مما لا شك فيه، أنه مع مراحل العمر المتقدمة خاصة بعد بلوغ الـ 50 عاما تزداد قابلية الجسم نحو تقبل العديد من الأمراض والاصابة بالمشاكل الصحية ومن أهمها حدوث المعاناة من الأورام السرطانية ومن هنا يجب المتابعة الصحية الجيدة من خلال الكشف الدوري وإجراء الفحوصات اللازمة لتجنب تفاقم هذه الحالة المرضية الخطيرة في كثير من الأوقات. لذا فقد قررنا أن يتطرق مقالنا اليوم إلى أهم أنواع فحوصات الأورام السرطانية التي يجب أن يتم إجراؤها بعد بلوغ سن الـ 50.
كيف يتم إجراء فحوصات الأورام السرطانية؟
عادة ما تتم عملية عملية الفحص وفقا للخطوات التالية:
-
الفحص البدني
في هذه المرحلة سيسأل الطبيب عن بعض عوامل الخطر وكذلك التاريخ الطبي للفرد وعائلته، ويعمل على تقييم حالته الصحية العامة ، وكذلك يسأل عن الأعراض غير الطبيعية للجسم إن وجدت، فالجدير بالذكر أن هذه المعلومات هي الأساس للأطباء للتوصل إلى طرق الفحص المناسبة.
-
إجراء بعض الاختبارات دون الإكلينيكية الأساسية
بعد الفحص البدني، يأتي دور بعض الاختبارات دون السريرية الأساسية مثل اختبارات الدم واختبارات الخلايا واختبارات البراز وما إلى ذلك.
-
التصوير التشخيصي
بالإضافة إلى الاختبارات المذكورة أعلاه، قد يصف الطبيب طرق الاستكشاف عن طريق التصوير مثل التنظير الداخلي، والموجات فوق الصوتية، والأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي … إلخ.
ما هي أكثر الفئات التي تحتاج إلى إجراء فحصوصات الأورام السرطانية بعد عمر الـ 50؟
وفقا لآراء أغلب الخبراء، فإن العديد من الأمراض، وخاصة السرطانات ، غالبا ما لا يكون لها مظاهر في المراحل المبكرة ، أو لها علامات عابرة فقط. لذلك، فغالبا ما يكون لدينا عقلية ذاتية، ولا نقوم بالذهاب إلى الطبيب مبكرا. أما في المراحل المتوسطة والمتأخرة، فيبدأ المرض في إظهار أعراض واضحة، لكن فرص العلاج في هذه المرحلة ستكون أقل بكثير.
بوجه عام، يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا المرض، ولكن الأشخاص التاليين معرضون لخطر أكبر ويجب فحصهم بحثا عن السرطان مبكرا وفي كثير من الأحيان:
- الأشخاص الذين لديهم أنظمة غذائية وأنشطة غير علمية.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة خاصة أمراض الكبد والمعدة والرئتين.
- التاريخ الطبي للعائلة.
- الأشخاص الذين يعملون ويعيشون في بيئة سامة وملوثة بالمواد الكيميائية.
ما هي أهم أنواع فحوصات السرطان التي يجب إجراؤها لمن تخطوا الـ 50 عاما؟
أولا: تنظير المعدة
عندما يكون لدينا نظام غذائي غير لائق على مدار السنة، فمن الوارد أن تعاني المعدة من بعض الأضرار طويلة المدى وخاصة بعد سن الـ 50 حيث تنخفض وظيفة الجهاز الهضمي، وتظهر بعض آفات المعدة بشكل متزايد، لذلك فمن الضروري الانتباه إلى الوقاية من سرطان المعدة وإجراء الفحوصات اللازمة لها.
عندما يتم الكشف عن آفات المعدة، قد يقوم الطبيب بإجراء خزعة أو إزالة الآفة، ومن بعد أخذ / إزالة الخزعة من الآفة، فسوف يتم إرسال عينة الأنسجة التي تم جمعها إلى مختبر التشريح المرضي لتحديد طبيعة الآفة.
مع بعض الحالات، يمكن الجمع بين التنظير والموجات فوق الصوتية للتحقيق في الآفات المتواجدة في الطبقة تحت المخاطية من الجهاز الهضمي، أو في بعض الهياكل القريبة مثل الغدد الليمفاوية والبنكرياس والمرارة والكبد.
