في كثير من الأوقات، يمكن أن تتسبب بعض الأدوية المتناولة للتعامل مع الحالات المرضية في حدوث بعض من الآثار الجانبية والتي من الوارد أن تتمثل في المعاناة من وذمات الساق. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أهم أنواع الأدوية المسببة لظهور وذمات الساق هذه وكيف نستطيع التعامل معها بشكل سليم وصحي؟
ما هي أسباب ظهور وذمات الساق؟
ما هي أسباب ظهور وذمات الساق؟
يرجع سبب ظهور وذمة الساق (الوذمة المحيطية) إلى حدوث أزمة تراكم السوائل في أنسجة الجسم والتي قد تبدو واضحة وظاهرة في القدمين والكاحلين لأن الجاذبية تقوم بسحب السوائل إلى أسفل الساق.
بسبب الجاذبية هذه، قد يعاني الشخص من مزيد من التورم بعد الجلوس أو الوقوف، ولكنه من الوارد أن تنخفض هذه الحالة المزعجة إذا تم رفع الساق. إلى جانب هذا، فعادة ما تحدث وذمة القدم الناجمة عن المسكنات على جانبي الساق ويمكن أن تبدأ بعد بدء تناول دواء جديد.
ما هى أهم أنواع الأدوية المسببة لوذمات الساق وطرق التعامل معها؟
1) دواء الـ (أملوديبين)
دواء الـ (أملوديبين)
يعد دواء الأملوديبين هذا هو عبارة عن مانع لقنوات الكالسيوم حيث يتم وصفه دائما للتغلب على أزمة ارتفاع ضغط الدم وآلام الصدر، ومن أهم آثاره الجانبية الأكثر شيوعا يمكننا أن نقوم بذكر أزمة تورم الساقين والتي من الوارد أن تزداد مع زيادة الجرعات يوميا مقارنة بالجرعات المنخفضة.
في هذه الأوقات، ينصح بأهمية التحدث إلى الطبيب المتابع للحالة المرضية للحصول على علاج ذاتي مناسب مثل رفع الساقين عند الاستلقاء أو ارتداء الجوارب الضاغطة أو الإنتقال إلى أدوية علاجية أخرى.
2) دواء الـ (جابابنتين)
دواء الـ (جابابنتين)
فيما يخص دواء الجابابنتين، فيجب العلم أنه عبارة عن نوعية دوائية تستخدم لعلاج النوبات ومتلازمة تململ الساقين والألم العصبي الناجم عن القوباء المنطقية، بالرغم من ذلك فمن الوارد مع بعض الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء أن يتعرضن لظهور الوذمات في الأطراف خاصة عند كبار السن، أو من يقمون بتناول جرعات عالية منه.
من الضروري في هذه الآونة أن يتم إخطار الطبيب عند وجود وذمات في الساقين ناتجة عن تناول هذا الدواء وهذا للعمل على تخفيض الجرعة أو التحول إلى دواء آخر.
3) دواء الـ (بريجابالين)
دواء الـ (بريجابالين)
يستخدم دواء بريجابالين (ليريكا) في علاج آلام الأعصاب والألم العضلي الليفي والنوبات، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن الاستخدام طويل الأمد لهذا الدواء وخاصة عند علاج الألم العصبي السكري فقد يرتبط هذا الأمر بزيادة مخاطر الإصابة بفشل ومشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى، والتي يمكن أن تسبب الوذمة المحيطية.
بوجه عام، يتم تعزيز الأعراض المرضية هذه بشكل أكبر عندما يتم الجمع بين أدوية البريجابالين مع الجليتازون، وهو دواء رئيسي للتعامل مع مرض السكري.
في هذه الآونة، ينصح بضرورة ضبط الجرعة العلاجية أو الإنتقال إلى دواء آخر آمن التناول ولكن يجب أن يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي.
4) بعض أدوية مرض السكري من النوع 2
بعض أدوية مرض السكري من النوع 2
يمكن أن تتسبب بعض أنواع الأدوية المعنية بعلاج مرض السكري من النوع 2 مثل الـ (بيوغليتازون وروسيغليتازون) في حدوث المعاناة من وذمات الساق حيث تعد هذه هي أحد الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية العلاجية.
من هنا وعند الشكوى من هذه الأزمة، فيجب على المريض إخبار الطبيب للجوء إلى آلية التبديل إلى دواء آخر لمرض السكري.
5) مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
يمكن أن تساعد الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) في علاج الكثير من مشاعر الألم والالتهابات حيث من الوارد أن تتوفر بعض هذه الأدوية بدون وصفة طبية، بينما يتطلب البعض الآخر وصفة طبية، ومن أمثلة هذه الأدوية يمكننا أن نقوم بذكر (الإيبوبروفين- نابروكسين- ميلوكسيكام ).
غالبا ما تسبب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في حدوث احتباس الماء، مما قد يؤدي هذا الأمر إلى تورم في الساقين والكاحلين، وخاصة مع كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.
عادة، سيختفي هذا التورم عند التوقف عن تناول هذه المنتجات الدوائية لكن بشكل عام يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هذه أن تزيد من قصور القلب، وهو أيضا أحد أهم الأسباب المؤدية لتورم الساقين والكاحلين.
لذا، فمن الهام معرفة، أنه مع حالات قصور القلب، يتم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية فقط عند وصفها من قبل الطبيب وفي حالة ظهور أي أعراض جانبية غير مطمئنة، فينبغي عرض الأمر فورا على المختصين.
6) حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل
يمكن أن تسبب حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين في حدوث حالة من احتباس السوائل داخل الجسم حيث يتم ترجمة هذا الأمر على شكل تورم في الساقين أو الكاحلين. إلى جانب هذا، فيجب أيضا ملاحظة أن هذا الهرمون يمكن أن يزيد من مخاطر تكون الجلطات الدموية في الساقين مع زيادة الشعور بالكثير من مشاعر الألم والاحمرار، ومن ثم فيجب أن يتم عرض الوضع المرضي هذا على الأطباء وبشكل فوري لمعرفة السبب وعلاجه بشكل صحيح أو الإنتقال لنوعية علاجية أخرى آمنة.
7) حبوب الستيرويد المتناولة عن طريق الفم
حبوب الستيرويد المتناولة عن طريق الفم
فيما يتعلق بأهداف عمل أدوية الستيرويد عن طريق الفم، فهي تستخدم مع عدد من الحالات المرضية مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وردود الفعل التحسسية الشديدة، واضطرابات المناعة الذاتية…إلخ، فالجدير بالذكر أن هذه الأدوية تتمثل في بريدنيزون وديكساميثازون.
في حين أن هذه الأدوية يمكن أن تساعد في تقليل التورم الناجم عن الالتهابات إلا أنها يمكن أن تتسبب أيضا في ظهور أزمة التورم في الساقين، واليدين، والوجه حيث يعد هذا الأمر خطير بشكل خاص مع الأشخاص المصابين بأمراض الكلى أو قصور القلب.
من هنا، ينصح بأهمية تناول هذه الحبوب لفترة زمنية قصيرة لدعم عملية إختفاء هذا العرض المزعج أما إذا تتطلب الأمر آلية الإستمرار لفترات زمنية طويلة، فيجب مراعاة تجنب تناول الأطعمة المالحة والحد من كمية الصوديوم (الملح)، وفي نفس الوقت ينصح بأهمية إبلاغ الطبيب بالوضع الصحي لتلقي العلاج المناسب.