عند التعرض لحدوث الإصابة بمرض النقرس، فمن الطبيعي أن ينتج على هذا الأمر الشعور بالآلام الشديدة والغير محتملة والتي عادة ما تحدث أثناء فترات الليل، ومن هنا يلجأ المريض إلى القيام بإستخدام بعض أنواع من الأدوية العلاجية والمسكنة التي يتم وصفها من قبل المختصين وهذا لخلق مشاعر الراحة وإستطاعة النوم بشكل أفضل وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات في وقت لاحق. ولكن يجب الآخذ في عين الأعتبار أن أمر استخدام المسكنات السابق ذكرها يحتاج أيضا إلى توخي الحذر قدر الإمكان لتجنب أي عواقب سلبية من الوارد حدوثها. لهذا الأمر قررنا أن نتحدث اليوم على أهم الاحتياطات التي يجب الالتزام بها والسير عليها عند القيام بتناول مسكنات الألم للتغلب على آلام مرض النقرس قدر الإمكان.
أسباب الشعور بآلام النقرس
عند الشعور بآلام النقرس، فيجب العلم أن هذا الأمر يحدث بسبب الألم الناجم عن تراكم بلورات حمض اليوريك. فالجدير بالذكر أن هذا الحمض يقوم الجسم بإنتاجه عندما يكسر البيورينات، وهي عبارة عن مادة موجودة في الجسم والطعام الذي يتم تناوله بشكل يومي.
لذا فيمكننا القول هنا أنه عندما يكون هناك الكثير من حمض اليوريك، فسوف تحدث حالة من تراكم البلورات في المفاصل والسوائل والأنسجة في الجسم حيث أن هذه البلورات الصغيرة تشبه حبيبات الرمل في المفاصل، مما يمنع هذا الأمر من الشعور بأنماط الحركة السلسلة ومن ثم التسبب في حدوث الألم والالتهابات.
الخلاصة أنه غالبا ما يشعر المرضى بالشعور بألم مفاجئ وشديد يصاحبة الأحمرار والتورم في مفاصل الكاحل وإصبع القدم الكبير والأصابع والركبتين والكتفين .
تناول المسكنات للتغلب على آلام النقرس
أولا: العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية
عند الحديث عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لتخفيف الألم، فيجب العلم أنها تتمثل في الأسبرين، والايبوبروفين، والنابروكسين حيث تعد هذه النوعية من الأدوية آمنة جدا للمرضى الذين تقل أعمارهم عن الـ 60 عاما ولكن يجب ألا يشكون من أي أمراض كلوية أو أزمات قلبية أو مشاكل في الأوعية الدموية أو الجهاز الهضمي.
الجدير بالذكر أيضا أنه عند المعاناة من الآلام الشديدة مع هذه الحالة المرضية، فيمكن أن يتم تناول عقار الاسيتامينوفين أيضا، ولكن يجب عدم تجاوز الجرعة المشار إليها. بالإضافة إلى ضرورة البعد عن تناول استخدام أدوية الموبيك، والإندوميتاسين، والميلوكسيكام. لأن جميع هذه العناصر الدوائية يمكن أن تسبب قرحة المعدة أو الفشل الكلوي أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
ثانيا: دواء الكولشيسين
عند الحديث هنا عن الحالات التي يكون فيها استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية غير مُجدي ولا يحمل وراءه أي منافع علاجية تسكينية، فيمكننا أن نقوم باللجوء إلى تناول دواء الكولشيسين لتخفيف آلام النقرس.
يجب العلم أن هذا الدواء هو الأكثر فاعلية في التعامل مع مرض النقرس وخاصة بعد تناوله في غضون الـ 12 ساعة التالية. ولكن يجب ملاحظة أن هذا النوع يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية السلبية والتي قد تتمثل في حدوث الإصابة بالتسمم عند تناول الجرعات العالية منه، أو الشكوى من آلام في البطن، والغثيان، والإسهال.
