يعد التبرع بالدم من أهم الاعمال الإنسانية رفيعة المستوى التي تساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح حيث تعتبر أحد الطرق الأكثر فعالية لمساعدة الآخرين، سواء في حالات الطوارئ أو في الأغراض الطبية المختلفة. فمن الهام معرفة أن أهمية التبرع بالدم لا تقتصر فقط على الفرد المتلقي، بل تؤثر أيضًا على المجتمع بأسره والمنظومة الصحية في المجتمع. لذلك سنتعرف اليوم على أهم فوائد التبرع بالدم وما هي أهم الإجراءات التي يجب الإلتزام بفعلها بعد هذا الإجراء حتي يمر هذا الأمر بسلام؟
التبرع بالدم
إن التبرع بالدم هو عملية تهدف إلى تقديم الدم من فرد واحد لإفادة شخص أو مجموعة من الأشخاص هم بحاجة إلى تلقي نقل الدم. فتعتبر الحاجة إلى التبرع بالدم مستمرة ولا تتوقف، وهذا بسبب معاناة الكثير من بعض الأمراض المزمنة مثل فقر الدم، وأمراض القلب، والكلى، والسرطان، والحوادث الناجمة عن الحروب أو الكوارث الطبيعية. فالجدير بالذكر أن هناك أيضا بحوث طبية قد أثبتت أن علاج العديد من الأمراض لا يتم النجاح في تنفيذها إلا من خلال توفر كمية الدم المناسبة لتحقيق هذا الأمر.
ما هي فوائد التبرع بالدم؟
أولا: يعد التبرع بالدم عملا إنسانيا نبيلا يعكس روح المساعدة والعطاء للآخرين. فعند الذهاب إلى بنك الدم والتبرع، فإننا نساهم في إنقاذ حياة شخص ما، ربما حدثت لديه حادثة تستدعي نقل الدم أو معاناته من بعض الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى الدم للبقاء على قيد الحياة. فيجب علينا العلم أن أثر هذه الأفعال البسيطة يمكن أن يغير تماما مسار حياة الأشخاص الذين يعانون من بعض الأزمات الصحية.
ثانيا: التبرع بالدم يعزز الصحة العامة للمتبرع، فعند القيام بهذه العملية بشكل منتظم تحدث إزالة الحديد المتواجد في الدم بكمية كبيرة والذي يمثل حملا زائدا على الجسم. ولأن الحديد الزائد هو واحد من العناصر الضارة في الجسم، فإنه قد يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل القلب، والسكري، والكبد. فبالتالي، يمكن أن يكون التبرع بالدم فعالا في الوقاية من هذه الأمراض أو تقليل خطر حدوثه بنسبة كبيرة.
ثالثا: تساهم عملية التبرع بالدم في تحسين نوعية حياة المتبرع حيث العمل على زيادة إنتاج الدم الجديد في الجسم، مما قد يساهم هذا في زيادة قدرة الأشخاص على القيام بالأنشطة اليومية بكفاءة أعلى.
رابعا: أثبتت العديد من الدراسات إلى أن التبرع بالدم يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل سرطان الكبد، وسرطان الرئة، وأمراض الشرايين.
خامسا: التبرع بالدم يمكن أن يكون فرصة جيدة جدا لاكتشاف أي مشاكل صحية محتملة لدى المتبرع. فعند الذهاب لإجراء هذا، يقوم الأطباء بإجراء فحوصات شاملة تقوم بمساعدتهم في تشخيص أي مشاكل صحية محتمل حدوثها ومن ثم يمكن الوقاية منها أو علاجها في مراحلها الأولى.
إقرأ أيضا: إحذري عزيزتي.. أضرار تجاهل نقص الحديد بالجسم
ما هي الفئات العمرية الصالحة للتبرع بالدم؟
توجد العديد من الفئات التي تصلح للتبرع بالدم وتشمل مايلي:
-
الأشخاص الأصحاء
يجب أن يكون المتبرعون بالدم أشخاصا بصحة جيدة ولا يعانون من أي أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب أو فقر الدم. كما يلزم أن يكون لديهم ضغط دم طبيعي ومعدل نبضات قلب سليمة.
