عند إصابة المرأة بالتهاب الكبد أثناء فترة حملها، فمن الوارد أن يترتب على هذا الأمر حدوث الإصابة ببعض مضاعفات الحمل التي تصيب الأم والجنين. لذلك، يعد الالتزام بإرشادات الفحص أمرا أساسيا للحد من انتقال هذه النوعية المرضية من الأم إلى الطفل وحدوث العديد من التبعيات السلبية. بمزيد من التوضيح سنتحدث اليوم بشكل مفصل على التهاب الكبد أثناء الحمل وكيف يتم التعامل معه بشكل صحي سليم؟
التهاب الكبد
يتمثل التهاب الكبد في مجموعة من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الكبد وتسبب في معاناته من التلف، وتتميز بوجود خلايا ملتهبة في داخل أنسجته، فالجدير بالذكر أنه إلى وقتنا هذا يتواجد ما لا يقل عن 6 أنواع من فيروسات التهاب الكبد والمتمثلة في A و B و C و D و E و G.
بوجه عام هناك 3 أشكال رئيسية شائعة من التهاب الكبد آلا وهي التهاب الكبد A و B و C، فعلى الرغم من ارتباطهم جميعا بنفس المسمى، إلا أن كل شكل له نوع خاص به من الفيروسات.
على سبيل التوضيح يعد التهاب الكبد A في المقام الأول مرض حاد وقصير الأجل يمكن علاجه او يت م الشفاء منه بدون علاج محدد اما فيما يتعلق بالتهاب الكبد B و C فهما من الأمراض المزمنة طويلة الأجل، ومن هنا نقدم النصيحة بإمكانية الوقاية من التهاب الكبد A و B عن طريق اللقاحات، ولكن فيما يخص التهاب الكبد C فلا يوجد له لقاح إلى هذه الآونة.
عند الحديث عن التهاب الكبد B، فمن الهام معرفة أنه عبارة عن مرض معد خطير يؤثر بشكل كبير على وظائف الكبد، ويمكن أن تسبب عواقبه فشل الكبد الحاد والتهاب الكبد المزمن وتليف الكبد وسرطان الكبد حتى قد يصل الأمر إلى حد الموت، فالجدير بالذكر أن هذا النوع من التهابات الكبد مثل فيروس نقص المناعة البشرية، ينتقل للمريض عن طريق الدم، أو من خلال الاتصال الجنسي، ومن الأم إلى الطفل.
في كثير من الأوقات لا يعرفن العديد من النساء أثناء الحمل أنهن مصابات بالتهاب الكبد، ولا تتم مراقبتهن للعلاج وكذلك لا يتم تطعيم أطفالهن بمصل للوقاية من المرض، ومن هنا تحدث العديد من التوابع السلبية الخطيرة والضارة.
فحص التهاب الكبد عند النساء الحوامل
نظرا لأن التهاب الكبد عدوى فيروسية، فيجب على الفور معرفة أنه من الأمراض المعدية، وعادة ما ينتقل عن طريق الدم أو سوائل الجسم حيث يمكن أيضا أن ينتقل من الأم إلى الطفل عند الولادة وتصبح المخاطر في درجتها الأعلى بالنسبة للنساء المصابات بالتهاب الكبد B و C.
لذا فمن الضروري أن يتم فحص جميع النساء الحوامل للكشف عن التهاب الكبد B في أول زيارة قبل الولادة، وفحص التهاب الكبد C فقط للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالعدوى.
بوجه عام يجب معرفة أن النساء الحوامل المصابات بعدوى فيروس التهاب الكبد B الحاد يزيدن لديهن مخاطر الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة واليرقان والنزيف عن الولادة والإصابة بسكري الحمل .
بالإضافة إلى ذلك، فإنه عند حدوث المعاناة من التهاب الكبد الفيروسي الحاد والمزمن لدى الأمهات الحوامل المصابات ب HBeAg، فيجب العمل على إدارته بشكل سريع وعلاجه على الفور حيث تزداد مخاطر إنتقال فيروس التهاب الكبد B إلى أطفالهن بنسبة 90٪.
لذا فيجب على النساء اللواتي يخططن للحمل ولكن لم يتم تطعيمهن من قبل أن يذهبن إلى المختصين لفحص صحتهن وتطعيمهن بالكامل حيث يفضل أن يتم الحصول على التطعيم قبل الحمل حتى يكون لدى اللقاح الوقت الكافي لإنتاج أجسام مضادة للوقاية من المرض.
أما في حالة الحمل، فتحتاج النساء الحوامل إلى إجراء اختبارات HBsAg و HBsAb لمعرفة ما إذا كن مصابات بفيروس التهاب الكبد B أو لديهن أجسام مضادة ضد فيروس التهاب الكبد B ومن ثم يتم التعامل مع هذا الوضع الصحي بشكل فوري.
طرق التعامل المُثلى مع النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد
عند إكتشاف إصابة الحامل بالتهاب الكبد B، فسوف يتم حقنهن بجرعة من الغلوبولين المناعي (IG)، فالجدير بالذكر أن هذا الحقن يساعد في علاج الفيروس وحماية الطفل أما بعد الولادة، فسف يتلقى الطفل جرعة من IG بالإضافة إلى لقاح التهاب الكبد B.
على عكس التهاب الكبد B، فلا توجد أدوية تساعد على منع النساء الحوامل من نقل التهاب الكبد C إلى أطفالهن حيث ستتلقى النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد B أو C رعاية إضافية قبل الولادة، والتي من الوارد أن تتمثل في اختبارات الدم واختبارات الكبد والأدوية المعنية بتخفيف الأعراض.
بوجه عام يجب على النساء اللائي يستخدمن دواء الـ (ريبيترون) لعلاج التهاب الكبد C ألا يحاولن الحمل إطلاقا طوال مدة العلاج، وهذا لأنه يمكن أن يسبب تشوهات خلقية خطيرة. لذا ففي حالة القيام بتناول هذا الدواء وإكتشاف حدوث الحمل، فيجب على الفور التوقف عن تناوله واستشارة الطبيب المختص.
بالإضافة إلى ذلك فيجب على النساء المرضعات أيضا عدم استخدام هذا الدواء والتحدث إلى الطبيب أيضا حول الأدوية الأخرى التي يمكن أن تكون ضارة، بما في ذلك الأدوية الموصوفة طبيا والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.