في بعض الأوقات وعند قيام المرأة بإجراء الفحص الذاتي الدوري لثديها فقد تشعر بتواجد بعض الكتل الصغيرة بداخله. فهل يجب عليها القلق آنذاك الوقت؟ هل تواجد هذه الكتل متعلق بما يسمى بالأورام الغدية الليفية؟ هيا نجاوب على هذه التساؤلات بالتفصيل ونتعرف اليوم على ما هو الورم الغدي الليفي في الثدي؟ وما هي أعراضة وأسبابه؟ وأهم طرق علاجه إذا لزم الأمر.
ما هو الورم الغدي الليفي في الثدي؟
الورم الغدي الليفي في الثدي هو حالة طبية شائعة تتسبب في تكوين كتل وتورمات غير سرطانية في منطقة الثدي حيث يعتبر هذا النوع من الأورام أكثر شيوعا لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين الـ 35 و50 عامًا.
الجدير بالذكر أنه في أغلب الأوقات يمكن أن تشعر النساء بالقلق عند العثور على أي تكتلات في منطقة الثدي، لكن الورم الغدي الليفي عادة ما يكون غير مؤذ وغير سرطاني ولكن يجب أن نكون على وعي ودرايه به حتى نستطيع التعامل معه بشكل سليم وصحي.
ما هي أعراض الإصابة بـ ” الورم الغدي الليفي في الثدي”؟
من العام معرفة أن أعراض الإصابة بالورم الغدي الليفي في الثدي تتفاوت من سيدة إلى أخرى حيث يظهر مع بعض النساء أعراض واضحة في حين يمكن أن يكون لدى البعض الأخر أعراض طفيفة جدا أو عدم وجود أعراض على الإطلاق.
من أبرز الأعراض المرتبطة بهذا النوع من الأورام، يمكننا أن نقوم بذكر ما يلي:
1) تكون كتلة في الثدي
قد تشعر المرأة المصابة بورم غدي ليفي عند تكون كتلة صلبة داخل الثدي. فالجدير بالذكر أن هذه الكتلة قد تكون مؤلمة وحساسة جدا وبالأخص عند القيام بلمسها إلى جانب أنها تكون غالبا ثابتة ولا تنتقل بصعوبة بالإضافة إلى إختلاف حجم الكتلة وشكلها بين المصابات.
2) الشعور بالألم
تعاني بعض النساء المصابات بالورم الغدي الليفي من آلام في الثدي الذي يحتوي على الورم. فقد يكون الألم مستمرا أو متقطعا وقد يزداد بشكل عام أثناء الفحص الذاتي للثدي، أو مع الضغط على الثدي بشكل أو بآخر.
3) تغييرات في حجم الثدي
قد تشهد النساء المصابات تغيرات في حجم الثدي المصاب بالورم الغدي الليفي حيث يمكن أن يكون الثدي أكبر أو أصغر من الثدي الطبيعي أو أن يتغير شكله بسبب انتشار الكتل التورمية فيه.
4) التغيرات في الشكل
قد تلاحظ بعض السيدات المصابات حدوث تغيرا في شكل الثدي المصاب، مثل تشوهات في الشكل أو تجاعيد في الجلد أو تغيرات في لون الثدي مما يؤدي هذا إلى تعرض المرأة للتأثير النفسي السلبي وإصابة الرغبة الجنسية الخاصة بها بالفتور بالإضافة إلى حدوث بعض الخلل في الثقة بالنفس.
5) إفرازات الثدي
قد تلاحظ بعض النساء المصابات بالورم الغدي ليفي وجود إفرازات غير طبيعية في الثدي، مثل الدم أو السوائل الأخرى. فيجب العلم أنه إذا كانت الإفرازات دموية، فينصح على الفور بمراجعة الطبيب لفحصها وتحديد أسباب حدوثها.
6) الالتهابات المتكررة
بعض النساء اللاتي يعانين من ورم غدي ليفي قد يعانين أيضا من حدوث الإصابة بالإلتهابات المتكررة في الثدي. فمن الوارد أن تتسبب هذه الإلتهابات في الألم والإحمرار وتزيد من توتر الأعراض المصاحبة.
ما هي أسباب الإصابة بـ ” الورم الغدي الليفي في الثدي”؟
هنا بعض من الأسباب المحتملة لحدوث الإصابة بالورم الغدي الليفي في الثدي والتي تتمثل في الآتي:
— التغيرات الهرمونية: تتحكم الهرمونات في وظيفة الغدد الليفية في الثدي. فعند حدوث تغيرات هرمونية في جسم المرأة مثل تلك التي تحدث خلال فترة الحمل أو الإباضة، فإنها قد تزيد من خطر الإصابة بالورم الغدي الليفي وبنسبة كبيرة.
— العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دورا مهما في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المتعلقة بالثدي، بما في ذلك الورم الغدي الليفي. فإذا كانت لدى السيدة تاريخ عائلي للأورام في الثدي، فقد يزداد لديها خطر أعلى للإصابة بهذه الأزمة الصحية.
— اضطرابات الغدد الصماء: يمكن أن تلعب اضطرابات الغدد الصماء دورا رئيسيا في حدوث أورام الغدد الليفية في الثدي. مثل حدوث الإصابة بالإضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، والتي يمكن أن تؤثر على نسب الهرمونات في الجسم وتزيد من خطر حدوث أورام الغدد الليفية.
— التعرض للعوامل المؤثرة على الهرمونات: قد تتعرض المرأة للعديد من العوامل التي تؤثر على الهرمونات في حياتها اليومية، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بأمراض الثدي. فعلى سبيل المثال، عند التعرض المطول للإشعاعات في هذه المنطقة فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغيرات في الخلايا الغدية حيث يزيد هذا من احتمالية تكون الأورام الغدية الليفية.
— أسلوب الحياة والتغذية: يُعتقد بأن النظام الغذائي ونمط الحياة السليم يلعبان دورا كبيرا في حماية الجسم من العديد من الأمراض، بما في ذلك الأورام الغدد الليفية في الثدي. فالجدير بالذكر أن العوامل الرئيسية التي يفترض أنها تؤثر في الإصابة بأورام الغدد الليفية قد تتضمن نقص فيتامين D وزيادة استهلاك المشروبات الغازية والعادات الغذائية الغير صحية مثل السمنة والبدانة.
— العوامل البيئية: تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين العوامل البيئية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المرتبطة به. فعلى سبيل المثال، عند التعرض للمواد الكيميائية السامة والملّثات الموجودة في الهواء والماء فقد يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بأمراض الغدد الليفية في الثدي.
ما هي أنواع الأورام الليفية الثديية؟
عادة ما ينقسم الورم الغدي الليفي إلى نوعين بما في ذلك:
- الشكل البسيط: ويكون تكوينه في الثدي بشكل متجانس، فتقريبا لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الشكل المعقد: في هذه الحالة الصحية هناك العديد من المكونات المختلفة، بما في ذلك رواسب الكالسيوم. فعند الإصابة بهذا النوع من الأورام، فقد يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة أعلى عن غيره.
ما هي أفضل طرق علاج ” الورم الغدي الليفي في الثدي”؟
على الرغم من أن الورم الغدي الليفي عادة ما يكون حميد وغير مؤذي، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض المزعجة التي قد تتطلب إتباع بعض الأنظمة العلاجية. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج محدد للورم الغدي الليفي، إلا أن هناك بعض الطرق الفعالة التي يمكن اتباعها للتخفيف من الأعراض والتعامل مع الحالة.
تتمثل الطرق العلاجية فيما يلي:
أولا: ينبغي على المريضة أن تتعاون مع الطبيب المعالج لفهم الحالة بشكل أفضل واتباع العلاج الأنسب حيث يتبلور هذا الأمر من خلال العلاج الدوائي وتناول المسكنات لتخفيف الألم والالتهابات.
يمكن أن يتم وصف مضادات الاستروجين للحد من نمو الورم بالإضافة إلى إمكانية اللجوء لتجريف الورم الغدي الليفي بواسطة الطبيب باستخدام إبرة رقيقة وتحت إشراف أشعة الموجات فوق الصوتية.
ثانيا: يجب على السيدة المريضة مراجعة نظام حياتها وتغذيتها حيث ينصح بتناول نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والألياف والبروتين، ويفضل تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والمشروبات الغازية والكافيين، فالجدير بالذكر أن هذه العوامل الغذائية يمكن أن تؤثر على حالة الورم الغدي الليفي.
ثالثا: ينصح بضرورة ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين. فيجب العلم أن أداء النشاط البدني المنتظم يمكن أن يعزز الصحة العامة للجسم ويزيد من قدرة المناعه، مما يساهم هذا في علاج الورم الغدي الليفي.
رابعا: يجب على السيدة المريضة أن تتابع حالتها الصحية مع الطبيب المختص بانتظام حيث تقوم بإجراء الفحوصات اللازمة التي تتمثل في إجراء الأشعة المقطعية والماموجرام وفحص الثدي الدوري، ومن هنا نستطيع إكتشاف أي تغيرات في الورم الغدي الليفي وتقييم تأثير العلاج الجاري.
في الختام، وجب التأكيد على أنه قد يكون العلاج غير ضروري إذا لم يسبب الورم الغدي الليفي أي أعراض مزعجة. ففي حالة تغير الأعراض أو استمرارها أو تفاقمها، ينصح بالتوجه إلى الطبيب لتقييم الحالة ووصف العلاج المناسب.