لا أحد منا يستطيع أن يقوم بأداء مهامه اليومية بشكل سليم بدون الحصول على فترات النوم الكافية، فالجدير بالذكر أن النوم الصحي يعد من أهم مسببات تعافي الجسم من أي أزمات قد تواجه على مدار اليوم، بالإضافة إلى دوره الفعال في شحن الطاقة الجسمانية والنفسية. ومن هنا يجب علينا أن نقوم بإلقاء الضوء على من يعانون من الأرق وإضطرابات النوم وقيامهم باللجوء إلى تناول بعض المكملات الغذائية التي تلعب دورا فعالا في تعزيز أمر الحصول على النوم الصحي. بشكل مفسر سنقوم اليوم بالتعرف على أهم هذه المكملات.
ما مدى خطورة المعاناة من الأرق؟
غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالأرق من صعوبات في النوم أو الإستغراق في النوم لفترات طويلة أو الاستيقاظ مبكرا جدا خلال فترات الصباح، فمن الهام معرفة أنه في حالة عدم الحصول على قسط كاف من النوم أو سوء نوعية النوم، فسوف يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على الحياة اليومية.
على سبيل التوضيح، يعد النوم جزء مهم من حياتنا جميعا حيث من الممكن أن يتسبب أمر الحرمان من النوم (الأرق) في ظهور العديد من الآثارا الجانبية قصيرة وطويلة الأجل حيث من الوارد أن تتمثل الآثار قصيرة المدى في حدوث بعض الإضطرابات في المزاج والذاكرة، والشعور بالكثير من الارتباك وصعوبة التركيز.
أما على المدى الطويل، فيسبب أمر الحرمان من النوم العديد من المشاكل الصحية مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم، والمعاناة من مشاكل الكبد، وزيادة الوزن، والشعور بالاكتئاب، واضطرابات المزاج. بالإضافة إلى دورها المباشر في إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل هذا الجسم عرضة للإصابة بالعديد والكثير من الأمراض.
الجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن يزيد الأرق المزمن من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وما إلى ذلك.
إقرأ أيضا: أفضل العناصر الغذائية لمن يعانون من الأرق المزمن
ما هي أفضل المكملات الغذائية ذات الدور الفعال في تحسين جودة النوم؟
1- الميلاتونين: عند القيام بذكر مصطلح الميلاتونين، فيجب معرفة أن هذا هو هرمون النوم الطبيعي حيث يقوم بلعب دورا هاما لا يمكن التغافل عنه في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم، ومن هنا قد تكون مكملات الميلاتونين مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو إضطرابات النوم بسبب التغيرات في المنطقة الزمنية.
بوجه عام يساعد هذا المكمل على الإشارة إلى الجسم بأن الوقت قد حان للاسترخاء والاستعداد للنوم، مما يعزز هذا الأمر من عملية النوم العميق.
2- المغنيسيوم: كما نعلم جميعا أن المغنيسيوم هو معدن أساسي داخل الجسم يشارك في أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي بما في ذلك تنظيم عملية النوم.
فعلى سبيل الذكر يساعد المغنيسيوم على استرخاء العضلات والجهاز العصبي، مما يسهل هذا الأمر من عملية النوم بشكل أفضل، وفيما يخص سترات أو غليسينات المغنيسيوم، فيجب العلم أنها عبارة عن أشكال سهلة الامتصاص يمكن أن تساعد في تعزيز النوم.
3- إل-ثيانين: يعتبر إل-ثيانين هو عبارة عن حمض أميني معروف بآثاره المهدئة، وتعزيز عملية استرخاء الجسم والتقليل من التوتر والقلق مما يساهم هذا الأمر بشكل رئيسي في تعزيز جودة النوم بشكل كبير.
4- جذر فاليريان: عند كر هذه النوعية من المكملات، فيجب معرفة أنها عبارة عن مكملات قد تم إستخدامها لعدة قرون كعلاج طبيعي للأرق واضطرابات النوم.
الجدير بالذكر أن عشبة جذر فاليريان هذه تلعب دورا رائعا كمسكن خفيف للألم، مما يعزز هذا الأمر من الاسترخاء وتحسين نوعية النوم. بالإضافة إلى إمكانية قيام هذه العشبة أيضا في تقليل الوقت المستغرق للنوم، وهو أمر مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من الأرق المزمن.
5- هيدروكسيتريبتوفان: يعتبر هذا العنصر مشتق من الحمض الأميني التربتوفان و5-HTP ، وهو عبارة عن ناقل عصبي يلعب دورا مهما في تنظيم المزاج والنوم.
يمكن لمكملات 5-HTP زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، والعمل على تعزيز مشاعر الاسترخاء، والمساعدة في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وتحسين نوعية النوم بوجه عام.
ما هي أهم الملاحظات التي يجب الآخذ بها عند تناول مكملات النوم؟
عند الرغبة في استخدام هذه المكملات بطريقة معقولة وفعالة وآمنة، تجدر الإشارة إلى الملاحظات التالية:
– قبل القيام بتناول أي مكملات جديدة للحصول على روتين نوم جيد، فمن المهم جدا أن تتم استشارة طبيب مختص خاصة في حالة المعاناة من بعض الحالات المرضية التي على آثارها يتم تناول بعض الأدوية.
– ضرورة الإلتزام بإنشاء عادات نوم صحية مثل الحفاظ على جدول نوم ثابت وخلق عادات الاسترخاء قبل النوم، وتحسين بيئة النوم قدر الإمكان.
– تجنب تناول المنبهات ليلا مثل الكافيين والتبغ.
– يجب أن يتم الإنتباه إلى الآثار الجانبية للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة التي يمكن أن تسبب اضطرابات النوم مثل بعض أدوية البرد والحساسية.
– الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
– يجب محاولة جدولة وقت لممارسة الرياضة قبل ساعتين على الأقل من النوم.
– محاولة ممارسة تمارين الإسترخاء والتأمل.
– يمكن أن يتم اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو عبارة عن برنامج منظم يساعد على معالجة الأفكار والإجراءات التي تتسبب في حدوث المعاناة من مشاكل النوم، وتعد السبب الكامن وراء الأرق.
في النهاية وعند المعاناة من الأرق، فيجب على الفور أن يتم الإنتقال إلى الطبيب المختص للحصول على الدواء المناسب مع مثل هذه الحالات الإضطرابية حيث من الضروري أن يتم تجنب تناول الأدوية بشكل تعسفي للبعد عن مخاطر الآثار الجانبية المحتملة.