عند الذهاب إلى الطبيب وتشخيص مشاعر الألم التي تصيب الساقين بأنها التهاب الوريد الخثاري، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة عبارة عن انسداد يصيب أوردة الساق، ومن ثم ينتج عنه بعض الجلطات الدموية التي تسد الأوردة ومن ثم تمنع الدم من العودة إلى القلب. الجدير بالذكر، أنه عادة ما يكون موقع هذه الأوردة العميقة في أسفل الساقين والفخذين والوركين والأوردة الحوضية. بشكل أكثر توضيحا، سنتعرف الآن على التهاب الوريد الخثاري وكيف نستطيع أن نتعامل معه بشكل سليم للتغلب على الكثير من مشاعر الألم؟
التهاب الوريد الخثاري
التهاب الوريد الخثاري
يمكن أن تسبب حالة التهاب الوريد الخثاري في الساق حدوث حالة من الإرتباك وعدم الوعي، مما يؤدي هذا الأمر إلى تلقي التشخيص والعلاج المتأخر، فعلى سبيل التوضيح أنه في حال عدم قيام الجسم بعملية تخثر الدم في الوقت المناسب، فسوف يترتب على هذا الأمر خلق ظروفا لانتقال جلطات الدم إلى القلب، حتى قد يصل الأمر إلى الشرايين الرئوية، وتحدث أزمة الانسداد الرئوي.
أنواع التهاب الوريد الخثاري
أنواع التهاب الوريد الخثاري
طبقا لموقع التهاب الوريد الخثاري، يمكننا تقسيم المرض إلى مجموعتين آلا وهما:
– التهاب الوريد الخثاري السطحي: مع هذه الحالة، فعادة ما لا تكون الجلطات الدموية شديدة، ولكنها تتشكل بشكل أساسي بسبب التأثيرات الخارجية مثل وضع قسطرة للتسريب أو تسريب الأدوية.
بوجه عام، وخاصة مع هذه النوعية المرضية، فمن الممكن أن يتلاشى المرض من تلقاء نفسه مع الأدوية المسكنة المضادة للالتهابات دون علاج مضاد للتخثر. على وجه التحديد، لا يوجد سوى عدد قليل من الحالات التي يجب فيها استخدام مضادات التخثر بسبب الالتهاب الانسدادي المنتشر.
بالنسبة لالتهاب الوريد الخثاري السطحي، فلن تحدث مضاعفات صحية خطيرة خاصة إذا تم علاج هذه الحالة المرضية على الفور.
– تجلط الأوردة العميقة: ينقل الجهاز الوريدي العميق الدم مباشرة إلى القلب الأيمن والشريان الرئوي. لذلك، وعندما يكون هناك انسداد وريدي عميق، فإن الجلطة الدموية في الوريد العميق معرضة لخطر الانتقال إلى الرئتين ، مما يؤدي هذا الأمر إلى الانسداد الرئوي، ومن ثم يتسبب في عواقب صحية وخيمة خاصة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
من أهم المضاعفات الصحية التي تنتج على هذه الحالة المرضية هي إمكانية إنتشار الجلطات الدموية في الأوردة أيضا أو الرئتين، مما يؤدي هذا إلى انسداد الشرايين الرئوية، وتحدث حالة من الاحتشاء الرئوي، والذي من الوارد أن يسبب ألما في الصدر وضيقا في التنفس ومع زيادة مخاطره قد يصل الأمر إلى حد الموت الفوري. لذا فعندما يعاني المريض من التهاب الوريد الخثاري العميق ، فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب وعلاجه على الفور لتجنب المضاعفات الخطيرة.
من الهام أيضا معرفة أنه على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي انسداد الأوردة العميقة إلى تدمير الصمامات الوريدية، مما يتسبب هذا في حدوث عواقب صحية طويلة المدى مثل آلام الساق الشديدة أو وذمة الساق أو البثور أو ضمور و تقرحات الجلد التي يصعب الشفاء منها.
كيفية التعرف على التهاب الوريد الخثاري
كيفية التعرف على التهاب الوريد الخثاري
عندما تصاب الأوردة بالجلطة الدموية، فإنها تقوم وبشكل رئيسي بمنع الدم المتواجد في الأطراف السفلية من العودة إلى القلب، ومن هنا تحدث حالة من الركود في الأوعية الدموية، ويتم إستنزاف السوائل خارج الأوعية الدموية، ويتم إطلاق بعض العوامل الالتهابية.
بشكل أكثر توضيحا، سوف تعاني الساق المسدودة من تورم وحرارة واحمرار وألم وخاصة عند لمسها، بالإضافة إلى حدوث المعاناة من الضيق، وزيادة قوة العضلات، مقارنة بالساق السليمة. بالرغم من ذلك، فسوف يكون من الصعب أيضا اكتشاف المراحل المبكرة من المرض لأن حالات التورم والألم هذه واردة الحدوث مع كثير من الأفراد بنسب متفاوته.
عادة ما تحدث حالة التهاب الوريد الخثاري المؤلمة في ساق واحدة، ومن ثم يمكن أن ينتشر الألم على طول الأوعية الدموية، ويزيد عند ممارسة الرياضة. في المراحل اللاحقة، قد يكون هناك نقص في التغذية أو تحدث حالة من الضمور.
إلى جانب هذا، فقد يحدث زرقة الساق لدى بعض المرضى بسبب بعض التورمات التي تقوم بالضغط على الشرايين أما فيما يتعلق بالمرحلة المتأخرة، فقد تكون هناك بعض أعراضا مرضية مزعجة من الشعور بالآلام في الصدر، وضيق في التنفس، وسعال الدم بسبب انتشار الجلطة الدموية لسد الشريان الرئوي.
طرق التعامل من التهاب الوريد الخثاري في الساق
طرق التعامل من التهاب الوريد الخثاري في الساق
اعتمادا على حالة المريض، سوف يقوم الطبيب بإعتماد بعض الأنظمة العلاجية المختلفة مثل:
1) علاج التهاب الوريد السطحي: يتم التغلب على هذه الحالة المرضية من خلال استخدام الأدوية الوريدية لمعالجة التهاب الأوعية الدموية، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات، وتخفيف الألم، فمن الهام معرفة أن بعض الالتهابات الانسدادية المنتشرة تعد مؤشر على مضادات التخثر.
2)علاج التهاب الوريد العميق: مع هذه النوعية، وعند تناول مضادات التخثر، فسوف يتم اللجوء بعد ذلك إلى التدخلات الجراحية لإزالة الجلطات الدموية حيث يحتاج بعض المرضى في هذه الأوقات إلى وضع أنبوب غسيل الكلى في الأوعية الدموية وخاصة في حال عدم القدرة على تناول مضادات التخثر.
لذلك، وعندما تكون هناك علامات مشتبه بها لالتهاب الوريد الخثاري في الساق، فمن الضروري أن يتم الذهاب على الفور إلى أقرب منشأة طبية أو طبيب مختص لتلقي الفحص والعلاج.