في كثير من الأوقات يتوارد على مسامعنا مرض العمى الليلي الذي يصيب في الغالب كبار السن ومن الوارد أيضا أن يصيب أي شخص حتي قد يصل الأمر للأطفال الصغار. فيجب العلم أن هذا المرض يحدث بسبب نقص مواد معينة في الجسم أو المعاناة من بعض أمراض العيون الأخرى. لذلك هيا نتعرف على ما هو العمى الليلي؟ وهل هو مرض قابل للشفاء؟ وما هي طرق العلاج المناسبة له.
ما هو العمى الليلي؟
يعرف العمى الليلي أيضا باسم العشى الليلي حيث يعتبر هذا نوع من أنواع ضعف البصر الذي يتسبب في أن تكون العيون ذو كفاءة عملية سيئة للغاية، وبالأخص خلال فترات الليل أو في البيئات ذات الإضاءة الخافتة والمنخفضة على حد ما.
ما هي علامات حدوث الإصابة بالعمى الليلي؟
يعتبر العرض الوحيد الظاهر الذي يكشف الإصابة بهذا المرض هو صعوبة الرؤية في الظلام أو عندما تتغير العين من الضوء إلى الظلام مثل التواجد في أماكن الضوء العالي أو المشمسة ثم الذهاب إلى داخل المنزل والشعور بعدم الرؤية خلال هذا الوقت.
يجب العلم أنه من الممكن أن يجعل العمى الليلي من الصعب على الفرد القيام بالقيادة، والسبب في حدوث ذلك هو أن سطوع أضواء السيارة والشوارع يحدث لهم تغير بصورة مستمرة.
إقرا أيضا: العين الكسولة لدى الأطفال .. أبرز الأعراض وطرق العلاج
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعمى الليلي؟
توجد حالات مرضية عرضة للإصابة بالعمى الليلي تتمثل فيما يلي:
- قصر النظر.
- عدم وضوح الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة.
- إعتام عدسة العين.
- إلتهاب الشبكية الصباغي.
- الإصابة بمتلازمة أوشر (حالة وراثية تؤثر على كل من السمع والرؤية).
- التقدم في المرحلة العمرية.
- نقص فيتامين أ.
- قصور البنكرياس، والتليف الكيسي.
- الإصابة بالمرض السكري.
هل مرض العمى الليلي قابل للشفاء؟
يأتي العمى الليلي في أشكال عديدة، فإذا كان العمى الليلي ناتجا عن قصر النظر أو إعتام عدسة العين أو نقص فيتامين أ، فيمكن التغلب عليه من خلال القيام بإستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتحسين الرؤية في الليل. أما إذا كان الأمر يتعلق بالجانب الوراثي فسوف يكون الوضع آنذاك الوقت صعب ويكاد يكون مستحيلا.
كيف يتم علاج العمى الليلي؟
من الهام جدا معرفة أن لكل شكل من أشكال العمى الليلي علاج مختلف وتتمثل فيما يلي:
أولا: العمى الليلي بسبب إعتام عدسة العين
يمكن اللجوء إلى إجراء التدخل الجراحي لإصلاح إعتام عدسة العين حيث يقوم الجراج المختص بإستخدام عدسة اصطناعية لاستبدال العدسة الطبيعية، ومن ثم سوف يتحسن العمى الليلي بشكل تدريجي.
يجب على الطبيب أن يقوم بالعمل على اختيار العدسات الاصطناعية قبل إتمام التدخل الجراحي، فالجدير بالذكر أن أكثر الأنواع شيوعا التي يمكنك الاختيار من بينها هي:
- عدسة Prime: يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعا ولكن له عيب في الحد من الرؤية. فعندما نريد أن نرى شيئا بعيدا، يجب علينا الإستعانة بالتلسكوبات أو نظارات القرب.
- عدسة الاستجماتيك: تشبه هذه العدسة عدسات البعد البؤري، ولكن هذا النوع له وظيفة إضافية تتمثل في تصحيح الاستجماتيزم في العين.
- عدسة داخل العين متعددة البؤر: باستخدام هذا النوع من العدسات فمن الممكن أن يرى المريض الأشياء القريبة أو البعيدة بوضوح ولا تكون هناك حاجة إلى إرتداء نظارات إضافية.
ثانيا: العمى الليلي بسبب نقص فيتامين أ
غالبا ما نعاني من نقص فيتامين أ بسبب عدم كفاية النظام الغذائي اليومي. لذلك يجب الحصول على فيتامين (أ) من الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تقوم بالعمل على تحسين العمى الليلي وتعزيز الرؤية.
أما بالنسبة للنساء الحوامل، فإن زيادة هذا الفيتامين قد يسبب بسهولة إصابة الجنين ببعض التشوهات. لذلك، إذا كنت تعاني عزيزتي الحامل من العمى الليلي أثناء الحمل، فيجب أن تشتشيري الطبيب المختص حول هذا الأمر وتجنب إتخاذ أي قرار ذاتي وارد أن يصيب الجنين بالأذى.
إقرأ أيضا: أهم الفيتامينات التي يجب تناولها لصحة العين
ثالثا: العوامل الوراثية
في حالة الإصابة بمرض إلتهاب الشبكية الصباغي الوراثي، فيجب العلم أنه لن يكون قابلا للعلاج إطلاقا، وهذا لأن الجينات التي تسبب تراكم الصباغ في شبكية العين لا تستجيب للعدسات التصحيحية أو التدخلات الجراحية. لذلك، عند المعاناة من العمى الليلي نتيجة هذه العوامل الوراثية يجب العمل على تجنب قيادة السيارة ليلا تحت أي ظرف أو سبب ما.
كيفية الوقاية من العمى الليلي
في حالة الإصابة بالأمراض الوراثية في العين مثل متلازمة أوشر، فيجب علينا القيام بمراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام مع العمل على أن يكون لدينا نظام غذائي متوازن من العناصر الغذائية الصحية، وهذا لتقليل خطر الإصابة بالعمى الليلي.
الجدير بالذكر أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، والمعادن، والفيتامينات، وخاصة فيتامين (أ) يمكن أن تساعد في العمل على منع إعتام عدسة العين، والعمى الليلي، والعديد من أمراض العيون الأخرى.
بعض النصايح المقدمة لمرضي العمى الليلي
- يجب العمل على قيادة السيارة فقط خلال النهار وتجنب هذا الامر خلال فترات الليل.
- تجنب القيادة في الأنفاق قدر الإمكان.
- ارتداء النظارات الشمسية أو القبعات ذات الحواف لمنع الوهج.
- الحد من تناول وشرب المنتجات ذو نسب السكر المرتفعة.
- الحد من استخدام الأطعمة المصنعة.
في النهاية.. يجب العلم أن العمى الليلي ليس عمى بمعناه الحرفي، ولكنه يؤثر بشكل خطير على حياة المرضى خاصة عند قيادة المركبات في المساء أو خلال فترات نقص الضوء.
العمى الليلي من الأمراض القابلة للشفاء في بعض الحالات وغير قابل للشفاء إذا كان موروثا. لذا يجب على مصابي هذا المرض العمل على اتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على صحة العينين في هذه الآونة بشكل أو بآخر.