فى الآونة الأخيرة إزدادت وتعددت أمراض العظام والمفاصل حيث أصبحت آفة من آفات العصر التي يعاني منها الكثيرون كبار كانو أو صغار. فمن ضمن هذه الأمراض أطل علينا التهاب المفاصل التفاعلي الذي قد يصيب الكثير ولكنهم قد لا يعلمون عنه أي تفاصيل أو معلومات يصبح من خلالها المصاب على خلفية تامة بهذا النوع من المرض. لذا سنتعرف الآن من خلال سطور مقالنا القادمة على ما هو التهاب المفصل التفاعلي؟ وما هي أسباب حدوث الإصابة به؟ وكيف نعمل جاهدين وبشكل سليم نحو القيام بعلاجه والتغلب على آلامه قدر الإمكان؟
ما هو التهاب المفاصل التفاعلي؟
يعد التهاب المفاصل التفاعلي أو ما يسمى أيضا بـ متلازمة رايتر هو عبارة عن التهاب قد يحدث ويصيب المفاصل بالألم والتورم. فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الالتهابات قد تحدث بشكل متكرر بسبب التعرض للعدوى في عضو آخر من الجسم، والأكثر شيوعا في الجهاز البولي التناسلي أو الجهاز الهضمي أو الأمعاء أو الأعضاء التناسلية.
يجب العلم أن هذا المرض يسبب تلفا في بعض الأعضاء مثل الملتحمة والإحليل والقولون والكبيبات حيث إنه عادة ما يؤثر على الركبتين ومفاصل الكاحل والقدم. بالإضافة إلى إمكانية تأثيره أيضا على العينين والجلد والإحليل.
ما هي علامات وأعراض الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر)؟
تبدأ علامات وأعراض التهاب المفاصل التفاعلي في الظهور عادة بعد فترة زمنية تتراوح من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من إصابة الجسم بالعدوى حيث تتمثل الأعراض فيما يلي:
- آلام المفاصل وتصلبها: غالبا ما تحدث آلام المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل التفاعلي في الركبتين والكاحلين والقدمين. بالإضافة إلى الشعور ببعض الآلام في الكعب أو الظهر أو الأرداف.
- التهاب العين: قد يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل التفاعلي أيضا من التهاب العين (التهاب الملتحمة) والاحمرار والحكة.
- مشاكل في المسالك البولية: قد تزيد هذه الحالة المرضية الالتهابية لدى المريض بعض الأحاسيس الغير سارة عند التبول مثل: الشعور بالحرارة أو الإحساس بالوخز عند التبول حيث يكون التبول هنا قيحي مع المرضى الذكور (إفراز القضيب مادة أخرى غير البول ولا تحتوي على أي بكتيريا).
- تورم أصابع القدم أو الأصابع: في بعض حالات الإصابة بهذا النوع من الالتهابات، قد يحدث تورم في أصابع القدمين أو اليدين.
- الأعراض الأخرى: مع هذه الحالة المرضية قد يظهر حدوث الإصابة بالحمى منخفضة درجة الحرارة، إلى جانب الشعور بالتعب، وآلام العضلات، والتصلب، وتصلب الكعب، وآلام أسفل الظهر، وتقرحات الفم واللسان غير المؤلمة، والبثور على رأس القضيب، والطفح الجلدي على باطن القدمين.
متى يجب علينا الذهاب إلى زيارة الطبيب؟
بشكل جاد يجب علينا التماس العناية الطبية بشكل فوري، وبالأخص إذا كنا نعاني من آلام في المفاصل أو آلام عند التبول خاصة إذا تم تشخيص الحالة المرضية للتو بالإسهال.
إذا كانت لدينا بعض من العلامات والأعراض المذكورة أعلاه، أو عدد من الأسئلة أو المخاوف، فيجب القيام بإستشارة الطبيب المختص. فقد يختلف التصرف والظروف المرضية مع كثير من الناس حيث يكون لكل حالة طريقة تعامل مختلفة.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر)؟
تظهر متلازمة رايتر عادة بعد إصابة الجسم بعدوى بكتيرية تسبب حدوث التهاب المفاصل التفاعلي والتي تحدث الإصابة بها من خلال ما يلي:
- الأمراض المنقولة جنسيا مثل الكلاميديا.
- أمراض المعدة مثل التسمم الغذائي أو التهاب الأمعاء.
- التهاب المفاصل التفاعلي غير المعدي. ولكن، من الممكن أن تنتقل هذه البكتيريا التي تسببها عن طريق الاتصال الجنسي أو الطعام الملوث.
من يصاب عادة بالتهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر)؟
أغلب مصابي التهاب المفاصل التفاعلي أو متلازمة رايتر هم في الغالب رجال تتراوح أعمارهم بين الـ 20 و 40 عاما. فيجب العلم أنه يمكننا الحد من فرص الإصابة بهذا المرض عن طريق تقليل عوامل الخطر التي يتم التعرض لها أو الذهاب إلى الطبيب في بداية الأمر.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص التهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر)؟
يمكن للطبيب المختص أن يعمل على تشخيص التهاب المفاصل التفاعلي من خلال الفحص البدني حيث العمل على مراقبة أعراض العدوى والتحقق منها.
على جانب آخر قد يطلب الطبيب ضرورة إجراء اختبار معدل ترسيب الدم (ESR). فإذا كانت الحالة المرضية مصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي، فسوف يكون معدل ترسيب كرات الدم الحمراء أعلى من المعتاد.
بالإضافة إلى ذلك، سيقوم الطبيب أيضا بالعمل على معرفة ما إذا كان مستضد HLA-B27 موجودا في الدم أم لا. فالجدير بالذكر أن حوالي 80 ٪ إلى 90 ٪ من المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة لديهم هذا المستضد، ومن ثم سيقوم الطبيب بطلب إجراء أشعة سينية للمفاصل المصابة وبشكل هام وضروري.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر)؟
يشمل علاج متلازمة رايتر العديد من الأنماط العلاجية التي تبدأ عادة بضرورة إستخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات، بينما تساعد الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين في تقليل آلام المفاصل وتيبسها وتورمها.
إلى جانب هذا ففي حالة الإصابة بالتهاب المفاصل المزمن، فسوف يحتاج المريض إلى طرق أخرى لتعزيز المناعة وتقليل الألم، مثل حقن الكورتيزون في المفاصل. وإستخدام قطرات العين الستيرويد في حالات الإصابة بعدوى العين.
يجب العلم أن ممارسة العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية من الأنماط العلاجية الهامة جدا عند علاج التهاب المفاصل التفاعلي حيث يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي خلال تمارين التمدد واسترخاء المفاصل والعضلات أن يقوم بإرشاد المريض لما هو مناسب له.
يحتاج المريض أيضا إلى ضرورة تعلم المشي والجلوس في الموضع الصحيح لتخفيف الألم حيث أن هذا الوضع يحافظ أيضا على عمل المفاصل والعمود الفقري من حدوث إصابتهم بالتشوه.
في النهاية يمكن لمريض متلازمة رايتر أن يحصل على الشفاء التام في خلال فترة زمنية تتراوح من 3 إلى 4 أشهر. ومع ذلك، إذا كانت الحالة المرضية شديدة، فسيظل المريض يعاني من أعراض الالتهاب حتى بعد القيام بتلقي العلاج.