في أغلب الأنظمة العلاجية المعنية بالتعامل مع مشاكل القلب والأوعية الدموية يلجأ الطبيب إلى القيام بوصف جرعة منخفضة من الأسبرين للأشخاص المصابين بهذه الأمراض التي قد ينتج عنها الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة، وهذا لتقديم الدعم والمساعدة نحو منع تجلط الدم. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار بعد النصائح الهامة عند إستخدام هذا النوع من الدواء. بشكل أكثر توضيحا سنقوم اليوم بالتعرف على أهم الاعتبارات التي يجب الإلتزام بها عند القيام بتناول دواء الاسبرين لحماية القلب والاوعية الدموية.
ما هو دواء الاسبرين؟
يعد الأسبرين من أشهر أنواع الأدوية المشتقة من حمض الساليسيليك، فالجدير بالذكر أنه يعتبر دواء له تأثيرات مسكنة ومضادة للالتهابات. بالإضافة إلى قدرته الفعالة في العمل على تثبيط تراكم الصفائح الدموية في الدم. لذا فيتم وصف هذا النوع من الدواء تحت إشراف طبيب القلب لمنع حدوث تجلط الدم، والحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
من الهام جدا معرفة أن جلطات الدم تُعد هي السبب الرئيسي لحدوث الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية حيث تتشكل جلطات الدم عند تمزق البلاك أو ما يعرف بالكوليسترول والمواد الأخرى المودعة على جدران الشرايين، فعندما يحدث ضيق في هذه الشرايين بسبب تراكم اللويحات، فمن الممكن أن ينتج عن هذا الأمر حدوث الجلطات الدموية ومنع تدفق الدم إلى الدماغ أو القلب.
ما هي أهم الإعتبارات التي يجب الإلتزام بها عند تناول الأسبرين مع أمراض القلب؟
من الواجب علينا معرفة أن أمر إستخدام الأسبرين بشكل مطلق من الأمور الغير آمنة تماما. لذلك، عند اللجوء إلى استخدام هذا الدواء، يجب ملاحظة ما يلي:
أولا: الخضوع للفحص الطبي وتقييم الوضع الصحي
تعتمد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو السكتة الدماغية على العديد من العوامل المعروفة وغير المعروفة. فالجدير بالذكر أنه إذا لم يتم تشخيص خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل دقيق، فقد لا يكون استخدام الأسبرين للوقاية من أمراض القلب إختيارا مناسبا.
في الوقت الحالي، يلجأ الطبيب نحو توجيه المريض إلى ضرورة إجراء الأشعة المقطعية لقياس درجة تكلس الشريان التاجي وهذا للعمل على تشخيص مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتحديد ما إذا كان يجب على المرضى تناول دواء الأسبرين أم لا.
على وجه التحديد يجب أن يخضع الأفراد ممن لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة في المرحلة العمرية الـ 30، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 40 عاما، والنساء بعد انقطاع الطمث فوق سن الـ 50 عاما لهذا الفحص الطبي الدقيق للقلب بالأشعة المقطعية حيث يمكن للأطباء أن يقرروا ما إذا كانوا سيصفون الأسبرين بناء على تكلس الشريان التاجي للمريض أم لا.
ثانيا: تجنب إستخدام الأسبرين بصورة خاطئة
تعد آلية اللجوء إلى إستخدام الأسبرين من الامور الهامة جدا على الوضعية الصحية للمريض حتى وإن كان هذا الامر يتمثل في تناول جرعة منخفضة من كل يوم. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يزيد من خطر النزيف الي يصيب الجهاز الهضمي المتمثل في المريء والمعدة والأمعاء والشرج.
تشمل أعراض هذا النزيف المؤلم المعاناة من التقيؤ الدموي ذات اللون الاحمر الفاتح، والداكن، والبراز الأسود، لذا ففي حالة حدوث هذه الأعراض يجب على الفور طلب العناية الطبية. إلى جانب هذا ومع بعض الحالات النادرة ، فمن الممكن أن يسبب أمر تناول جرعة منخفضة من الأسبرين أيضا ردود فعل تحسسية خطيرة مثل حدوث الإصابة بالحساسية المفرطة.
بوجه عام يمكننا القول بأن المرضى الذين لديهم تاريخ من قرحة المعدة، وارتفاع ضغط الدم، وعسر الهضم، والحيض المفرط ، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة، ومشاكل تخثر الدم، ومشاكل الكبد والكلى، ومرضى الربو، فيجب أن يكونوا حذرين للغاية عند استخدام دواء الأسبرين.
من الهام أيضا معرفة أن الأسبرين يتفاعل أيضا مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، والأدوية المسيلة للدم مثل الوارفارين. لذلك، لا ينبغي على الإطلاق تناول الأسبرين بشكل ذاتي دون القيام بإجراء تقييم دقيق لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية.
إقرأ أيضا: البانادول والأسبرين .. احتياطات هامة يجب معرفتها
ثالثا: تجنب الإعتماد فقط على دواء الأسبرين
للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية يجب العمل وبشكل رئيسي نحو الحفاظ على نمط حياة صحي فكلما قمنا بإتباع أنماط سليمة كلما عاد هذا الامر بشكل إيجابي على الصحة البدنية. لذا فيمكننا أن نقوم بذكر بعض التدابير الصحية الآمنة المعنية بتنفيذ هذا الامر حيث تتمثل فيما يلي:
-
تجنب التدخين
من أهم الخطوات النافعة والرائعة للصحة هو قيامنا بالبعد تماما عن إستخدام أو تعاطي أو حتى التعرض للتبغ والدخان الناتج عنه حيث أن هذا يساهم بشكل رئيسي في الإصابة بأمراض القلب والعديد من الأمراض الأخرى التي تصيب جميع أنحاء الجسم.
-
ممارسة التمارين الرياضية
يعد أمر ممارسة التمارين الرياضة والأنشطة البدنية من أهم وأكثر الطرق فاعلية نستطيع عند المواظبة عليهم أن نقي أنفسنا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك العديد من الأمراض الأخرى.
-
اتباع نظام غذائي صحي
من أفضل الأنظمة الغذائية التي نستطيع عن القيام بإتباعها الوقاية أمراض القلب هو العمل على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك والدواجن والزيوت النباتية إلى ضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة والكربوهيدرات المكررة والأطعمة والمشروبات مع السكر المضاف والصوديوم والأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة.
-
الحفاظ على وزن صحي
تساهم زيادة الوزن والسمنة في حدوث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الصحية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المرضى إلى الخضوع لبعض الفحوصات الدورية الطبية لمراقبة عمل الأجهزة البدنية في ظل المعاناة من هذه المشكلة الصحية.