في بعض الأوقات يشكو مرضى السعال من الصداع الذي يلازم هذه الحالة المرضية. فالجدير بالذكر أنها تعد حالة شائعة ومتكررة، حيث أنه من الوارد مرورها مرور الكرام وبشكل آمن، ولكن في بعض الأوقات قد يكون هذا الأمر هو أحد الدلالات المرضية الخطيرة. لذلك، نحتاج اليوم إلى التعرف على العلامات والأسباب والأعراض المصاحبة لحدوث الإصابة بالصداع عند السعال وهذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي.
ما هي أسباب حدوث السعال مع الصداع؟
يعد السعال هو الآلية الطبيعية لعمل الجهاز التنفسي، والذي يلعب دورا هاما في القضاء على الروائح المزعجة أو البلغم في هذه المنطقة. ومع ذلك، يجب علينا العلم أنه أثناء السعال، يخلق الجسم حالة شديدة من الضغط على منطقة الرأس ومن ثم ينتشر إلى مناطق الكتف والرقبة، لذلك غالبا ما يشعر مريض السعال بالصداع أو الآلام في الكتف، وهذا بناء على شدة الألم وأعراضه.
ما هي أنواع الصداع المصاحب للسعال؟
1) صداع السعال الأولي: بخصوص هذا النوع من الصداع فيجب معرفة أنه إلى وقتنا هذا لم يتم دراسة سبب حدوثه بوضوح حيث وُضع العديد من الافتراضات المتعلقة بزيادة الضغط داخل الجمجمة بسبب الإجهاد، ولكن لا يوجد حاليا سوى القليل من الأدلة على هذا الأمر.
2) صداع السعال الثانوي: يُعتقد أن السبب في حدوث هذا النوع من الصداع المصاحب للسعال هو أنه ينبع من بنية الجزء الخلفي من الدماغ أو بنية الجمجمة حيث يرتبط بالحبل الشوكي والدماغ ويحدث بسبب:
- الأورام الدماغية
- تمدد الأوعية الدموية الدماغية.
- تسرب السائل الدماغي النخاعي الأولي.
- شكل الجمجمة ذات العيوب الخلقية.
- تسبب بنية الجمجمة ذات العيوب الخلقية في التأثير على الدماغ الذي يتحكم في التوازن (المخيخ) حيث يحدث هذا بسبب إطالة جزء من أنسجة المخ للحبل الشوكي، مما يؤدي هذا الأمر إلى تكوين تشوهات خيارية.
بوجه عام، عادة ما يكون السعال المصحوب بالصداع قصير الأجل حيث يحدث لفترة مؤقتة، ومن ثم يختفي من تلقاء نفسه دون تلقي أي علاج خاص.
ولكن مع إستمرار هذه الحالة المرضية لفترة طويلة، وبشكل متواصل مع زيادة مستويات الألم فسوف يؤدي هذا الأمر إلى القلق الشديد. خاصة بالنسبة للأمراض المتعلقة بالصداع بسبب السعال الثانوي. فالجدير بالذكر أن في هذه الأحوال هناك حاجة إلى التدخل الطبي وتوقيع الكشف والفحص المتمثل في التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي، وهذا لتحديد السبب الرئيسي لهذا الوضع المرضي، ومن ثم اتخاذ التدابير السليمة للتعامل بشكل صحي.
إقرأ أيضا: السعال..ما هو؟ تعرفي عزيزتي على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
ما هي الأعراض المصاحبة لحدوث الصداع عند السعال؟
عادة ما يكون لصداع السعال الأولي العديد من الأعراض التي تتمثل فيما يلي:
- بعد التعرض للسعال، سيكون هناك صداع مفاجئ أو نوبات إجهاد تقوم بالضغط على مناطق الرأس الأخرى.
- تتراوح مدة الألم من ثوان إلى دقائق، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تصل إلى 30 دقيقة.
- الشعور ببعض الأحاسيس المؤلمة والغير مريحة في منطقة الرأس كاملة.
- التأثير بصورة سلبية كبيرة على جانبي أو مقدمة ومؤخرة الرأس.
- قد يكون يستمر هذا الألم لعدة ساعات.
وفي الوقت ذاته، عادة ما يكون لصداع السعال الثانوي نفس العلامات الأولية ولكن مدة الألم يمكن أن تستمر طوال اليوم مع بعض الأعراض التي تتمثل في الآتي:
- الإصابة بالاغماء.
