على مرأى ومسمع من الجميع، يعتبر الإجهاد هو واقع يومي لا يمكننا أن نقوم بتجنبه حيث أنه يعد نابع من مسببات عديدة قد تتمثل في الأنماط العملية والعلاقات البشرية والحالة الصحية والأجواء الأسرية. فالجدير بالذكر أن جميع هذه العوامل من الوارد أن تسبب الشكوى دائما من القلق والتعب ومشاعر عدم الراحة. لذا الأمر قررنا اليوم محاولة إلقاء الضوء على أفضل وأهم المكملات الغذائية التي تستطيع النهوض بالفرد لكي يتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإجهاد.
الإجهاد
يتسبب الإجهاد وخاصة الإجهاد المزمن في القيام دائما بجعلنا في حالة سريعة من الانفعال والتعب، بالإضافة إلى تسببه أيضا في المعاناة من الآثار الضارة العديدة والتي قد تتمثل في زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة البدنية والعقلية، بما في ذلك الصداع والأرق ومشاكل القلب والهضم إلى جانب الاكتئاب والقلق.
تعتبر التغييرات في الأنماط الحياتية مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية الكافية من الأمور الهامة جدا للحد من التوتر. بالإضافة إلى إمكانية الإستعانة بإستخدام المكملات الغذائية لدعم هذه الحالة.
مدى تأثير الفيتامينات والمعادن على الإجهاد
تعد الفيتامينات والمعادن من العناصر الضرورية جدا للجسم، وهذا لكي يعمل بشكل طبيعي. فالجدير بالذكر أن هذه العناصر الغذائية تحافظ على عمل الجهاز المناعي بشكل صحيح، وتدعم النمو والتطور، وتنظم وظيفة الخلايا، وتنتج الإنزيمات والهرمونات، وتحافظ على صحة العظام والأنسجة والأعضاء.
إلى جانب هذا فإتها تلعب دورا مهما في الصحة العقلية، بما في ذلك تقليل التوتر والقلق حيث يمكن أن تؤثر هذه العناصر الغذائية على وظائف المخ والهرمونات والناقلات العصبية والمزيد.
بوجه عام يمكن أن تؤدي عادات الأكل السيئة إلى تفاقم التوتر والإجهاد، حيث يحدث هذا بسبب زيادة احتياجات الجسم الغذائية. ففي حالة المعاناة من النقصان في عنصر غذائي معين بسبب النظام الغذائي الغير صحيح أو الظروف الصحية أو تناول بعض أنواع الأدوية، فسوف يؤدي هذا إلى الإجهاد المزمن. فيجب العلم أنه من الممكن أن يؤدي نقص المغذيات إلى صعوبة تكيف الجسم مع الإجهاد، وتغيير إنتاج واستقلاب هرمونات التوتر، وزيادة آثار الإجهاد.
المكملات الغذائية وتخفيف التوتر
يمكن أن تلعب المكملات الغذائية دورا داعما في إدارة الإجهاد، ولكنها تكون أكثر فاعلية عند دمجها في استراتيجية شاملة لإدارة الإجهاد حيث يتم ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتقنيات الحد من التوتر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي.
لذا يمكننا القول بأن أفضل طريقة للحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي نحتاج إليها يجب أن تتم من خلال اتباع نظام غذائي متوازن من الأطعمة الغنية بالمغذيات. لكن الحقيقة هي أن الكثير من الناس لا يحصلون على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها من خلال نظامهم الغذائي وحده، مما قد يؤدي لك إلى حدوث نقص في الفيتامينات D و B6 والحديد وغيرها، ومن هنا يقوم الطبيب بوصف بعض المكملات الإضافية وبالأخص مع الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن.
إقرأ أيضا: هل توجد علاقة بين الإجهاد المزمن ومرض السكري ؟
أفضل المكملات الغذائية التي تساعد في تقليل التوتر
1) الميلاتونين
يعد الميلاتونين هو هرمون معروف في المقام الأول بدوره الفعال في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، والتي تلعب أيضا دورا فعالا في إدارة الإجهاد. فمن الهام معرفة أن هذا الهرمون يساعد على تهدئة الجسم والعقل من خلال تعزيز الاسترخاء وتقليل مستويات الكورتيزول المرتبطة بالتوتر، مما يؤدي إلى الحصول على نوم أفضل ومرونة إجهاد أكثر.
