بما أن أجزاء الوجه بينهما قاسم مشترك فإن التأثيرات التي تسببها بعض الأمراض والإلتهابات قد تترك تأثيرات مرضية مزعجة ,ومقلقة في كثير من الأحيان فربما سمعتي عن العصب الخامس الموجود في الدماغ ,والذي يتولى تغذية الوجه ,والآخر السابع الذي يمكن أن يصاب كلا منهما بالضعف والإلتهاب وينتج عنهما خلل في الحركات الطبيعية للوجه إلا أنه توجد مشكلة صحية أخرى تسمى اعتلال العصب الثالث الذي سنقدم بعض الحقائق الطبية المتعلقة به من خلال مقالنا التالي الذي يتناول حالة التهاب العصب الثالث وتأثيره على العين .
ماهو العصب الثالث وماوظيفته الأساسية ؟
يعد العصب الثالث أحد أنواع الأعصاب القحفية البالغ عددها اثنى عشر , وتنطلق بدايته من جذع الدماغ الواقع في المنطقة السفلية من الدماغ ويشير إلى الجزء الواصل بين المخ والحبل الشوكي ويتولى مهمة توفير التغذية الاساسية لمجموعة من عضلات الجفن والعين , وتتمثل وظيفته الأساسية في السيطرة والقيام بدور المتحكم في الحركات الطبيعية لبؤبؤ أو حدقة العين , مع امتلاك القدرة على تثبيت الجفن العلوي وإمكانيات رفعه في اتجاه علوي بالإضافة إلى تزويد العضلات الأربعة الرئيسية المؤثرة على حركة العين بالتغذية الكافية .
نستطيع معرفة أن الشخص مصاب بإلتهاب في العصب الثالث من خلال ملاحظة معاناته من شلل أو اعتلال سواء كان كليا أو جزئيا يستهدف بصورة مباشرة العصب القحفي الثالث
الأعراض الشائعة الخاصة بإلتهاب العصب الثالث
- هبوط وتدلي في العضلة الرافعة للجفن العلوي مما يجعله مرتخيا ومتدليا
- فقدان القدرة على آداء حركات العين في اتجاه علوي أو داخلي بحيث يبدو اتجاه الرؤية للخارج أو للأسفل
- الرؤية المزدوجة التي ترتبط برؤية صورتين لشىء واحد والتي ربما تكون أحدهما فوق الأخرى أو بجانب بعضهما البعض
- بعض فئات المرضى يعانون من من اتساع الحدقة وتمدد البؤبؤ في العين المصابة
أسباب الإصابة باعتلال العصب الثالث
- ضعف عملية تغذية أنسجة وخلايا الجسم بمصادر الأكسجين والغذاء وهي حالة تعرف بنقص التروية الدموية للعصب الثالث , وهي مشكلة تكون مصحوبة في الغالب بمشكلات مرضية كامنة مثل مرض السكري , وضغط الدم المرتفع ويتم إدراجه ضمن العوامل الأكثر شيوعا .
- الإصابة بجلطة الدماغ والتي ترتبط بإنخفاض التدفق الدموي إلى أحد أجزاء الدماغ
- انتفاخ في أحد جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تمددها
- التعرض لأنواع من الكدمات التي تصيب الرأس أو حالات النزيف الداخلي في المخ
- قد يكون السبب راجع لإستكشاف نتوءات من الأورام في المخ
- التهابات الأعصاب المناعية.أحد الإضطرابات التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الأعصاب
- يمكن أن يثبت الفحص التقاط نوع من العدوى الإلتهابية التي تسببها الميكروبات
- في حالات معينة قد يكون اعتلال العصب الثالث ليس دائم بل من النوع المؤقت كحالة مصاحبة لمشكلة الصداع النصفي.
- يمكن أن يكون السبب متعلقا بتشوهات تأتي مع الشخص عقب ولادته في صورة عيوب خلقية أو أنواع الإصابات التي قد تعاني منها المرأة الحامل أثناء ولادة الطفل أو بداية انطلاق مرحلة المخاض
اقرأ أيضا الألم العصبي الخامس .. آلام شبيهة بالصدمة الكهربية في الفك
تشخيص اعتلال العصب الثالث
عادة مايتجه الطبيب إلى التوصية بإجراء بعض الفحوصات التشخيصية لحالات التهاب العصب الثالث ومن أبرز الإجراءات الشائعة التي ينبغي الخضوع لها الأشعة المقطعية بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي على الرأس وكلاهما مفيد بشكل خاص إذا السبب الناجم عن تعرض العصب للإلتهاب ناجما عن ارتباط شلل العصب الثالث بالتأثير السلبي على حركة حدقة العين .
تتطلب حالات محددة الخضوع لإجراء بعض التحاليل كفحص الدم , أو البزل الشوكي الذي يتم فيه سحب عينة من السائل الموجود في منطقة أسفل الظهر الواقعة بين الدماغ والحبل الشوكي
علاج اعتلال العصب الثالث
من الجدير بالذكر معرفة أن غالبية حالات إصابة الأفراد بإعتلال العصب الثالث تكون ناجمة عن وجود ضعف في التروية الدموية المغذية للعصب والتي تكون ذات صلة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم ولايترك هذا السبب تأثيرا على حركة بؤبؤ العين , لذلك فإنه يتم النظر إليها لكونها طفيفة تقوم على استعادة الوظائف الطبيعية للعصب بشكل تدريجي , ويكون المصاب مكتفيا بالعلاجات المؤقتة للتخفيف من حدة الرؤية المزدوجة من خلال إرتداء النظارات المفيدة في تغطية العين
بالنسبة للحالات الأكثر شدة التي تصنف بأنها مزمنة او الناتجة عن عيب خلقي لادخل لنا فيه فإن الحل الجراحي هو الأنسب لتعزيز حركات العين ,وتحسين الوضع الصحي للجفن العلوي.