مع التقدم المعرفي، وأحدث الأبحاث فقد أثبت العلم أن أنواعا معينة من الأصوات التي يتعرض لها الجنين داخل رحم أمه لها تأثير كبير في تحفيز الدماغ، والعقل على التطور بشكل جيد، وصحي وسليم. ولكن يجب الإنتباه إلى الجانب الأخر حيث يأتي التحدث بصوت عال في كثير من الأحيان أو تعرض الجنين للضوضاء العالية إلى التأثير على سمع الطفل، والإصابة بالكثير من المخاطر، والمضاعفات فقد يصل الأمر إلى زيادة فرص حدوث الولادة المبكرة. لذا فقد قررنا اليوم أن نقوم من خلال سطور مقالنا القادمة بالحديث عن الأصوات المرتفعة، والضوضاء، وتأثيرها الضار على الجنين في مرحلة وجوده داخل رحم الأم بمزيد من التفصيل.
في أي مرحلة يستطيع الجنين أن يسمع الأصوات الخارجية؟
لمعرفة ما إذا كان التحدث بصوت عال يؤثر على الجنين أم لا؟ أولا وقبل كل شيء، علينا أن نتعرف على متى يبدأ الجنين في الاستماع إلى الأصوات؟ تأتي الإجابة هنا في الشهر الـ 5 من الحمل، فعندما تنضج أجهزة السمع تدريجيا، يمكن للجنين بالفعل سماع الأصوات الأولى حيث يمكن للجنين سماع دقات قلبه، وصوت الهواء يتحرك عبر رئتيه ما يدل هذا على أنه يمكنه سماع حتى أدنى الضوضاء التي تحيط به.
يجب العلم أنه كلما كبر الطفل، كلما زادت قدرته على السمع حيث أنه في الأسبوع الـ 25 إلى 26 ، يمكن للأطفال الاستجابة للأصوات، والضوضاء من البيئة الخارجية. لذلك، فأنه في هذا الوقت تستطعين عزيزتي الأم سماع الأصوات داخل معدتك كرد فعل طبيعي من طفلك تجاه الأصوات العالية والمرتفعة.
هل الطفل محمي من أضرار الضوضاء أثناء وجوده في داخل رحم الأم؟
إطمئني عزيزتي الأم تجاه أمر الضوضاء وطفلك فإنه يتم حماية أجهزة السمع للجنين بواسطة عضلات البطن، والمشيمة، والسائل الأمنيوسي. لذلك، فإن الأصوات الخارجية عند يحدث لها إنتقال إلى أذن الجنين سيكون لها حجم أقل من الصوت الحقيقي.
ومع ذلك، ليس من الممكن بعد إثبات مدى ارتفاع الصوت الذي سيكون خطيرا على الطفل. لذلك، ينصح دائما بضرورة توخي الحذر عند السماح لطفلك بالاستماع إلى الموسيقى بصوت عال، والحد من الذهاب إلى الأماكن الصاخبة مثل الحفلات والأفراح والعروض الموسيقية.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تؤثر الضوضاء العالية سلبا على النساء الحوامل لأن هذه الأصوات المرتفعة تستطيع أن تعزز إنتاج هرمونات التوتر بشكل كبير أثناء الحمل حيث تزيد من معدل ضربات قلب الحامل، وتؤثر سلبا على الجنين في داخل الرحم.
أي نوع من الأصوات تعد ضارة ومؤذية على سلامة الأم والطفل؟
يعد التعرض على المدى الطويل للضوضاء العالية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقدان السمع للجنين. لذلك، يجب علينا القيام بحماية الطفل من الأصوات الضارة التالية:
- أصوات الطلقات النارية والمفرقعات حيثيجب على النساء الحوامل عدم الذهاب إلى مناطق ممارسة ألعاب الرماية.
- الأصوات العالية في العروض الموسيقية أو الأفراح والمناسبات وإذا وجب الأمر يجب التأكد من تجنب مقاعد الصف الأمامي أو الجلوس بجوار السماعات.
- الضوضاء المزعجة التي لها حجم أعلى من 80 ديسيبل.
إقرأ أيضا: البكاء أثناء الحمل .. هل يمكن أن يؤثر على صحة الجنين؟
هل تحدث الأم الحامل بصوت عال يؤثر على الجنين؟
يجب التأكد من أن الأم الحامل التي تتحدث بصوت مرتفع خلال فترة حملها تستطيع أن تؤثر على الجنين بشكل سلبي. فعلى سبيل المثال وعند صراخ الأم قد يصل إلى الطفل صوت بحجم أعلى من 80 ديسيبل، مما قد يؤدي هذا العديد من المشاكل الصحية للجنين التي تتمثل فيما يلي:
-
ذهول الطفل
عندما تتحدث الحامل بصوت مرتفع، أو تتعرض لأصوات عالية، فيمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى ذهول الجنين داخل رحم الأم الذي يتم ترجمته من خلال تحركه بشكل قوي في حالة من رد الفعل المتوقع له.
-
الإصابة بالإجهاد عند الرضع
أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على القرود، والفئران أن التعرض المنتظم للضوضاء العالية يمكن أن يزيد من مستويات هرمونات الكورتيزول، والكورتيكوتروبين في الجنين داخل رحم الأم. فكلما زادت هذه الهرمونات، زاد خطر تعرض الطفل للإجهاد بعد حدوث الولادة.
-
التأثير على سمع الجنين
غالبا ما تعيش الكثير من النساء الحوامل في بيئة ملوثة بالضوضاء يمكن أن تؤثر على سمع الطفل حيث يمكن للبشر تحمل الأصوات بحجم حوالي 80 ديسيبل. أما إذا تعرضت الأم بانتظام لأصوات أعلى من هذه المعدل، فقد يضر ذلك بسمع الجنين.
يجب العلم أن الأصوات العالية في الحفلة الموسيقية، والآلات، وإطلاق نار هي أصوات ذات ترددات أعلى من 80 ديسيبل، التي من الممكن أن تسبب الضرر الشديد بسمع الجنين.
-
زيادة خطر الولادة المبكرة
هناك العديد من العوامل التي تجعل الأم تتعرض لخطر الولادة المبكرة. فالجدير بالذكر أن من أهم هذه الأسباب هو التعرض للضوضاء. فوفقا للباحثين، يمكن للنساء الحوامل المعرضات للضوضاء العالية لفترات طويلة من الزمن تقليل فترة حملهن من الـ 40 أسبوعا إلى الـ 37 أسبوعا، ومن هنا تظهر آثار الضوضاء الضارة على صحة الأم والطفل.
في النهاية.. يجب عليكِ عزيزتي المرأة الحامل تجنب التواجد في الأماكن الصاخبة ذو الأصوات العالية، والمرتفعة وهذا للحفاظ على صحة طفلك تجاه التعرض للعديد من المشكلات الصحية، وخطر الولادة المبكرة.