بعد فترة وجيزة من قيام الأم بولادة طفلها من الوارد أن تكون معرضة لخطر الإصابة بالتهابات وعدوى النفاس، فالجدير بالذكر أن هذه العدوي ليست بالبسيطة إطلاقا حيث تسبب مخاطر صحية كبيرة، ويتمثل علاجها الوحيد في المضادات الحيوية التي تؤثر على إمدادات الحليب للطفل بشكل سلبي كبير. لذا هيا بنا نتعرف من خلال سطور مقالنا التالية على ما هي عدوى النفاس؟ وما هي أهم أسباب حدوثها وأعراضها وطرق الوقاية منها؟.
ما هي عدوى النفاس؟
عدوى النفاس هي عبارة عن عدوى تبدأ في الجهاز التناسلي المتمثل في العجان، والمهبل، وعنق الرحم، والرحم حيث يجب العلم أن هذه الحالة تحدث في فترة ما بعد الولادة، وتستمر فرص الإصابة بها لحوالي 6 أسابيع من وقت ميلاد الطفل. فالجدير بالذكر أنه يمكن التعرض لحدوث هذه الأزمة الصحية عند خوض تجربة الولادة الطبيعية أو القيصرية كل منهما على حد سواء.
إن حالات العدوى النفاسية إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب فسوف يعد أمر الإصابة بها خطير للغاية. فالجدير بالذكر أنها تعتبر واحدة من الأسباب الخمسة الأولى المسببة لوفيات النساء في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في فترة ما بعد الولادة.
ما هي أسباب حدوث عدوى النفاس؟
من أهم أسباب حدوث الإصابة بهذه المشكلة الصحية للمرأة في مرحلة ما بعد الولادة هو التعرض لـ مجموعة من المكورات العقدية والعنقودية، والعصوية المعوية، والجراثيم اللاهوائية حيث يعد طريق الاختراق سهل للغاية من المهبل إلى عنق الرحم عن طريق أنبوب الرحم إلى الصفاق، ومن هنا يمكن للبكتيريا أيضا أن تدخل مجرى الدم مسببة حدوث الإنتان.
في العموم يجب العلم أنه من المرجح أن تسبب هذه الجراثيم المرض لدى النساء المصابات ببعض المشاكل الصحية التي تتمثل فيما يلي:
- عدم حصول المرأة في فترة ما بعد الولادة على التغذية الصحية والسليمة.
- إصابة المرأة بفقر الدم.
- تعرض المرأة خلال هذه الفترة لمرض السكري ومن قبل معاناتها من هذا المرض خلال فترة الحمل.
- معاناة المرأة من زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
- إجراء بعض الفحوصات المهبلية المتعددة أثناء المخاض.
- إصابة النساء في مرحلة ما بعد الولادة بالتهاب المهبل الجرثومي.
- الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيا.
- حدوث التمزق السابق لأوانه في السائل الأمنيوسي خلال فترة الحمل.
- إمتداد المخاض لفترات طويلة من الوقت.
- إصابة المرأة الحامل بمشكلة إحتباس السوائل داخل جسمها.
- إغفال جزئي للمشيمة في الرحم بعد إتمام عملية الولادة.
- نزيف ما بعد الولادة.
إقرأ أيضا: متلازمة الكآبة النفاسية .. أساليب وقائية لرعاية الأمهات الجدد
ما هي أهم أعراض الإصابة بعدوى النفاس؟
يمكنك التعرف على عدوى النفاس من خلال ظهور بعض الأعراض المتمثلة فيما يلي:
- ألم في منطقة أسفل البطن أو الحوض.
- ارتفاع درجة الحرارة فوق الـ 38 درجة.
- الشعور بالقشعريرة، وعدم الراحة.
- الصداع الشديد وفقدان الشهية، وعدم الرغبة مطلقا في تناول الطعام.