-
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و65 عاما
في معظم البلدان، يتطلب التبرع بالدم أن يكون المتبرع في هذه الفئة العمرية حيث يتميز بالقوة والصحة الجيدة والتوافق مع المتطلبات البدنية الأخرى.
-
الأفراد الذين لم يخضعوا لعمليات جراحية مؤخرا
قبل التبرع بالدم، يجب أن يمر الفرد بفترة من الراحة وبالاخص بعد إجراء عملية جراحية حيث يلزم هنا الحصول على فترة من الراحة البدنية وهذا طبقا لطبيعة هذا الغجراء الطبي.
-
الأشخاص غير المصابين بأمراض معدية
تتطلب عملية التبرع بالدم الفحص الجيد للتأكد من عدم وجود أي مرض معد في الدم حيث ينصح هنا بضرورة إجراء إختبارات دم دقيقة للكشف عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وفيروس الالتهاب الكبدي.
-
الأشخاص غير المصابين بأي أمراض أخرى
يجب أن تتمتع المتبرعين بالدم بصحة جيدة وأن يكونوا غير مصابين بأي أمراض أخرى مثل الإلتهاب الرئوي، أو الأنيميا، أو الالتهاب الكبدي.
ما هي أهم الإجراءات التي يجب القيام بفعلها بعد التبرع بالدم؟
بعد التبرع بالدم، هناك بعض الإجراءات التي يجب اتباعها للحفاظ على صحتك وضمان سلامة الآخرين حيث تتمثل فيما يلي:
- بعد التبرع بالدم يجب أن يتم تناول وجبة خفيفة تحتوي على بعض الأطعمة والمشروبات المغذية. بالإضافة إلى التأكد من أخذ قسط كاف من الراحة والاسترخاء وتجنب إجهاد الجسم بأي نشاط مرهق بعد التبرع لفترة من الوقت.
- من الهام جدا البقاء في حالة جلوس وإستقرار بعد التبرع حيث من الوارد الشعور بالدوار أو الدوخة لبعض الوقت، فالجدير بالذكر أنه في حالة عدم القدرة إطلاقا فمن الممكن أن نقوم بالاستلقاء ورفع القدمين، وذلك لتحسين الدورة الدموية وتقليل أعراض الدوار.
- خلال الأيام القليلة التالية للتبرع، يجب علينا التأكد من شرب الكمية المناسبة من السوائل والماء حيث يساعد هذا على تعويض النقص الناتج عن فقدان حجم الدم المتبرع به. إلى جانب هذا فقد يقوم الطبيب أيضا بتقديم النصيحة لك بضرورة تجنب بعض المشروبات مثل القهوة والشاي، نظرا لأنها قد تزيد من فقدان الماء في الجسم.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة التمارين الرياضية المكثفة في الساعات القليلة التي تلي التبرع، حيث يحتاج الجسم في ذلك الوقت إلى التعافي واستعادة الطاقة.
- الحفاظ على الضمادة التي تم وضعها في موقع التبرع لفترة من الوقت حيث يساعد هذا على تجنب النزف المحتمل.
- يجب العمل على تجنب التدخين والتدخين السلبي بعد التبرع لمدة تصل إلى ساعتين حيث من الوارد أن يزيد من النزيف.
- يمكن أن يكون للتبرع بالدم أثر على مستوى الحديد في الجسم، لذا يوصى بضرورة تناول طعام غني بالحديد مثل اللحوم الحمراء والكبدة والسبانخ والفاصوليا والحبوب الكاملة.
- بعض الأشخاص قد يعانون من تعب أو ضعف عام بعد التبرع، وهذا قد يستمر لبضعة أيام. أما في حالة الشعور بأعراض غير طبيعية مثل ألم شديد في الموقع، أو التورم أو الاحمرار المستمر، أو الدوار أو الصداع الشديد، فيجب العمل على استشارة الطبيب فورا.
في النهاية، يعتبر التبرع بالدم فعلا إنسانيا نبيلا، حيث يمكن أن ينقذ حياة الكثير من الأشخاص.لذا، يجب علينا جميعا أن نتبرع بالدم بانتظام ونعمل معا للحفاظ على مخزون الدم وسلامته.