يعد التشنج العضلي هو أحد المضاعفات الشائعة لحدوث الإصابة بالسكتة الدماغية. فعادة ما تظهر الأعراض التشنجية هذه بعد عدة أشهر أو حتى سنة من السكتة الدماغية وغالبا ما تبدأ الحالة في التفاقم خلال مرحلة النقاهة من المرض. فالجدير بالذكر أن التشنج يعد مشكلة صحية محبطة للمرضى الناجين من السكتة الدماغية، ولكن في العموم يحب عدم القلق لأن هناك بالفعل حلول وطرق للتخفيف من الانزعاج الذي يسببه هذا التشنج العضلي. لذلك قررنا اليوم الحديث عن كيفية التعامل مع هذه المشكلة المرضية بمزيد من التفصيل.
ما هو التشنج العضلي؟
يعد التشنج حالة مرضية تصبح فيها العضلات مشدودة أو تفتقر إلى المرونة. وفي كثير من الأحيان تحدث الإصابة بهذه الحالة بعد التعرض للسكتة الدماغية حيث تصبح ذراعي المريض أو ساقيه أو حتى وجهه في حالة ضعف او شلل تام.
ينتج عن هذا الأمر عدم قدرة الشخص الناجي من السكتة الدماغية على تمديد عضلاته عندما يرغب حيث تبدأ هذه العضلات في التصلب وتبقى ثابتة في وضع معين مما يجعل من المستحيل على المريض تمديدها وتحريكها وقت ما يشاء.
في بعض الأحيان، ومع حدوث الشعور بالتشنج العضلي الخفيف، فسوف يستطيع المريض أن يقوم بتحريك عضلاته، ولكن لا يكون هذا الأمر بشكل سلس حيث تقوم العضلات التالفة آنذاك الوقت بالإرتعاش. إلى جانب ذلك فمن الوارد أن يتعرض بعض المرضى لإنقباض العضلات أيضا، والشعور ببعض مشاعر الألم وعدم الراحة.
ماذا يشعر المريض عند حدوث التشنجات العضلية؟
في الغالب، يقوم التشنج بخلق شعورا يتميز بالتصلب الشديد أو الضعف. فعندما نرغب في العمل على تحريك أطرافنا، سوف نشعر أن الأطراف تتحرك ببطء شديد أو تحاول الخروج من الحبل المشدود المربوط حول العضلات.
في بعض الأحيان ومع متعافي السكتات الدماغية، سوف يحدث للعضلات الإيذاء مستقبليا وفي كل الأوضاع سواء كانت عند الاسترخاء أو الحركة. فعلى سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من تشنج الذراع، فمن الوارد أن نشعر بالألم في هذه المنطقة أو حتى في المناطق المحيطة، مثل الرقبة أو الظهر. أما على الجانب الآخر فمن الوارد ألا تحدث أي مشاعر إزعاج أو ألم أو تشنج على الفور، ولكن قد تصبح العضلات القريبة مؤلمة بعد مرور عدة أشهر.
إقرأ أيضا: التغيرات الجسدية والعقلية التي تحدث بعد الإصابة بالسكتة الدماغية
ما الذي يمكن القيام بفعله لتجنب التعرض لهذه الحالة المرضية؟
- العمل على تكثيف الإهتمام العضلي بمناطق العضلات الضعيفة حيث يساعد هذا في منع حدوث التشنج العضلي.
- اللجوء إلى العلاج الطبيعي من خلال الأطباء المختصين وذوات الخبرة.
- العمل على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة قدر الإمكان حيث تحريك وتنشيط العضلات .
- الإستعانة بالأطباء المختصين المعنيين بعلاج مثل هذه الحالات.
- سوف يقوم الطبيب بوصف بعض مرخيات العضلات لتحسين الحالة وهذا بجوار العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية، ولكن في حالة عدم إمكانية تحمل البعض لهذه المرخيات يجب على الطبيب آنذاك الوقت تقديم النصيحة طبقا لطبيعة الحالة الصحية.
- المرضى الذين يستخدمون حقن مرخيات العضلات القوية أو توكسين البوتولينوم يجب عليهم ان يعلمو أن هذه الطريقة قد تعمل مع بعض الأشخاص وليس الجميع، وفي حالة نفعها فيفضل الحصول عليها بشكل منتظم لأن آثار الدواء ستتلاشى بعد فترة من الوقت.
ما مدي إمكانية الشفاء من السكتة الدماغية مع حدوث الإصابة بالتشنج العضلي؟
أظهرت الدراسات العلمية أن التشنج يحدث على أرض الواقع عند التحسن من حالة الإصابة بالسكتة الدماغية. فمن الهام معرفة أنه عندما يحل التشنج العضلي، يبدأ نشاط الدماغ في المناطق المتضررة من السكتة الدماغية في التعافي. لذلك، قد يكون أمر الإصابة بالتشنجات العضلية هي طريقة فعالة لعلاج تلف الدماغ.
كيف يمكننا التعامل مع التشنج العضلي؟
يمكن أن تسبب التشنجات مشاعر عدم الراحة الشديدة والألم. لذا يجب علينا أن نتعلم كيفية العيش معها من خلال إتباع بعض الطرق التي تعمل على تخفيف هذه الحالة.
يجب الإنتباه أنه في حالة عدم معالجة التشنج لفترة طويلة، فسوف تصبح العضلات أضعف وأضعف. ومع مرور الوقت، ستصبح حركة المريض أمر صعب، ومن ثم ينتج عن ذلك صعوبة التعافي من السكتة الدماغية وما يتبع هذا الأمر من مشاكل صحية خطيرة.
في النهاية يجب علينا الإستعانة بالطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي عند حدوث الإصابة بالتشنج وهذا لكي يقوم بوصف العلاج المناسب المعني بتخفيف الأعراض. فيجب العلم أنه في كثير من الأحيان، لا يمكن للعلاج الطبي أو الممارسات الرياضية أن تقوم بالقضاء على المرض، لذلك يجب علينا تناول العلاج بشكل مستمر حيث يعد هذا الأمر ضروري.