في حالة المعاناة من أزمة ضعف الدورة الدموية، فسوف تقوم هذه الحالة المرضية بالحد من تدفق الدم إلى أنسجة الجسم وأعضائه، مما يؤدي هذا الأمر إلى استنفاد الأكسجين والمواد المغذية. الجدير بالذكر، أن هذا الوضع الغير مطمئن على الإطلاق يقوم بجلب الكثير من المشاكل الصحية. من هنا قررنا أن نقوم الآن ومن خلال سطورنا القادمة بالتعرف على أهم العواقب الصحية التي تصيب الجسم وتنتج عن ضعف الدورة الدموية.
ما هي أسباب حدوث ضعف الدورة الدموية؟
في كثير من الأوقات تحدث أزمة ضعف الدورة الدموية نتيجة المعاناة من حالات التصلب وضيق الشرايين بسبب تراكم الدهون، والمعروفة أيضا باسم البلاك.
على سبيل التوضيح، وخاصة إذا تحطم البلاك هذا فسوف يقوم بالدخول إلى الصفائح الدموية ومن هنا يتم البدء في تكوين الجلطات دموية التي تمنع تدفق الدم إلى القلب ومن هنا تحدث الإصابة بالنوبات القلبية أو يمكن أن تحد من تدفق الدم إلى الدماغ ومن هنا تظهر السكتة الدماغية.
مع بعض الحالات الآخرى تحدث أزمة ضعف الدورة الدموية بسبب تصلب الشرايين في الأطراف (عادة الأطراف السفلية) أو مرض الشرايين المحيطية الناتجة عن نقص التروية، مما قد يجعل هذا الأمر الساقين أكثر عرضة للإصابة والعدوى والقرح.
ما هي أهم العواقب السلبية التي تعود على الجسم نتيجة ضعف الدورة الدموية؟
1) التقلصات المؤلمة: يمكن أن تتسبب حالة ضعف الدورة الدموية في حدوث المعاناة من التقلصات المؤلمة في عضلات الساق أو الفخذين وخاصة عند أداء بعض الأنشطة والمهام اليومية والتي من الوارد أن تتحسن بعد الحصول على الراحة اللازمة.
يجب العلم أنه يتم الشعور بهذه الآلام بسبب نقص الأكسجين والمواد المغذية التي تصل إلى الأنسجة، وهو أمر وارد الحدوث نتيجة ضعف تدفق الدم.
2) الشلل والضعف والتورم: يمكن أن يؤدي فقر الدم الذي يغذي الأطراف إلى الشعور بالضعف والخدر في هذه المناطق.الجدير بالذكر، أنه عندما يؤثر ضعف الدورة الدموية على الكلى، فمن الممكن أن يؤدي ذلك وبشكل مباشر إلى تورم غير طبيعي خاصة في منطقة القدمين.
3) الدوالي: عندما تضعف الصمامات المتواجدة في الأوردة، ويتراكم الدم والضغط، فسوف يتسبب ذلك في التواء الأوردة الموجودة أسفل سطح الجلد مباشرة وانتفاخها، وعادة ما تكون زرقاء أو أرجوانية، وتظهر بالقرب من القدمين والكاحلين، وتعرف لدى الجميع بمسمى الدوالي.
4) الإرهاق والشعور بالبرد: عندما يكون إمداد الدم محدودا، فسوف يفتقر الجسم إلى الوقود الذي يحتاجه للحفاظ على مستويات الطاقة ودرجات الحرارة المثلى، ومن ثم يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الشعور بالخمول والبرودة أكثر من المعتاد.
إلى جانب هذا، فيمكن أن تحدث الإصابة بمتلازمة رينود وهي عبارة عن حالة مرضية تؤثر على الدورة الدموية، مما يؤدي هذا إلى تغير لون أصابع اليدين والقدمين عند البرد أو القلق أو الإجهاد مصحوبة بأعراض مثل الألم والخدر.
5) ضعف الوظيفة المعرفية: مما لا شك فيه أن آلية عمل الدماغ تعتمد على تدفق الدم ليعمل بشكل صحيح، لذا فإن انخفاض تدفق الدم يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التركيز ومشاكل الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى.
لذا، فمن الممكن أن يحدث الخرف الوعائي بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ وغالبا ما يزداد سوءا مع مرور الوقت، يتمثل في بعض الأعراض المرضية مثل المعاناة من مشاكل في التركيز وصعوبة التخطيط وتباطؤ التفكير.
6) ضعف جهاز المناعة: يؤثر ضعف الدورة الدموية على جهاز المناعة في الجسم، حيث توجد الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة الالتهابات في الدم.
من هنا، يمكننا القول بأنه عندما يكون تدفق الدم مقيدا، يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالمرض ويستغرقون وقتا أطول للتعافي من هذه الحالة الجالبة للكثير من المشاكل الصحية.
7) تساقط الشعر وضعف الأظافر: يمكن أن تتسبب ضعف الدورة الدموية في عدم تلقي جذور الشعر للعناصر الغذائية الكافية، ومن هنا يمكن أن يصبح الشعر رقيقا وضعيفا ويتساقط بصورة مبالغ فيها.
أما فيما يخص ضعف الأظافر، فهذه الحالة تحدث بسبب عدم تلقى الأصابع التدفق الدم الكافي، ومن ثم سيترتب على ذلك هشاشة وضعف الأظافر.
8) اضطرابات التمعج المعوي: عندما يتباطأ تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، فسوف يؤثر ذلك على عملية الهضم حيث تحدث بمزيد من البطئ.
بالإضافة إلى ذلك، وخاصة مع مرور الوقت، فمن الممكن مكن أن تؤدي هذه الحالة إلى خلل التنسج الأمعاء الذي يسبب الإمساك أو الإسهال أو آلام البطن.
9) ضعف الانتصاب: قد يواجه الرجال الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية بسبب انسداد الشرايين مخاطر الإصابة بصعوبة في الانتصاب، وهذا بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.
إلى جانب هذا، فيعتقد الخبراء أن مرض الشرايين المحيطية (PAD) هو سبب رئيسي في معاناة نسبة كبيرة من الرجال من حالات ضعف الانتصاب.
10) الذبحة الصدرية: عند ذكر الذبحة الصدرية، فيجب معرفة أنها عبارة عن آلام تصيب منطقة الصدر وينتج عنها تقييد تدفق الدم إلى عضلة القلب، وفيما يخص الأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية، فلن تتلقى عضلة القلب الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها لتعمل بشكل صحيح.
تتجلى أعراض الذبحة الصدرية في الشعور بالضيق والثقل في الصدر والتي من الوارد أن تنتشر أحيانا في جميع أنحاء الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر.