تعد الدوخة هي أحد أهم أعراض حدوث المعاناة من بعض الأمراض المختلفة، ولكننا سنخص بالذكر اليوم حالة نقص التروية الدماغية وما ينتج عنها من الدوخة المتكررة. فكيف نستطيع التغلب على هذا الوضع المرضي من خلال التغذية؟ ماذا يجب أن يأكل الأشخاص الذين يعانون من الدوخة الدماغية؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل تفصيلي من خلال سطورنا القادمة.
نقص التروية الدماغية
نقص التروية الدماغية هو عبارة عن انخفاض يحدث في الدورة الدموية التي تصل إلى الدماغ، مما قد يؤدي هذا الأمر إلى انخفاض إمدادات الأكسجين والمغذيات، ومن ثم التأثير على بنية ووظيفة جزء أو أجزاء متعددة من الدماغ.
يجب العلم أيضا أن نقص التروية الدماغية يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، مما يتسبب هذا الأمر في المعاناة من اضطرابات النوم، وانخفاض القدرة على التفكير، وفقدان الذاكرة. إلى جانب المعاناة من بعض المضاعفات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والاحتشاء الدماغي .
بوجه عام تحدث الشكوى من حالة نقص التروية الدماغية نتيجة التعرض لبعض الأسباب، حيث يأتي على رأس القائمة التغذية الغير صحية. لذا فيجب العمل على بناء عادات الأكل العلمية الهامة جدا لتعزيز عملية تدفق الدم إلى الدماغ.
في حالة الرغبة بالعمل على تحسين الدورة الدموية في الدماغ من خلال التغذية، فيجب العلم أننا بحاجة إلى المثابرة والتحكم في الأطعمة التي يتم تناولها يوميا لأنه من المستحيل أن يتم منع أو تخفيف أعراض نقص التروية الدماغية مع اتباع نظام غذائي صحي في غضون أيام أو أسابيع قليلة.
أهم الأطعمة التي يجب تناولها للتغلب على دوخة نقص التروية الدماغية
توجد العديد من الأطعمة المتنوعة التي نستطيع عند الإستعانة بها أن نقوم بالتغلب على الدوخة المرضية المتعلقة بنقص التروية الدماغية. فالجدير بالذكر أن هذه الأطعمة تتمثل فيما يلي:
أولا: الأطعمة الغنية بالحديد والبروتين
-
البيض
يعد البيض من أهم الأغذية الرئيسية في أنظمتنا الغذائية حيث يجب على الأشخاص الذين يعانون من نقص التروية الدماغية زيادة مقداره المتناول، وبالأخص إذا لم يكن لدينا ارتفاع في نسبة الكوليسترول بالدم.
يحتوي البيض على بروتين ذو قيمة بيولوجية عالية حيث أنه يعد عنصر غني بالكالسيوم والحديد والفوسفور والعديد من الفيتامينات المشاركة في تكوين الدم. بالإضافة إلى أنه مصدر وفير للبروتين، وغني أيضا بالكالسيوم وحمض الفوليك وفيتامينات المجموعة B مثل B6، B9 ، B12.
يجب العلم أن هذه المجموعة من الفيتامينات تعمل على مساعدة خلايا الدم في إنتاج المزيد منها، وإبطاء عملية شيخوخة الدماغ، ومنع التدهور المعرفي وضمور الدماغ الخطير.
-
لحم البقر
يعتبر هذا المصدر من أفضل المصادر الغنية بالبروتين والحديد والفيتامينات المفيدة لصحة الجسم وجهازه المناعي. فالجدير بالذكر أن اللحم البقري يلعب دورا فعالا في إمداد الجسم بخلايا الدم الحمراء بسبب قيامه بتسريع عملية التجديد، وتزويد الجسم بمزيد من الدم، وزيادة نشاط الدماغ والمناعة.
ومع ذلك، لا ينصح بتناول الكثير من اللحم البقري لأنه غني بالكوليسترول الذي يمكن أن يسبب ارتفاع الدهون في الدم حيث يفضل أن يتم تناول من 1-2 وجبة اسبوعيا، ويجب ألا تتجاوز كل وجبة 100-150 جم للفرد الواحد.
-
الماكولات البحريه
تشتمل المأكولات البحرية على الروبيان وسرطان البحر والأسماك الغنية جدا بالحديد والزنك والأحماض الأمينية وفيتامين ب 12، فالجدير بالذكر أن هذه العناصر الغذائية هي التي تساعد على زيادة مستوى الهيموغلوبين في الجسم، وزيادة كفاءة الدورة الدموية، والمساعدة على تحسين حالة فقر الدم في الجسم.
ثانيا: الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية
-
الأسماك الدهنية
تتوفر الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية في الأسماك مثل السلمون والماكريل والتونة وسمك القد والسردين حيث تعد هذه المغذيات جيدة جدا لأنظمة القلب والأوعية الدموية وصحة الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأحماض الدهنية لديها القدرة على خفض مستويات بيتا اميلويد وهي عبارة عن المادة التي تسبب تلف الدماغ في الدم. لذا فيمكننا القول بأن هذه المغذيات على وجه التحديد تساعد على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ ، ومن ثم زيادة القدرات المعرفية والفكرية.
-
المكسرات
تعد المكسرات عالية الدسم هي أيضا مصدر هام لأحماض أوميغا 3 الدهنية والتي تتمثل في الجوز والكاجو وبذور الشيا والفول السوداني والسمسم حيث تحتوي هذه العناصر على الكثير من البروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية المفيدة للجسم، وخاصة حمض ألفا لينولينيك الذي ثبت أنه يحمي الشرايين، ويساعد على تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء في الجسم بشكل أفضل، وبالتالي تحسين الذاكرة وخفض ضغط الدم والقضاء على الدوخة الناتجة عن نقص التروية الدماغية.
ثالثا: الخضراوات
- السبانخ حيث أنه يعد عنصر نموذجي لمجموعة الخضروات الخضراء الغنية بالحديد وفيتامين ب 12 وحمض الفوليك.
- البروكلي وهو من الخضراوات الغنية بالألياف والحديد والفيتامينات A و C والمغنيسيوم.
- الكرفس حيث أنه يحتوي على الكثير من الحديد والزنك والعديد من الفيتامينات التي تساعد على زيادة الدورة الدموية.
- اليقطين وما بداخلة من فيتامين C والكاروتين والحديد والكالسيوم والبروتين والزنك .
- الجزر الغني بالبيتا كاروتين والفيتامينات C ، D ، A ، B ، E ، وحمض الفوليك والبوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور حيث أنه يساعد الجسم على تعزيز عملية التمثيل الغذائي وكفاءة الدورة الدموية.
من الهام معرفة أن أمر إضافة الخضروات الخضراء في النظام الغذائي اليومي لنا لا يقوم فقط بالتقليل من أعراض نقص التروية الدماغية، ولكنه يعزز أيضا الذاكرة ويبطئ عملية الشيخوخة.
رابعا: الحبوب الكاملة
تتمثل الحبوب الكاملة في الأرز البني والشعير والذرة والدخن وخبز القمح الكامل، فالجدير بالذكر أن هذه الأطعمة مفيدة جدا لصحة القلب والأوعية الدموية وجيدة أيضا للدماغ.
يجب العلم أن هذه الحبوب غنية جدا بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين ارتفاع نسبة الدهون في الدم، والعمل على تعزيز الدورة الدموية إلى الدماغ بسهولة، ومن ثم الوقاية من مشكلة انسداد الأوعية الدموية التي تسبب المعاناة من الدوخة الناتجة عن نقص التروية الدماغية.