من الشائع جدا قيام بعض الأفراد بالعمل على تناول العديد من المنتجات الدوائية في نفس الوقت خاصة أصحاب لأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وما إلى ذلك. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تساعد آلية الاستخدام المتنوعة هذه في إدارة الأعراض، ولكن من الوارد أيضا أن ينتج عنها العديد من المخاطر الصحية المحتملة. بناء على ذلك، فقد قررنا أن نتحدث اليوم على أهمية الحذر عند تناول العديد من أنواع الأدوية في نفس الوقت وهذا لتجنب حدوث أي تفاعلات دوائية مقلقة.
تناول العديد من الأدوية في نفس الوقت
تناول العديد من الأدوية في نفس الوقت
يتعين على العديد من الأشخاص المصابين بأمراض كامنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى تناول مجموعة متنوعة من الأدوية الموصوفة طبيا، فالجدير بالذكر أن هذه الأدوية لا تقوم بالتغلب على الأعراض المرضية فقط، بل تساعد أيضا في السيطرة على الأمراض في حد ذاتها.
بالرغم من ذلك، فيجب العمل على مراقبة استخدام الأدوية المتعددة في نفس الوقت عن كثب، ويجب أن تتم مراعاة العوامل التالية:
1- الحالة الصحية العامة: تختلف صحة كل مريض عن الآخر، لذلك يجب العمل على تعديل تركيبة الأدوية وفقا لحالة الجسم.
2- التغيرات المرتبطة بالعمر: غالبا ما يعاني كبار السن من أمراض متعددة ويضطرون إلى استخدام أدوية متعددة. بالرغم من ذلك، فإن قدرة أصحاب هذه الفئة العمرية على استقلاب الأدوية والتخلص منها قد تكون أضعف، مما قد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر تراكم الأدوية في الجسم والتسبب في حدوث العديد من الآثار الجانبية.
3- العلاج المطول والجمع بين الأدوية المتعددة: يمكن أن يؤدي روتين تناول الأدوية لفترة زمنية طويلة أو الجمع بين أدوية متعددة إلى حدوث آثار غير مرغوب فيها أو تفاعلات دوائية معقدة. لذلك، يحتاج المرضى إلى المراقبة عن كثب والمناقشة مع الطبيب حول استخدام الأدوية، وتجنب الاستخدام بشكل تعسفي أو ذاتي.
التفاعلات الدوائية الغير مرغوب فيها والآثار الجانبية
التفاعلات الدوائية
عند القيام باستخدام الأدوية المتعددة في نفس الوقت، فمن الوارد حدوث بعض الآثار الجانبية غير المتوقعة والتي قد يصعب التنبؤ بها، وبناء عليها تحدث أزمة المعاناة من بعض الآثار الصحية الخطيرة خاصة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.
تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة الآتي:
1- تلف الكبد والكلى: في بعض الأوقات، يمكن أن يؤدي روتين استخدام الأدوية المتعددة إلى إثقال كاهل الكبد والكلى، حيث أن هذين العضوين يشاركان بشكل أساسي في عملية التمثيل الغذائي والتخلص من الأدوية من الجسم، وفي حال إصابتهما بالإرهاق فسوف يتعرضوا للتلف، مما يتسبب هذا في حدوث مشاكل صحية خطيرة.
2- زيادة مخاطر النزيف: يمكن لبعض الأدوية مثل مضادات التخثر (الوارفارين والأسبرين) والأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، أن تزيد من مخاطر التعرض للنزيف عند استخدامهما معا، ومن ثم يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة ببعض الحالات المرضية الخطيرة مثل نزيف الجهاز الهضمي.
3- اضطرابات الجهاز الهضمي: يمكن أن تؤثر بعض أنواع الأدوية مثل المضادات الحيوية أو مسكنات الألم أو مضادات الحموضة على صحة الجهاز الهضمين فالجدير بالذكر أنه عند تناول أدوية متعددة في نفس الوقت، فقد تحدث أزمة المعاناة من الإمساك أو الإسهال أو الانتفاخ أو مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى.
4- تأثير التفاعلات على فاعلية الأدوية: يمكن لبعض الأنواع من الأدوية أن تقلل من دور الأدوية الأخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تقلل مضادات الحموضة من فاعلية بعض المضادات الحيوية أو مضادات التخثر مثل الوارفارين، مما يؤدي هذا إلى حدوث حالة من انخفاض السيطرة على المرض.
مخاطر الاستخدام غير السليم للادوية
مخاطر الاستخدام غير السليم للادوية
يمكن أن يؤدي روتين تناول الأدوية المتعددة في نفس الوقت إلى زيادة احتمالية الاستخدام غير السليم لبعضها ومن ثم زيادة الآثار الجانبية والمخاطر الصحية التي من الوارد أن يتعرض لها الجسم.
بمزيد من التوضيح، قد تحدث المشكلات التالية:
* نسيان الجرعة: عند الإضطرار إلى تناول أدوية متعددة يوميا، فمن الوارد حدوث صعوبة في تذكر جميع الجرعات ومتى يتم تناولها حتى قد يصبح الأمر صعبا ومربك لدى الكثير. بناء على هذا الأمر، يمكن أن يؤدي نسيان جرعة أو تناول الدواء في الوقت الخطأ إلى تقليل فاعلية الأنظمة العلاجية أو التسبب في حدوث مشاكل صحية أخرى.
* التسمم الدوائي: يمكن أن يؤدي الجمع بين الكثير من الأدوية إلى تناول جرعات زائدة خاصة عندما يكون المريض لا يخضع للإشراف الطبي، مما يترتب على هذا الأمر حدوث بعض الحالات الصحية الخطيرة مثل التسمم الدوائي.
التدابير الوقائية عند تناول أدوية متعددة في نفس الوقت
التدابير الوقائية عند تناول أدوية متعددة في نفس الوقت
عند الرغبة في التقليل من مخاطر استخدام الأدوية المتعددة في نفس الوقت، فيمكن للمرضى اتخاذ بعض الإجراءات التالية:
– استشارة الطبيب: قبل البدء في العلاج بمجموعة متنوعة من الأدوية، فينصح بأهمية استشارة الطبيب أو الصيدلي، مما سيساعدنا هذا على وضع خطة علاج معقولة وتقليل المخاطر المحتملة.
– مراقبة الآثار الجانبية: يحتاج المرضى إلى مراقبة صحتهم بعناية عند تناول العديد من الأدوية، وخاصة ملاحظة أي آثار جانبية محتملة الحدوث، فإذا كانت هناك أي علامات غير طبيعية ، فمن المستحسن إخطار الطبيب على الفور.
– استخدام أدوات الدعم: يمكن استخدام الأدوات المساعدة مثل تطبيقات تذكير الأدوية أو حتى حاويات الأدوية المقسمة يوميا للمساعدة في تذكر الأدوية واستخدامها بشكل صحيح خالي من التخبط والنسيان.
– الفحوصات الصحية الدورية: يحتاج المرضى إلى إجراء فحوصات صحية دورية، والتي تتضمن اختبارات الكبد والكلى وضغط الدم ونسبة الجلوكوز في الدم وغيرها من المؤشرات الصحية المهمة.