من الأزمات الصحية التي تصيب الأطفال وتؤثر على قدرتهم تجاه روتين تناول الطعام اليومي يمكننا أن نقوم بالحديث عن مرض الخانوق أو كما يعرف للكثير منا بالخناق الحنجري. لذا قررنا أن نتعرف الآن على ما هو مرض الخناق الحنجري؟ وما هي أفضل العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الأطفال عند المعاناة من هذه الحالة المرضية؟
ما المقصود بمرض الخناق الحنجري؟
يعد مرض الخناق الحنجري من أهم الأزمات التنفسية الشائعة التي تصيب الأطفال خاصة ما بين الـ 2 و7 أعوام، فالجدير بالذكر أنها تبدو واضحة من خلال المعاناة من بعض الالتهابات والتورمات التي تصيب الحنجرة والقصبة الهوائية، مما يؤدي هذا الأمر إلى صعوبة في التنفس والسعال الذي يشبه صوت النباح.
يجب العلم أنه عادة ما تحدث الإصابة بالخناق نتيجة التعرض لبعض أنواع العدوى الفيروسية، وغالبا ما تبدأ الأعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد مثل سيلان الأنف والحمى. إلى جانب هذا فمن الوارد أن تتفاقم هذه الأعراض المرضية خلال فترات الليل وتسبب صوت الصفير عند التنفس والصعوبة في التنفس بوجه عام.
أما فيما يتعلق بالحالات الخفيفة، فمن الممكن أن تتم معالجة مثل هذه الحالات ال من خلال تلقي فترات الراحة اللازمة وترطيب الهواء، لكن الحالات الشديدة قد تتطلب العلاج في المستشفى باستخدام الأكسجين أو الأدوية العلاجية التي تساعد على تقليل التورم في المجاري التنفسية.
ما هي أهمية النظام الغذائي لمن يعانون من الخناق الحنجري؟
يعد الخناق الحنجري من الحالات المرضية التي لها تأثير كبير على الصحة، وخاصة الجهاز التنفسي وقدرة المريض على تناول الطعام. لذلك يعد أمر توفير العناصر الغذائية الكافية من الأمور الهامة للغاية والمساعدة للمرضى على التعافي بشكل سريع.
بشكل توضيحي أكثر تعمل أنظمة التغذية الجيدة مع مرضى الخانوق الحنجري على تزويد أجسامهم بالطاقة التي يحتاجون إليها للحفاظ على الأنشطة الحيوية وإصلاح الضرر. بالإضافة إلى دورها الفعال في دعم عملية الشفاءحيث تساعد العناصر الغذائية الموجودة في الطعام على تقوية جهاز المناعة، ومنع حدوث أي مضاعفات صحية مثل سوء التغذية وتأخر النمو لدى الأطفال بعد الشفاء.
لا يمكننا ايضا أن نتغافل عن دور التغذية الصحية السليمة في دعم العملية العلاجية حيث مساعدة الجسم على امتصاص الأدوية بشكل أفضل، مما يزيد هذا الامر من فاعلية جميع أنماط العلاج.
ما هي أفضل العناصر الغذائية للأطفال مرضى الخناق الحنجري؟
وفقا لآراء الكثير من خبراء التغذية، فمن الواجب على مرضى الخناق الحنجري من الأطفال أن يقوموا بتناول الأطعمة اللينة والمطبوخة ذات الطبيعية اليسيرة في المضغ والبلع، فعلى سبيل التوضيح تتمثل أفضل العناصر الغذائية لهم في الآتي:
أولا: البروتينات
يعد البروتين من أهم العناصر الغذائية ذات الدور الهام في بناء وإصلاح الخلايا التالفة، وتقوية جهاز المناعة، ومساعدة الجسم على مكافحة العديد والكثير من الأمراض، فعلى سبيل التوضيح يحتاج الجهاز المناعي إلى البروتين لإنتاج الأجسام المضادة التي تساعد في مكافحة العدوى، ومن ثم يحتاج مرضى الخانوق الحنجري إلى نظام مناعي صحي لمحاربة البكتيريا المسببة للأمراض والمضاعفات الصحية الأخرى.
الجدير بالذكر أيضا أن البروتينات تعمل على توفير الأحماض الأمينية الأساسية، وهي عبارة عن المواد الخام للجسم والتي تعمل على إنتاج الإنزيمات والهرمونات اللازمة لعملية التمثيل الغذائي واستعادة الصحة، فمن الهام معرفة أن الخانوق الحنجري يتسبب في تلف بطانة البلعوم والحنجرة، لذلك سيساعد البروتين الجسم على إنتاج خلايا جديدة لتحل محل الخلايا التالفة، ومن هنا تتم تعزيز عملية يعزز التئام الجروح.
ثانيا: الكربوهيدرات
تلعب الكربوهيدات دورا هاما في النظام الغذائي مع الأشخاص الذين يعانون من الخناق الحنجري، فعندما يقوم الجسم بمحاربة هذا المرض، فسوف تزداد الحاجة إلى الطاقة بشكل كبير، ومن ثم يلعب عنصر الكربوهيدرات دورا رائعا في توفير طاقة كافية للخلايا لتعمل بشكل صحيح أو لدعم عملية استرداد كفاءتها، ومن هنا يمكننا القول أن الكربوهيدرات عنصر هام في الحفاظ على مستويات السكر بالدم عند مستوى مستقر، وهذا ما يحتاج له مرضى الخناق، عندما يعانون من الضعف والتعب.
بوجه عام يجب إعطاء الأولوية للكربوهيدرات المعقدة لأن الجسم يمتصها ببطء أكثر، مما يساعد هذا الأمر في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة ويوفر طاقة طويلة الأمد، فالجدير بالذكر أن من أهم الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة يمكننا أن نذكر الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان والشعير وما إلى ذلك والخضروات مثل البطاطا الحلوة والبطاطس والقرع، والبقوليات مثل الفاصوليا.
ثالثا: الفيتامينات
عن الحديث عن الفيتامينات ، فيجب ألا نتغافل عن مجموعة فيتامينات ب والمتمثلة في (ب 1، ب 2، ب 6، ب 12)، وفيتامين ج، وفيتامين أ حيث تعد جميع هذه العناصر الغذائية أساسية لتقوية المقاومة ودعم التئام الجروح واستعادة الخلايا المخاطية.
على سبيل التحديد يعد فيتامين هـ هو أيضا عنصر غذائي أساسي لجهاز المناعة، خاصة مع وظيفة الخلايا الليمفاوية التائية.
رابعا: الزنك
يعتبر الزنك هو معدن نادر يلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة بوجه عام، خاصة مع الأشخاص الذين يعالجون من الأمراض بما في ذلك مرضى الخناق الحنجري، فالجدير بالذكر أن عنصر الزنك يساعد على تقوية جهاز المناعة، مما يساعد هذا الأمر الجسم على مكافحة العدوى بشكل أكثر فعالية حيث يعد هذا الأمر مهم بشكل خاص لمرضى الخانوق الحنجري، عندما يحارب الجهاز المناعي البكتيريا المسببة للأمراض.
بالإضافة إلى ذلك يشارك الزنك في تخليق الكولاجين، وهو بروتين مهم يساعد الجلد والأنسجة الأخرى على الشفاء، ومن ثم يعد هذا الأمر مفيد لاستعادة الأضرار التي لحقت الغشاء المخاطي في الحلق الناجمة عن الخانوق الحنجري.