تلجأ النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث إلى إتباع العديد من الطرق والسُبل الصحية للمساعدة في تحقيق التوازن بين الهرمونات الطبيعية للتغلب على هذه الفترة المليئة بالكثير من العوارض المزعجة، ومن أهم هذه الأنماط يمكننا أن نذكر الآلية الصحية المتمثلة في تناول الأطعمة الغنية بالـ (فيتويستروغنز)، فالجدير الذكر أن هذه المركبات مشتقة من النباتات وتشبه هيكليا الهرمونات الجنسية الأنثوية، وفيما يلي سنقوم بالتعرف على فوائد هذه المركبات وأهم أنواع الأطعمة التي تحتوي عليها.
انقطاع الطمث
تعد فترة انقطاع الطمث هي عبارة عن الفترة التي تنتقل فيها المرأة من مرحلة الدورة الشهرية الأخيرة إلى نهاية الخصوبة، ومن ثم قد يترتب على هذا الأمر حدوث حالة من التغيرات الغير متوقعة في مستويات الهرمونات الجنسية، والتي تتمثل في الاستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون.
أعراض انقطاع الطمث
بوجه عام يختلف معدل تنظيم الهرمونات التناسلية أثناء انقطاع الطمث من امرأة إلى أخرى، لذا فإن أعراض انقطاع الطمث ليست هي متشابهة بصورة تامة مع جميع النساء ولا يمكن التنبؤ بها أيضا. لكن المظهر الأكثر وضوحا هنا هو ظهور المشاعر السلبية، والمعاناة من التعب، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وزيادة الوزن، والتعرض للهبات الساخنة.. إلخ. بالإضافة إلى زيادة مخاطر التعرض لاضطرابات التمثيل الغذائي واضطرابات القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
فوائد أطعمة الفيتويستروغنز للنساء بعد مرحلة انقطاع الطمث
عند الحديث عن الـ (فيتويستروغنز) أو كما يعرف أيضا بهرمون الاستروجين النباتي، فيجب العلم أنه عبارة عن مواد تتواجد في الأطعمة النباتية التي لها بنية كيميائية مشابهة لهرمون الإستروجين في جسم المرأة وله خصائص مشابهه له تماما.
في الأوضاع الطبيعية، يتواجد فيتويستروغنز في النباتات كمركب دفاعي طبيعي ومن ثم تفرز النباتات هذه الهرمونات لتنظيم عملية الخصوبة حيث أنه يعتبر تقليد لهرمون الاستروجين ويؤثر على جسم المرأة عن طريق الالتصاق بمستقبلات هرمون الاستروجين.
نظرا لأن هرمون الاستروجين هو أحد الهرمونات التي تنخفض أثناء انقطاع الطمث، فإن الأطعمة النباتية التي تحتوي على فيتويستروغنز تعتبر من أهم الأطعمة التي لها تأثير يساعد على تجديد بعض مستويات هذا الهرمون المفقودة.
فيما يتعلق بالأبحات التي أجريت على الأنظمة الغذائية الغنية بالإستروجين النباتي في البشر. فقد تم إثبات أن الأطعمة المحتواه على الفيتويستروغنز قد تدعم صحة الجهاز التناسلي وصحة القلب والجهاز المناعي. إلى جانب دورها الفعال والذي لا يمكن التغافل عنه في التقليل بشكل كبير من الهبات الساخنة واضطرابات النوم والعجز الجنسي وأعراض الاكتئاب المزعجة والمقلقة.
إقرأ أيضا: 13 سبب محتمل يؤدي إلى حدوث المعاناة من انقطاع الطمث
الأطعمة الغنية بالفيتويستروغنز والجيدة للنساء بعد انقطاع الطمث
تم العثور على مركبات الفيتويستروغنز في الأطعمة التي تأتي تحت مجموعتين رئيسيتين آلا وهما الايسوفلافون والليغنان، فالجدير بالذكر أن النوع الأكثر إحتواءا على مركب الاستروجين النباتي هو الايسوفلافون، المعروف باسم الايسوفلافون الصويا لأنه موجود في الغالب في فول الصويا.
على سبيل التوضيح، فقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يتناولون الكثير من أطعمة الصويا، أن تناول هذه النوعية من الأطعمة يمكن أن يساعد في تقليل أعراض انقطاع الطمث والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.
من هنا يمكننا القول، بأن فول الصويا هو مصدر للبروتين النباتي الذي يحتوي على فيتويستروغنز المسمى بالايسوفلافون ، والتي له بنية تشبه الإستروجين، ومن ثم يمكن أن يساعد في تقليل الهبات الساخنة والتعرق الليلي الذي تعاني منه العديد من النساء أثناء انقطاع الطمث.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل يمتد إلى أن الايسوفلافون المتواجد في فول الصويا يساعد أيضا على منع المعاناة من فقدان العظام وزيادة كثافة المعادن في العظام لأن النساء بعد انقطاع الطمث يصبحن أكثر عرضة لفقدان كتلة العظام بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين داخل أجسامهن.
على سبيل التوضيح، يحتوي كل كوب من حليب الصويا على حوالي 20 ملغ من الايسوفلافون، مما يساعد هذا على منع تكوين البلاك على جدران الشرايين، والوقاية من مخاطر تصلبها، والمساعدة في منع الإصابة بهشاشة العظام، وتقليل أعراض الهبات الساخنة بعد انقطاع الطمث لدى النساء.
ومع ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن الفوائد الصحية لأطعمة الصويا قد تأتي بثمارها الرائعة عن طريق مزجها مع بعض العناصر الغذائية الأخرى الموجودة التي تحتوي على مركبات الفيتويستروغنز.
لذا، فمن الواجب علينا معرفة أنه بالإضافة إلى فول الصويا محور حديثنا السابق إلا أن بعض الأطعمة النباتية الأخرى تحتوي أيضا على فيتويستروغنز، فالجدير بالذكر أن هذه الأطعمة من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
- الفواكه مثل التفاح، والتوت، والعنب، والخوخ، والكمثرى، والخوخ.
- الخضروات مثل القرنبيط ، وبراعم بروكسل، واللفت، والبصل، والسبانخ، والفاصوليا.
- الحبوب مثل الشعير، والشوفان، وجنين القمح.
- السوائل من أصل نباتي مثل القهوة، وزيت الزيتون، والشاي.
- المكسرات مثل اللوز، وبذور الكتان، والفول السوداني، وبذور السمسم وبذور عباد الشمس.