هل تعلمين أنه مثلما توجد أنواع من الأدوية المسببة للنعاس والتي تجعل الشخص مع تناولها يشعر برغبة شديدة تقوده إلى النوم ,والبحث عن أقرب أريكة أو سرير للإستلقاء توجد أيضا من جانب آخر مجموعة فئات دوائية تجعل كل من يتناولها يواجه صعوبات في النوم ويصاب بالأرق الليلي إلى الدرجة التي يظل معها مستيقظا لساعات طوال وعينينه مفتوحتان دون أن يغلبه شعور بالنعاس وسوف نتعرف من خلال مقالنا التالي على أنواع الأدوية المسببة للأرق .
أنواع من الأدوية المسببة للارق
استكمالا لبقية سلسلة الآثار الجانبية للأدوية التي تناولت فيما سبق الأدوية المسببة لزيادة الوزن والأخرى المؤثرة على صحة الفم فيمكن أن تترك أنواع من الأدوية تأثيرها المباشر على أنماط نوم الأشخاص ومن أكثر أمثلتها شيوعا العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج نزلات البرد والإنفلونزا ,كما أنه بالنسبة للأشخاص المصابون بالأورام السرطانية ولديهم خطة دوائية لتناول علاجات يمكن أيضا أن تصيبهم بإضطرابات النوم ولايعني ذلك الصعوبات فقط بل القدرة على متابعة الإستمرارية في النوم
وفي السطور التالية سوف نتجه إلى رصد خمسة فئات دوائية يعتبر الأرق الليلي من ضمن آثارها الجانبية الرئيسية وتشمل :
1 – مضادات الاكتئاب
غالبا مايقوم أخصائي الصحة النفسية بوصف الأدوية المضادة للإكتئاب للسيطرة على المشكلات العقلية والنفسية التي تصيب الأفراد مع تحديد الجرعة المناسبة للإستهلاك وبناءا على التحذيرات التي قام الخبراء بإطلاقها أنه على الرغم من نجاح تلك الأدوية في التقليل من أعراض الشعور بالحزن والقلق والتوتر والإحباط الذي يصل إلى أدنى مستوياته إلا أنها قد تشكل عوامل متداخله مع النوم وتحديدا هذا الشكل الخاص الذي يعرف مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية والذي يصنف بأنه من ضمن أنواع مضادات الاكتئاب التي ترتبط بزيادة مؤشر هرمون السيروتونين المعروف بأنه هرمون السعادة في الدماغ، والذي يلعب دورا مهما في التأثير على عواطف الأشخاص وشعورهم بأنهم في حال أفضل بالإضافة إلى تحسين حالتهم المزاجية ، ومع الفاعلية الكبرى لتلك الأدوية في العمل على محاربة الإكتئاب بشكل جيد , إلا أنها قد تجلب تلك الصعوبات التي تستهدف استغراقك في النوم , لذلك سوف يتعين عليكي العثور على حل من خلال تغيير توقيت تناولك للدواء المضاد للإكتئاب من فئة SSRI ليكون فترة الصباح والإبتعاد عن الإقتراب من وقت النوم أوسؤال الطبيب حول استعمال البديل الآخر الذي يفيد في حصولك على نوم صحي بدون اضطرابات
2 – حاصرات بيتا
من المعروف عن حاصرات مستقبلات بيتا أنها من ضمن الفئات الدوائية الخاصة بتقليل مستويات ضغط الدم المرتفعة لذلك يتجه الأطباء لوصفها لمن قاموا بتشخيص حالتهم بإرتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى أصحاب الأمراض القلبية كعلاج فعال لنبضات القلب غير المنتظمة , وقد ازدادات شكاوى الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء من علاقتها بإحداث اضطرابات ذات تأثير سلبي على نوعية النوم ليس هذا فقط بل تزداد عدد مرات الإستيقاظ في منتصف الليل مع رؤية كوابيس مفزعة , وقد تم تفسير حدوث ذلك بما تتركه تلك الأدوية من تأثيرات مثبطة لإنتاج هرمون الميلاتونين بشكل طبيعي في فترات الليل وهو هرمون يساعد الأشخاص على الشعور بالإسترخاء مما يحفز رغبتهم الداخلية في النوم فضلا عن دوره المشارك والمنظم لأوقات النوم والساعة البيلوجية في الجسم ولعل هذا مايوضح ارتبط قلة مستويات هذا الهرمون الأرق الليلي الشديد
3 – لاصقات النيكوتين
بالنسبة للأشخاص في طريقهم لتعويد أنفسهم على الإقلاع عن التدخين فقد تم توفير نوع من اللاصقات التي تساعدهم في تحقيق هدفهم وتقوم آلية عملها على تقليل النسبة اليومية التي يحصل عليها الشخص من النيكوتين بشكل تدريجي , وذلك للوقاية مما ينتج عن ذلك من أعراض الانسحاب المباشر وتعد تلك الوسيلة من ضمن الوسائل العلاجية القائمة على استبدال النيكوتين إلا أنها قد تسبب لكي الأرق في حال استعمالها قبل دخول وقت النون بفترة قصيرة أوفي حال التوقف المفاجىء عن استعمالها
اقرأ أيضا 6 أدوية يمكن أن تسبب التعب والنعاس عند القيام بتناولها
4-علاجات البرد
بما أن السعال واحتقان, وسيلان الأنف من أعراض البرد الشائعة فإن بعض العلاجات المستخدمة لعلاج نزلات البرد والتي يتم صرفها من الصيدليات بدون وصفة طبية تحتوي على مزيلات الإحتقان التي تكون أساسها تخفيف الإلتهاب والتورم وخاصة نوع محدد يعرف السودوإيفيدرين، فعلى الرغم من فاعليته العلاجية إلا أنه من ضمن ماهو معروف عنه أنه يتركك مع ليلة مضطربة لاتستطيعين فيها النوم كما أن الشكل الآخر منه الذي يتخذ صورة رذاذ أنفي يترك هذا الأثر الجانبي أيضا .ويمكنك هنا توظيف هذا الأمر لمصلحتك خاصة في ظل معاناتك من أعراض الحساسية وتناولك لمضادات الهيستامين التي تسبب النعاس , فمن خلال قيامك بإضافة هذا العنصر الدوائي الآخر وهو السودوإيفيدرين سوف يقلل من رغبتك في النوم .
5 – مثبطات الكولينستراز
فيما يتعلق بصحة الدماغ فإنه من الشائع ان يلجأ الطبيب لوصف نوع علاجي يعرف بمثبطات الكولينستيراز وخاصة لكبار السن الذين يعانون من الزهايمر و فقدان في قدرتهم على تذكر الأحداث والأشخاص كما يوصون بها عند تحديد أعراض الخرف لدى أحدهم بعدما كشف عنها التشخيص , ومن ضمن المعتقدات الخاصة بتلك الأدوية قيامها بدور مثبط لتأثير إنزيم معين في الجسم يتولى تكسير أحد الناقلات العصبية الذي ثبت أنها ضرورية لمنح الشخص مزيد من اليقظة مع رفع مستويات التذكر والحفاظ على خلايا الدماغ بما يمكن المريض من استعادة يومه الطبيعي وممارسته لأنشطته الروتينية ولكن من الممكن في ظل تلك المزايا العلاجية أن يحدث ايضا خلل في أنماط النوم مما يجعل الشخص يواجه اضطرابات