل آلية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين الدورة الدموية، وزيادة مرونة جدران الأوعية الدموية، وتخفض من معدلات ضغط الدم المرتفعة، وتقوم بضبط نسبة السكر في الدم والكوليسترول السيئ. في الوقت نفسه، يساعد النشاط البدني أيضا في التخلص من مشاعر التوتر وتحسين جودة النوم.
بناء على هذا، فيجب ممارسة تمارين المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة أو اليوجا لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع مع ضرورة تجنب الجلوس لفترات طويلة من الوقت خاصة مع المهام المكتبية حيث ينصح بأهمية النهوض وممارسة التمارين الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية في هذه الأوقات
ثانيا: تناول الأنظمة الغذائية المتوازنة
تناول الأنظمة الغذائية المتوازنة
تساعد التغذية الصحية على الحد من أزمة تصلب الشرايين وتحسن الدورة الدموية الدماغية حيث يوصى في هذه الآونة بأهمية إضافة الخضروات الخضراء والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية الغنية بأوميغا 3 مع ضرورة التقليل من الملح والسكر والدهون المشبعة (مثل الدهون الحيوانية والأطعمة المقلية)، والتقليل من استهلاك اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية.
إلى جانب هذا، فيجب العمل على شرب كمية كافية من الماء (1.5-2 لتر / يوم) والإستعانة بالمشروبات الطبيعة الخالية من الألوان والمحليات الصناعية.
ثالثا: الإبتعاد تماما عن التدخين والمشروبات الكحول
الإبتعاد تماما عن التدخين والمشروبات الكحول
كما نعلم جميعا أن عادة التدخين تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وتزيد من مخاطر تكون جلطات الدم أما فيما يخص المشروبات الكحولية، فهي تتسبب بشكل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وتباعا تصبح هذه العادات خطيرة جدا على الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية الأساسية.
لذلك، يجب الإقلاع عن التدخين والإبتعاد تماما عن تناول المشروبات الكحولية حيث تعد هذه التدابير فعالة في الوقاية من نقص تروية الدماغ العابر والسكتة الدماغية.
رابعا: إدارة التوتر والنوم الجيد
إدارة التوتر والنوم الجيد
يتسبب الإجهاد والأرق لفترات زمنية طويلة في المعاناة من اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب ومن ثم زيادة مخاطر التعرض للنوبات الإقفارية العابرة.
من هنا، فينصح بضروة الحصول على وقتا كافيا للاسترخاء كل يوم من خلال التأمل أو القراءة أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو الاستماع إلى البرامج الهادفة مع أهمية الحصول على قسط كاف من النوم يتراوح من 7-8 ساعات كاملة كل ليلة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
أما في حال المعاناة من نوبات الأرق المزمن، بالرغم من النصائح السابق ذكرها فيجب علينا فورا مراجعة المختصين للحصول على الدعم اللازم.
خامسا: السيطرة على الأمراض الكامنة
السيطرة على الأمراض الكامنة
يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وعسر شحميات الدم والرجفان الأذيني أن يقوموا بالامتثال للأنظمة العلاجية وإجراء فحوصات متابعة منتظمة وعدم إيقاف الدواء بشكل تعسفي حتى لو تحسنت الأعراض.
مع أهمية الإلتزام بإجراء الفحوصات الدورية المتمثلة في (ضغط الدم – جلوكوز الدم – الدهون في الدم) للتحكم في مثل هذه الحالات المرضية قدر الإمكان.
سادسا: الفحوصات الاستباقية للقلب
الفحوصات الاستباقية للقلب
حتى لو لم يسبق لنا الإصابة بأزمة نقص التروية الدماغية العابرة، فمن الواجب علينا إجراء الفحوصات اللازمة وخاصة إن كنا من ذوات الفئة العمرية التي تتجاوز الـ 50 عاما أو مرضى السمنة المفرطة أو لدينا تاريخ عائلي مرضي للإصابة بالسكتة الدماغية.
تشمل الاختبارات الموصى بها في هذه الآونة الموجات فوق الصوتية دوبلر الشريان السباتي، ومخطط كهربية القلب (ECG أو Holter ECG)، ووظائف الكبد والكلى الدورية، ودهون الدم، واختبارات HbA1C.