يأتي على مسامعنا كثيرا مصطلح قد أصيب فلان بـ “حمى روماتيزمية” حيث يتملك المقربون من المريض آنذاك الوقت الكثير من الخوف والقلق ولكن هل جميعنا نعلم ما المقصود بـ “الحمى الروماتيزمية”؟ ولماذا يصاب الكثير بها وبالأخص من هم في مرحلة الطفولة؟ في العموم سوف نتحدث اليوم من خلال مقالنا بمزيد من التوضيح عن هذه الحمى وسنتعرف ايضا على أهم الأعراض المميزة لها وكيف يتم العمل على علاجها؟
ما هي الحمى الروماتيزمية؟
الحمى الروماتيزمية أو أمراض القلب الروماتيزمية الحادة هي عبارة عن التهابات تحدث في القلب والجهاز العصبي والجلد والمفاصل بعد التعرض للعدوى البكتيرية. فالجدير بالذكر أنها عادة ما تحدث نتيجة مضاعفات التهاب البلعوم أو الحمامي الناجمة عن عدوى المكورات العقدية من المجموعة أ.
من الهام معرفة أن الحمى الروماتيزمية ليست معدية، ولكن العدوى التي تسبب هذه الحمى تكون معدية لمن هم حول المريض.
ما هي أعراض الإصابة بـ “الحمى الروماتيزمية”؟
تشمل أعراض الحمى الروماتيزمية ما يلي:
- الحمى والتعب الشديد.
- الشحوب في الوجه.
- ضعف الشهية.
- ظهور طفح جلدي خفيف مع حبيبات صغيرة تحت الجلد في المناطق التي تحتوي على العديد من العظام مثل اليدين والمعصمين والمرفقين ومفاصل الأصابع.
- الألم الشديد والتورم في المفاصل ومن ثم إرتفاع في درجة الحارة.
إلى جانب هذا فإذا حدث التهاب شديد في القلب عند الإصابة بهذه الحمى، فقد يكون لدى المريض أعراض أخرى تتمثل في:
- ضيق في التنفس.
- تورم في الكاحلين.
- تورم حول العينين.
- خفقان القلب الشديد.
يجب العلم أنه في حالة تأثر الدماغ نتيجة التعرض للحمى الروماتيزمية، فلن يتمكن المريض من التحكم في بعض سلوكياته أو حركاته التي لا معنى لها.
ما هي مضاعفات الإصابة بـ “الحمى الروماتيزمية”؟
من أكثر المضاعفات شيوعا عند حدوث الإصابة بالحمى الروماتيزمية هي حدوث تلف في صمامات القلب التي يمكن أن تسبب نفخات القلب وهي عبارة عن ضوضاء غير طبيعية بين ضربات القلب.
في العموم قد تظهر لدي المريض بعض الأعراض والعلامات الأخرى الغير مذكورة التي تختلف من شخص لآخر، ومن هنا يجب العمل على إستشارة الطبيب في حالة الشعور بأي أوضاع غير مطمئنة.
ما هي أسباب الإصابة بـ الحمى الروماتيزمية؟
الحمى الروماتيزمية هي شكل من أشكال اضطراب المناعة الذاتية، حيث يعني هذا الأمر أن الجسم يستجيب لخلاياه أو أنسجته. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث عندما يكون لدى الشخص التهاب في الحلق أو حمامي ناتجة عن التعرض لعدوى بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة أ.
تحتوي هذه البكتيريا العقدية على بروتين مشابه لبعض أنسجة الجسم، لذلك يمكنها خداع الجهاز المناعي ومن ثم حدوث مهاجمة أنسجة بعض أعضاء الجسم مثل القلب، والمفاصل، والجلد، والجهاز العصبي المركزي، ومن هنا تسبب استجابة الجهاز المناعي هذه حدوث التهابات كثيرة وتؤدي إلى ظهور أعراض الحمى الروماتيزمية.