من الوارد أن يصيب الإجهاد الفرد بحالة من الصعوبة في النوم، وحتى الحد الأدنى من الحرمان من النوم الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستويات التوتر، ومن هنا يعمل الميلاتونين هذا على ضبط نوعية النوم للأفضل، مما قد يحسن هذا من التوتر بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن يجب مراعاة أن يكون هذا الإستخدام لفترات قصيرة من الزمن.
2) المغنيسيوم
المغنيسيوم هو عبارة عن عنصر هام جدا في عملية تنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي، وهو المسؤول عن ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والوظائف الفسيولوجية الأخرى وتنظيم الاستجابة للإجهاد.
بوجه عام تم ربط نقص المغنيسيوم بزيادة القلق والتهيج والأرق والاكتئاب حيث يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى استنفاد مخازن المغنيسيوم. لذلك يجب على الأشخاص من يعانون من الإجهاد المزمن إن يخضعو لفحص مستويات المغنيسيوم في الدم.
3) إل-ثيانين
يعد إل-ثيانين حمض أميني موجود بشكل طبيعي في أوراق الشاي، والذي من الممكن أن يكون مفيدا وبالأخص في أوقات التوتر حيث يساعد في تنظيم بعض الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين وحمض غاما أمينو بيوتين أمينو بيوتريك (GABA) حيث تعمل هذه الناقلات على دعم الحالة المزاجية والرفاهية العقلية والتركيز بنسبة كبيرة.
من الهام معرفة أن إل-ثيانين آمن للاستخدام على المدى القصير أما فيما يخص الاستخدام على المدى الطويل، فيجب محاولة الحذر قدر الإمكان.
4) فيتامين (ب)
من أهم الفيتامينات التي لا غنى عنها في تخليق الناقلات العصبية اللازمة لتنظيم الحالة المزاجية مثل السيروتونين والدوبامين و GABA، فيجب أن نقوم بذكر فيتامين ب حيث قد تم ربط أوجه القصور في فيتامينات ب مثل النياسين (B3) وحمض الفوليك (B9) و B6 و B12 بزيادة خطر الإصابة بالتوتر والقلق واضطرابات الاكتئاب.
من ناحية أخرى، فيعد الحصول على ما يكفي من فيتامين ب من الأمور الهامة التي تعمل على تحسين مرونة الإجهاد من خلال تحسين تخليق الناقل العصبي ودعم الاستجابة الصحية للإجهاد والتقليل من مستويات التوتر لدى الأفراد الأصحاء والمعرضين للخطر.
بوجه عام يمكن أن يساعد اختبار فيتامين ب في الدم أو البول في تحديد ما إذا كنت تعاني من نقص هذا الفيتامين أو لا ومن ثم يتم الإستعانة بالمكملات الخاصة بهذا الفيتامين إما بشكل فردي أو في صورة مزيج من 8 أنواع.
5) فيتامين (د)
يعرف فيتامين (د) باسم فيتامين (أشعة الشمس) وهو الأمر الهام جدا في تنظيم الحالة المزاجية حيث قد تم ربط انخفاض مستويات فيتامين (د) بأعراض الاكتئاب، وضعف القدرة على التعامل مع الإجهاد، وحدوث الإصابة بالاضطرابات في هرمون الكورتيزول في الجسم.
يجب العلم أن الاحتياجات اليومية من فيتامين (د) قد تبلغ حوالي 600 وحدة دولية للرجال والنساء حيث يتم الحصول على هذا الفيتامين من خلال التعرض لأشعة الشمس، وتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية والحليب. إلى جانب إمكانية الإستعانة بمكملاته ولكن يجب تحديد مستوياته في الجسم أولا ومن ثم يقوم الطبيب بتحديد جرعته المناسبة.