من أهم أمراض العصر التي يعاني أغلبنا منها يمكننا أن نقوم بذكر مشاكل القولون وعلى سبيل التحديد التهاب القولون التشنجي، فالجدير بالذكر أنه مرض حميد لا يحمل من وراءه أي مخاطر صحية قاسية، ولمنه يتجلى في صورة تقلصات متكررة بالبطن، وحركات الأمعاء غير المنتظمة، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث المعاناة من الآلام ومشاعر عدم الراحة. بوجه عام ومن خلال سطور مقالنا التالي سنتعرف اليوم على ما هو التهاب القولون التشنجي؟ وأهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه وكيف نستطيع التعامل معه بشكل علاجي؟
التهاب القولون التشنجي
يعد التهاب القولون التشنجي هو عبارة عن حالة طبية تؤثر على القولون، وهو عبارة عن جزء من الأمعاء الغليظة، ومن ثم يظهر هذا الأمر في صورة اضطراب وظيفي يصيب الجهاز الهضمي ويتسبب في حدوث الكثير من التشنجات والآلام في البطن، والانتفاخات، وبعض التغيرات في نمط حركة الأمعاء ويظهر في صورة إسهال أو إمساك.
أسباب الإصابة بالتهاب القولون التشنجي
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من التهاب القولون التشنجي، يمكننا أن نقوم بذكر العناصر التالي ذكرها:
1- اتباع نظام غذائي غير صحي للمعدة
من الوارد أن يتمثل هذا الأمر في بعض العادات مثل:
- تناول الطعام الحار والذي يحتوي على التوابل.
- تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة.
- تخزين الطعام لفترات طويلة من الوقت ومن يصبح في حالته الغير صحية.
- تناول المشروبات الكحولية والغازية.
- الحليب ومنتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز.
- عادة تناول الطعام بشكل سريع، والمضغ بشكل سيئ.
- تخطي وجبات الطعام حيث يتسبب هذا في ضعف وظيفة الجهاز الهضمي.
2- ضعف حركية الجهاز الهضمي
عند الحديث عن الأمعاء الغليظة ودورها في التمعج المعوي، فيجب العلم أنها عبارة عن عضو مهم في الجهاز الهضمي يساعد على انقباض الطعام وخلطه وتحريكه عبر أجزاء هذا الجهاز حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بتشنجات القولون يعانون من تغيرات في حركات الأمعاء وشدة الانقباضات.
بوجه عام يجب العلم أن حركات الأمعاء غير الطبيعية تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، والانقباضات السريعة المسببة للانتفاخات والإسهال ولكن فيما يتعلق بالانقباضات البطيئة التي تبطئ حركة الطعام، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى جفاف البراز وتصلبه، وحدوث المعاناة من الإمساك.
3- العوامل النفسية
فيما يتعلق بالإرهاق النفسي والقلق والإجهاد المطول، فيجب العلم أن جميع هذه العوارض من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من التهاب القولون التشنجي والعديد من أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، فمن الواجب معرفة أنه كلما كنا في حالة غير مستقرة عقليا كلما زادت أعراض هذه الحالة المرضية وضوحا.
بالإضافة إلى ذلك، فسوف يؤدي الإجهاد الشديد إلى تعطيل عملية الهضم، مما يفسر هذا لنا لماذا يعاني المرضى من حركات الأمعاء غير المنتظمة ، وأحيانا الإسهال، والإمساك.
4- التهاب الأمعاء
في الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التشنجي، يتأثر الجهاز المناعي المعوي أيضا حيث تستفيد هنا البكتيريا أو الفيروسات من الفرصة لكي تتسبب في حدوث المعاناة من بعض أنواع العدوى، ومن ثم يصبح المرض في حالته الأكثر خطورة.
بوجه عام يجب العلم أن من أهم الأعراض الواضحة لهذه الحالة المرضية هي حدوث المعاناة من الإسهال الشديد والمستمر.
5- الاضطرابات الهرمونية
وفقا للعديد من الدراسات والأبحاث، فقد تم إثبات أن العديد من النساء يعانين من هذه الحالة المرضية بمعدلات تبدو ضعف أعداد الرجال.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يرجع أساسا إلى التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة في كثير من الأوضاع مثل الدورة الشهرية أو الحمل أو خلال فترة انقطاع الطمث.
التهاب القولون التشنجي وتأثيراته السلبية على الجسم
يمكننا القول أن غالبية الحالات المرضية التي تعاني من التهاب القولون التشنجي عادة ما تكون غير ضارة. ومع ذلك ، في حالة حدوث تشنجات شديدة مع انسداد معوي، فيجب على المرضى وبشكل فوري الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص في أسرع وقت ممكن.
يجب ملاحظة أن أعراض انسداد الأمعاء قد تظهر في بعض الآلام الشديدة في البطن والغثيان والقيء وصعوبة التغوط.
الطرق العلاجية المعنية بالتعامل مع التهاب القولون التشنجي
عند الرغبة في السيطرة على أعراض التهاب القولون التشنجي وعلاج هذه الحالة المرضية خاصة في مراحلها الخفيفة، فسوف يحتاج المرضى إلى القضاء على بعض المخاطر الصحية التي من الوارد أن يتم التعرض لها يوميا مثل الحد من التوتر والتغذية السليمة وإتباع أنماط الحياة الصحية.
إلى جانب هذا فمن الضروري أيضا أن يتم خلق عادات غذائية معقولة حيث ينصح المرضى بضرورة استخدام الأطعمة التي تدعم المسهلات وتوفر العناصر الغذائية الكافية مثل دقيق الشوفان واللحوم والأسماك والبيض والحليب الخالي من اللاكتوز والعمل على شرب الكثير من الماء وعصائر الفاكهة والخضروات الخضراء. بالإضافة إلى ضرورة تناول وجبات الطعام في الوقت المحدد، وتجنب عادة تخطي وجبات الطعام التي تقوم بجعل المرض في حالته الأسوأ.
أما فيما يتعلق بتقليل التوتر، فهناك العديد من الطرق التي تعمل على منع وتقليل تشنجات القولون مثل العمل على أداء تمارين الاسترخاء والتأمل، اليوغا، وتمارين التنفس العميق والتمارين اليومية البسيطة والمنتظمة.
بالرغم من ذلك وإذا كانت أعراض المرض شديدة، فسوف يلجأ الطبيب إلى العمل على وصف بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض المزعجة مثل:
- مضادات تشنج القولون لتخفيف آلام البطن.
- المسهلات التي تساعد على تنظيم حركات الأمعاء، والحد من الإمساك.
- مضادات الاكتئاب لمن يعانون من التهاب القولون التشنجي بسبب الإجهاد النفسي والقلق وما إلى ذلك.
- أدوية خاصة لعلاج الإسهال أو الإمساك الشديد لدى النساء.