من يصاب عادة بالحمى الروماتيزمية؟
يمكن أن تحدث الحمى الروماتيزمية في أي مرحلة عمرية، ولكنها أكثر شيوعا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 5 و 15 عاما. في العموم من الممكن أن نقوم بالحد من فرص الإصابة بهذا المرض عن طريق تقليل عوامل الخطر الوارد أن يتعرض المصاب لها.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بـ “الحمى الروماتيزمية”؟
تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية ما يلي:
- الوراثة: تعد العوامل الوراثية التي يتم التعرض لها أحد أهم مسببات حدوث الإصابة بالحمى الروماتيزمية. فإذا وجد داخل الأسرة أحد أفرادها مصاب بهذه الحمى، فسوف تزداد فرص الإصابة بها بشكل أو بآخر.
- سلالات البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق: تعد سلالات المجموعة أ من بكتيريا العقدية أحد المسببات التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بالحمى الروماتيزمية بعد التعرض لإلتهاب الحلق.
- بيئة معيشية غير صحية وملوثة: يعد هذا العامل من العوامل الهامة التي تجعل الأطفال عرضة للإصابة بالعدوى، ومن ثم ارتفاع خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
متى نحتاج إلى زيارة الطبيب بشكل فوري؟
من الهام جدا أن نقوم بزيارة الطبيب من اللحظة التي نرى فيها ظهور أعراض التهاب الحلق، وهذا لتجنب خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية. بالإضافة إلى ذلك، فقد نحتاج الذهاب الفوري إلى المستشفى في حالة مواجهة بعض الحالات التالية:
- التهاب الحلق الغير مصحوب بأعراض البرد مثل احتقان الأنف.
- التهاب الحلق جنبا إلى جنب مع تضخم الغدد الليمفاوية.
- خروج الدمامل الحمراء من الرأس والرقبة وإنتشارها في منطقة الجذع والأطراف.
- صعوبة في البلع حتى يصل الأمر إلى عدم القدرة على إبتلاع اللعاب.
- نزيف الأنف السميك حيث تظهر هذه الحالة عادة عند الأطفال دون سن الـ 3 سنوات المصابين بالحمى الروماتيزمية.
- إحمرار اللسان وظهور البثور الكثيرة عليه.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص الحمى الروماتيزمية؟
يمكن للطبيب تشخيص الحمى الروماتيزمية من خلال معرفة التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني، والقيام ببعض الفحوصات المعملية، مثل تحاليل الدم للكشف عن بكتيريا العقديات، أو الأجسام المضادة للبكتيريا العقدية في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب أيضا بطلب إجراء الأشعة السينية، ومخططات كهربية القلب، وتخطيط صدى القلب للتحقق من تلف صمام القلب المحتمل حدوثه في هذه الأوقات.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج الحمى الروماتيزمية؟
بعد قيام الطبيب بتشخيص الحمى الروماتيزمية، سوف يتجه نحو وصف المضادات الحيوية لعدة أيام وهذا لقتل البكتيريا. فمن الهام على المريض إعلام الطبيب إذا كان يعاني من الحساسية الناتجة عن تناول البنسلين.
بالإضافة ايضا أنه في حالة المعاناة من آلام في العضلات والمفاصل، فقد يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهابات مثل الأسبرين أو الكورتيكوستيرويدات، وهذا للمساعدة في تخفيف الألم والسيطرة على أعراض الحمى الروماتيزمية.
ما هي أنماط الحياة الصحية التي تساعد في الحد من الحمى الروماتيزمية؟
من الممكن أن نقوم بالتحكم في الحمى الروماتيزمية جيدا إذا قومنا بوضع بعض الأشياء في الإعتبار مثل:
- الحد من بذل المجهود والحركة الكثيرة الغير مبررة عند الشكوى من الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- المحافظة على الحالة البدنية حتى تختفي الاعراض، والتي يمكن أن تكون من 2 إلى 5 أسابيع.
- تناول المضادات الحيوية للمدة التي قام الطبيب بوصفها.
- شرب الكثير من السوائل عند الإصابة بالحمى.