- إفرازات من المهبل لها رائحة كريهة مصحوبة بالقيح.
- حدوث التورم والاحمرار والألم والإفرازات في منطقة شق العجان.
- التبول المؤلم المصحوب بالدم.
ما مدى خطورة عدوى النفاس؟
يمكن أن تتطور عدوى النفاس بسرعة كبيرة فإذا لم يتم اكتشافها بشكل مبكر وعلاجها على الفور فسوف يتطور الأمر لوضع خطير يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية. فعلى المستوى البسيط، يتم ظهور عدوى النفاس في مناطق العجان والفرج والمهبل، مما يجعل هذا الأمر المرأة تشعر بالألم وعدم الراحة ومن ثم ينتج عن هذا طول فترة الشفاء بعد الولادة حيث يؤثر على الأنشطة والمهام اليومية التي تعتاد المرأة على القيام بها، لكن لحسن الحظ يعد هذا المستوى هو الأقل ضررا وخطورة، وبالتالي فإن عملية التدخل العلاجي تصبح أسهل وأكثر فعالية وذو جدوى علاجية.
تبدأ التهابات النفاس الأكثر حدة في الظهور بالأجزاء العليا من قناة الولادة حيث يمكن أن تخترق الجراثيم الأولى طبقة بطانة الرحم، وتنتشر مسببة حدوث التهاب الرحم والصفاق.
يجب العلم أن أعراض آلام هذه المرحلة من عدوى النفاس تعد أصعب وأكثر حدة عن المرحلة السابقة حيث علاجها يكون أكثر تعقيدا، وقد يصل الأمر إلى عدم الإستجابة مطلقا لأي طريقة علاجية، مما يترتب على ذلك لجوء الطبيب المعالج إلى التدخل الجراحي حيث القيام باستئصال الرحم لمنع زيادة إنتشار العدوى.
بعد التعرف على المرحلتين السابق ذكرهم فتأتي هذه المرحلة التي تعد هي الأكثر شراسة والأصعب والأعنف على المرأة حيث تقوم الجراثيم بالدخول من الجهاز التناسلي إلى مجرى الدم مسببة حدوث الإنتان، مما يؤثر هذا على جميع الأجهزة والأعضاء في الجسم، ومن ثم ينتهي الأمر إلى حدوث الوفاة.
كيف تتم الوقاية من عدوى النفاس؟
أي امرأة حامل معرضة لخطر الإصابة بعدوى النفاس بعد قيامها بولادة طفلها، ولكن لحسن الحظ يمكن الوقاية من هذه الحالة تماما من قبل الأطباء المختصين وهذا على الجانب الطبي أما على الجانب الخاص بالنساء فيجب عليهن أن يقمن ببعض الإجراءات التالية لمنع الإصابة بعدوى النفاس:
-
قبل الحمل
يجب على المرأة قبل خوض تجربة الحمل أن تقوم بإجراء فحوصات أمراض النساء، وكذلك الفحوصات البدنية الروتينية، وهذا لكي تتم علاج الحالات المرضية التي يتم إكتشافها قبل الحمل، وكذلك السيطرة على مرض السكري، وفقر الدم، وسوء التغذية.
-
أثناء الحمل
من الهام أن تلتزم المرأة الحامل بإجراء الفحوصات المنتظمة قبل الولادة للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية وارد حدوث الإصابة بها إلى جانب علاج حالات التهاب أمراض النساء في الوقت المناسب أثناء الحمل، والتمزق المبكر للسوائل الأمنيوسية، والمخاض الي يمتد لفترات زمنية طويلة.
-
بعد الولادة
يجب على المرأة أن تلتزم بالراحة، وأن تقوم بالسير على نظام غذائي صحي ومغذي، إلى جانب العمل على تنظيف المنطقة الحميمة، والحفاظ على غرز العجان، والشقوق في جدار البطن الجافة، وتجنب حدوث عدوى الشقوق.