في كثير من الأوقات قد يصاب الفرد منا ببعض الظروف العملية والإجتماعية مما ينتج عن هذا قضاء ساعات الليل في السهر والتخلي عن فكرة النوم في الميعاد المُحدد، ومن ثم قد نلجأ إلى الحصول على ساعات نوم أخرى حتى نستطيع إكمال يومنا، ولكن هل يُجدي هذا الأمر نفع؟ هل يعد هذا النوع بديل عن نوم الليل؟ هل يعتبر هذا الوضع مثالي للصحة والبنيان الجسماني؟ هذا ما سنُلقي الضوء عليه اليوم من خلال مقالنا التالي.
ما هو النوم التعويضي؟
النوم التعويضي هو مصطلح يشير إلى النوم الإضافي الذي يحدث عندما لا يحصل الشخص منا على كمية كافية من النوم الطبيعي. يحتاج البالغون من سبع إلى تسع ساعات من النوم في الليل للحفاظ على صحتهم وسلامتهم العقلية والجسدية.
ولكن في حالة تعرض الفرد للنقصان في كمية النوم، فسوف يحتاج الجسم إلى استعادة فترات النوم المفقودة هذه حيث يأتي هنا دور النوم التعويضي الذي يمكن أن يشعر الفرد بالحاجة إلية عن طريق الحصول على قيلولة خلال النهار أو بالنوم لفترة أطول في الليل.
ما هي فوائد النوم التعويضي الإستثنائي؟
يعد النوم التعويضي قوة نائمة مطلوبة في حياة البشر ولكن كحالة إستثنائية ليست بالدائمة حيث يقوم بتحقيق بعض الفوائد التي تتمثل في الآتي:
1) تجديد الطاقة: يعمل النوم التعويضي على استعادة الطاقة المفقودة جراء نقص النوم. فيجب العلم أنه عند الحصول على نوم كاف، فسوف يتم شحن قوتنا بشكل سليم قدر الإمكان مما يؤدي هذا إلى شعور أكثر بالنشاط والحيوية في اليوم التالي.
2) تحسين الأداء العقلي: يؤثر النوم التعويضي بشكل إيجابي على وظائف الدماغ، والأداء العقلي وبالأخص إذا كان هذا الأمر بصفة إستثنائية. فعند حدوث المعاناه من قلة النوم لفترة طويلة، فقد يجد الفرد صعوبة في التفكير الواضح واتخاذ القرارات الصحيحة.
3) دعم صحة القلب: يُعتبر النوم التعويضي جزءًا أساسيًا من الصحة العامة للقلب حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية المناسبة من النوم يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض القلبية، والسكتة الدماغية.
4) تحسين الجهاز المناعي: يعد النوم التعويضي أحد أساسيات النظام المناعي القوي الذي يعمل على مقاومة الأمراض والالتهابات، ولذلك فإن فقدان النوم يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. فمن الهام معرفة أن حصولنا على النوم الصحي يقوي جهازنا المناعي ويساعد في التغلب على آثار السهر الضارة.
5) تخفيف الإجهاد والتوتر: يعاني العديد من الأشخاص من الإجهاد والتوتر اليومي حيث يعد النوم التعويضي وسيلة فعالة للتخلص منهما. فعند الشعور بالتوتر والضغوطات النفسية جراء السهر وقلة النوم فيجب العلم أن الحصول على نوم كافي يمكن أن يساعد في تهدئة العقل وتحقيق الاسترخاء الشامل قدر الإمكان.
إقرأ أيضا: إضطراب فرط النوم .. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
ما هي أضرار اللجوء إلى النوم التعويضي بشكل دائم؟
على الرغم أن النوم التعويضي قد يبدو مغريا للعديد من الأشخاص، إلا أنه يحمل معه العديد من الأضرار على المدى البعيد التي تظهر فيما يلي:
— الإخلال بنمط النوم الطبيعي وهذا لأن الجسم يعد مجهزا للنوم في فترة معينة من الليل حيث يقوم بفعل ذلك على أساس دورة النوم الطبيعية للإنسان. ولكن عندما يمارس الشخص النوم التعويضي بشكل منتظم، فسوف يتداخل هذا بشكل سلبي في نمط النوم الطبيعي، وبالتالي يحدث إزعاج للجسم والعقل ومن ثم التقليل من جودة النوم.
— مع حدوث التعرض لجودة النوم المنخفضة، فمن الوارد أن تظهر العديد من المشكلات الصحية الأخرى بشكل تدريجي مثل الإصابة باضطرابات النوم مثل الأرق والأحلام الكابوسية والتعب الزائد في النهار. إلى جانب هذا أيضا فمن الممكن أن يتسبب هذا في مشاكل بالتركيز وضعف الأداء العقلي والجسدي، وبالتالي يؤثر سلبًا على الإنتاجية العامة للشخص.
— زيادة الوزن بصورة ملحوظة. حيث يؤدي النوم التعويضي إلى تغيرات كبيرة في هرموني الجوع والشبع، حيث يزيد هذا الأمر من الشهية والطعام المستهلك مما يجعل الجسم أقل قدرة على استخدام السعرات الحرارية بشكل فعال في خلال فترات النهار ومن هنا تحدث زيادة الوزن.
— الإصابة ببعض المشاكل في الجهاز الهضمي حيث يسهم تغير نمط النوم بشكل دائم في حدوث تغييرات بإيقاع الجسم الداخلي، مما يؤدي هذا إلى تغير كبير في العملية الهضمية والامتصاص الطبيعي للغذاء. وبالتالي، يمكن أن يتسبب في مشاكل الهضم مثل الانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك.
— التأثير على الحالة المزاجية والصحة النفسية للشخص حيث يشعر أصحاب هذه المشكلة بالتوتر والتعب والقلق بشكل مستمر. وعلى المدى البعيد، قد يزيد النوم التعويضي من خطر الإصابة بالإكتئاب الشديد.
بشكل عام، يمكن القول إن النوم التعويضي الدائم يسبب العديد من الأضرار على صحة الإنسان. لذا فيجب على الأفراد أن يلتزمو بالحصول على قسط كافي من النوم الليلي الطبيعي، وأن يتجنبوا النوم التعويضي بقدر الإمكان إلا في أضيق الظروف والأحوال وحينما تقوم الظروف بفرض هذا الأمر.