- الدوخة.
- الآلام طويلة المدى والغير مستقرة.
- الخدر في مناطق الذراع أو الوجه.
عند المعاناه من هذه الأعراض التي تقوم بإدخال حالة من القلق إلى داخل النفس، فيجب على الفور الإنتقال إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص ووضع نظام علاجي يناسب مسار المرض قدر الإمكان.
يجب العلم أن التعرض للصداع الشديد يجعل الأفراد في حالة من التعب وعدم الراحة حيث صعوبة ممارسة الحياة اليومية، وبالأخص عندما يتعلق الأمر بعدم وضوح البصر، والخلل في التوازن.
ما هي أهم طرق علاج الصداع المصاحب للسعال؟
تعتمد طرق علاج السعال المصحوب بالصداع على سبب المرض ومظاهره لأن كل شخص سيكون لديه استجابة دوائية مختلفة. لذا يجب على الطبيب القيام بإجراء تشخيص دقيق يعتمد على الأعراض ونتائج الفحص بالأشعة المقطعية للدماغ لفهم الحالة المرضية وإستبعاد الأسباب الطبية الخطيرة.
طرق علاج صداع السعال الأولى
لعلاج هذه الحالة المرضية سوف يقوم الطبيب بإعتماد بعض الأدوية العلاجية مثل:
- الأدوية المضادة للالتهابات مثل مجموعات من أدوية الإندوميتاسين.
- الأدوية التي تقلل من ضغط الدم، وتعمل على توسيع الأوعية مثل مجموعة بروبرانولول
- مدرات البول، والتي تحد من الضغط داخل الجمجمة مثل مجموعة أدوية أسيتازولاميد
- بالإضافة إلى ذلك، واعتمادا على حالة المرض، فإن مجموعات الأدوية إرغونوفين، ونابروكسين، وفينيلزين يمكن أيضا اللجوء إلى الإستعانة بها.
- الإستعانة بالبزل القطني ولكن هذا الأمر ليس شائع مع أغلب الحالات.
أما بالنسبة لأمر علاج الصداع الثانوي المصاحب للسعال، فإنه يعد أكثر صعوبة حيث يعتمد على أسباب حدوث المرض:
- أورام الدماغ: يشيع مع هذه الحالة المرضية استخدام التدخلات الجراحية والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي ثم بعد ذلك، يتم وصف إعادة التأهيل للمريض لاستعادة المهارات المصابة بسرعة. ومن ضمن الأمثلة على ذلك العلاج الطبيعي وعلاج النطق والعلاج المهني.
- تمدد الأوعية الدموية في الدماغ: لعلاج هذه الحالة أو منع تمدد الأوعية الدموية من النمو، فسوف نحتاج إلى اللجوء إلى التدخلات الجراحية.
- التشكيل الخياري: يمكن أن يساعد استخدام عقار الإندوميتاسين في تهدئة الصداع، ولكن في الحالات القصوى، سيطلب الطبيب إجراء عملية جراحية لتخفيف الضغط أو تغيير الشكل.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فيجب على المرضى إتباع بعض الأنماط الحياتية الصحية لدعم العلاج لمساعدة الجسم على تقوية المقاومة حيث تتمثل هذه الأنماط فيما يلي:
- الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي.
- ممارسة التمارين البدنية بشكل يومي مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.
- تجنب ملامسة المحفزات التي يمكن أن تسبب السعال والصداع.
- الحد من استخدام التبغ أو منتجاتها بجميع أشكالها.
- البعد عن الأنشطة التي تتطلب الكثير من الجهد مثل حمل الأشياء الثقيلة ورفع الأثقال.
- إستخدام الأدوية الموصوفة طبية بعد الفحص وتجنب اللجوء لطرق العلاج الذاتية.
- العمل على تطوير قائمة النظام الغذائي اليومي لتوفير العناصر الغذائية الكافية للجسم، مثل فيتامين B2 والأطعمة الغنية بالدهون ومنخفضة الكربوهيدرات والبروتين.
يجب الانتباه إلى تواتر وشدة الصداع عند السعال لأنه إذا استمر ولم يظهر أي علامات على زواله، فيجب على الفور زيارة الطبيب لفحص وتشخيص الوضع. فيجب العلم أن السعال مع الصداع ليس خطيرا في كثير من الحالات ، ولكن لا يمكن أن نتعامل معه بشكل ذاتي، وبالأخص مع إشارات التحذير الصحية.