إلى جانب هذا، فمن الضروري أن يتم توخي الحذر عند تناوله من جانب المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكبد والكلى أو تناول أنواع أخرى من الأدوية التي من المحتمل أن تسبب تفاعلات خطيرة.
إقرأ أيضا: نوبات النقرس وأهم أسباب حدوثها
ثالثا: أدوية الكورتيكوستيرويد
عند ذكر أدوية الكورتيكوستيرويد، فمن الهام معرفة أن أكثر الأدوية الشائعة فيها هو دواء البريدنيزون والذي يساعد على تقليل التورم، ويخفف من الالتهابات بصورة سريعة. ولكن على الجانب السلبي، فيقوم هذا الدواء بالعمل على منع إفراز حمض اليوريك في الكلى، مما يتسبب هذا في جعل حالات النقرس أكثر حدة.
في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي هذا الدواء عند استخدامه على المدى الطويل إلى العديد من المضاعفات الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وإعتام عدسة العين والإصابة بمرض السكري. لذلك، يفضل أن يتم تناول دواء البريدنيزون فقط عندما تكون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والكولشيسين غير فعال. بالإضافة إلى ضرورة تناوله على النحو الذي يحدده الطبيب المعالج.
بوجه عام يمكن استخدام هذا الدواء عن طريق الفم أو الحقن حيث يجب على المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة عدم تناول هذا الدواء. إلى جانب أهمية النظر في استخدامه مع مرضى السكري أو بعض أنواع العدوى أو الجراحات الحديثة.
الاحتياطات عند تناول الأدوية المسكنة للتعامل مع النقرس
عند الرغبة في ضمان الإدارة الفعالة لأدوية النقرس، فمن الضروري أن يتم الالتزام بما يلي:
– تجنب تناول هذه النوعية من الأدوية بشكل ذاتي غير خاضعين للإشراف الطبي.
– البعد عن زيادة أو نقصان أو التوقف عن تناول الدواء دون رأي الطبيب المعالج.
– يفضل أن يتم تناول هذه النوعية من الأدوية بعد الوجبات لتجنب التأثير السلبي على المعدة.
– يوصى بتناول الدواء في الوقت المحدد له، فإذا تم تفويت جرعة، فمن الضروري أن يتم تناولها في أقرب وقت ممكن. ولكن، إذا كان الوقت قريبا من تناول الجرعة التالية، فيجب تخطي هذه الجرعة وتناول الجرعة التالية حيث ينبغي تماما البعد عن تناول ضعف الجرعة لتعويض الجرعة الفائتة، لأنها قد تؤدي إلى المعاناة من تناول جرعة زائدة.
– في حالة المعاناة من أعراض حادة بعد تناول الدواء، فيجب على الفور أن يتم إخطار الطبيب المتابع للحالة الصحية.
أنماط الحياة الصحية للتغلب على آلام النقرس
يحتاج الأشخاص المصابون بالنقرس إلى الجمع بين سُبل العلاج الموصوفة طبيا وبين أنماط الحياة الصحية حيث يجب أن يتم هذا من خلال اتباع نظام غذائي سليم، والحفاظ على الوزن الصحي والنشاط البدني. إلى جانب العمل على دمج بعض التدابير غير الدوائية لتخفيف الألم الناجم عن النقرس والتي تتمثل فيما يلي:
– القيام بوضع الثلج على المفاصل المؤلمة لمدة 20-30 دقيقة للمساعمة في تقليل آلام النقرس.
– استخدم الأجهزة المساعدة مثل العصي أو المشايات لتدعيم روتين المشي بكل سهولة عند الشعور بالألم.
– عند الاستلقاء، يجب القيام بوضع القدمين أعلى من الصدر حيث يتم هذا عن طريق وضع وسادة تحت الساقين حتى يتم تداول الدم، ويخفف هذا من أمر الشعور بالألم.
– شرب المزيد من الماء يوميا لتدعيم عملية القضاء على حمض اليوريك من الجسم.