إقرأ أيضا: 5 أنواع شائعة من الأورام السرطانية التي تصيب الجهاز الهضمي
ثانيا: التصوير المقطعي المحوسب للرئتين
يموت الكثير من الأشخاص بسبب سرطان الرئة وخاصة من يمارسون عادة التدخين البغيضة حيث يحدث هذا الأمر على المدى الطويل أو عند القيام ببعض الوظائف السامة مثل التعرض للغبار والسيليكون وما إلى ذلك.
في هذه الأوقات وبالمقارنة مع الأشعة السينية ، فسوف يتم اللجوء إلى الأشعة المقطعية والتي تعد أكثر وضوحا وشمولا للكشف على هذه الحالة المرضية، ويمكنها أيضا تحديد ما إذا كانت العقيدات الموجودة على الرئتين سرطانية أم لا وبشكل أكثر دقة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار بضرورة استخدام جرعة منخفضة من التصوير المقطعي المحوسب لتقليل الإشعاع غير الضروري.
ثالثا: اختبار الكبد بالموجات فوق الصوتية وألفا فيتوبروتين
يعد سرطان الكبد هو أيضا من بين السرطانات الشائعة والمنتشرة في العديد من البلدان، فالجدير بالذكر أن للكبد دور هام في إزالة السموم والمشاركة في العديد من عمليات التمثيل الغذائي داخل الجهاز الهضمي، فيجب العلم أنه عندما تنخفض وظائف الكبد، سيكون للجسم تغيرات مرضية واضحة.
من هنا يجب أن يخضع الأشخاص الذين لديهم تاريخ من إدمان المشروبات الكحولية أو الإصابة بالعدوى الفيروسية المتمثلة في التهاب الكبد للتصوير بالموجات فوق الصوتية الدورية بلون الكبد.
أما فيما يتعلق بـ ألفا فيتوبروتين (AFP) فهو عبارة عن بروتين بلازما يتواجد بتركيزات عالية في دم الجنين، وعادة ما يتم إنتاجه بواسطة خلايا الكبد غير الناضجة. على سبيل التوضيح، ومن الناحية الفسيولوجية وخاصة في السنة الأولى من الحياة، فسوف يكون لدى الأطفال مستويات عالية نسبيا من AFP في الدم، وتنخفض تدريجيا إلى المستويات الطبيعية.
عادة ما يكون لدى البالغين الأصحاء غير الحوامل مستويات منخفضة جدا من AFP في دمائهم (لا تتجاوز 10 نانوغرام / مل)، ومن هنا يعد أمر الكشف عن مستويات بروتين ألفا الجنيني طريقة فعالة للتشخيص المبكر لسرطان الكبد.
رابعا: فحوصات سرطان عنق الرحم
عند الرغبة في فحص سرطان عنق الرحم، فيجب العلم أن هذه الأمر يتطلب بعض الخطوات والتي تتمثل في فحص أمراض النساء للتعرف على العلامات السريرية التي تحذر من خطر المرض. بالإضافة إلى أنه يتم طلب الموجات فوق الصوتية للمسبار المهبلي الرحمي – الزائدة الدودية واختبار فيروس الورم الحليمي البشري واختبار مسحة عنق الرحم لتحديد الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم.
يجب العلم أن إجراء خزعة عنق الرحم تنطبق على الحالات التي تكون فيها نتائج الاختبار غير طبيعية، فالجدير بالذكر أن من أهم الطرق شائعة الاستخدام للكشف عن سرطان عنق الرحم هي إجراء اختبار عنق الرحم (TCT / LCT) واختبار فيروس الورم الحليمي البشري.
خامسا: تنظير القولون
عند اللجوء إلى إجراء التنظير، فيجب العلم أن حالة الفحص هذه تحتوي على العديد من المؤشرات وموانع الاستعمال، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من تضيق الشرج، والمرضى الذين يعانون من أعراض تهيج البريتوني ، والآفات المؤلمة في فتحة الشرج، والنساء أثناء الحيض، وارتفاع ضغط الدم الشديد، وفقر الدم، وأمراض القلب التاجية، والفشل القلبي الرئوي، إلخ.
في حالة عدم تواجد أي من الحالات المرضية السابقة أو القيام بالتعامل معها طبيا وعلاجها، فيجب العمل على إجراء تنظير القولون وخاصة إذا لزم الأمر.