ليست كل الإصابات في العنق جراء وضعية نوم خاطئة يتبعها الأفراد بل يمكن أن تكون حالة مرضية هناك أسباب أدت إلى ظهورها فحينما يمكنك ملاحظة انتفاخا بارزا وملحوظا في عروق العنق فإننا نكون بالفعل أمام مشكلة حقيقية قد تصبح أكثر إثارة للقلق حيث تؤثر على القدرة الطبيعية لإدارة الرقبة وتشعرين أنها متصلبة مما يبعث الضيق والألم وقد تشكل تلك الأوردة المتورمة مؤشرا على وجود خللا ما في الجهاز القلبي الوعائي بالإضافة إلى أنواع أخرى من المشكلات الطبية وسو نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايخص مشكلة انتفاح وتورم عروق الرقبة .
انتفاخ عروق الرقبة وعلاقتها بالوريد الوداجي
هذا البروز الواضح في رقبتك ينشأ كنتيجة لعوامل عدة ومنها تعرض الوريد الوداجي للإنتفاخ والإلتهاب وذلك يحدث كإنعكاس للضغط المتزايد داخل الوريد الأجوف مما يتسبب في بروز العلامة الأولية في صورة انتفاخ يهبط في الإتجاه الأسفل من جانب العنق الأيمن , ويرجع ذلك إلى حالة طبية كامنة لايقتصر تأثيرها على الكبارمن البالغين فقط بل الأطفال أيضا معرضون لهذا النوع من الآلام .
ومن المهم معرفة أن موقع عروق الوريد الوداجي يقع تحديدا على جانبي العنق , وتعمل كقنوات تحمل الدم من رأس الشخص إلى الوريد الأجوف العلوي والذي يتم اعتباره أكبر الأوردة في المنطقة العلوية من الجسم وتكون وظيفته محصورة في تغذية القلب والرئتين بإمدادات الدم اللازمة .
وسوف يكون محور حديثنا في السطور القادمة منصبا على رصد الأسباب الرئيسية المحتملة التي تقف وراء حالة انتفاخ عروق الرقبة بالإضافة إلى الأساليب العلاجية الشائعة .
أسباب عروق الرقبة المنتفخة
1- ضغط الدم المرتفع
عند بحثنا عن أكثر الأسباب شيوعا والتي تجعل الأشخاص عرضة لوجود عروق منتفخة في العنق فقد وجد أن ارتفاع مستويات ضغط الدم قد يكون سببا متوقعا فعندما يثبت قياس مؤشر ضغط الدم بأنك تعانين من ارتفاعا عن النطاق الطبيعي فإن الأوردة تتعرض للإتساع وهذا مايجعلها تبدو ملحوظة بشكل كبير .
وقد تم رصد وجود علاقة بين هذا الشكل من أشكال ارتفاع ضغط الدم المعروف بإرتفاع ضغط الدم الرئوي والتي تعد من الحالات المقترنة بالضغط المتزايد والمكثف في الأوعية الدموية على نحو خطير , مما يؤثر على جدران الشرايين ويجعلها أكثر سماكه بل ويعد عاملا من عوامل تصلبها ومن البديهي أن ينخفض التدفق الدموي في تلك الأثناء الأمر الذي يتسبب في إلحاق ضررا جسيما بالجزء الأيمن من القلب ويكون الوريد الأجوف العلوي في مواجهة حالة من الضغط .
2- قصور القلب
ترتبط تلك المشكلة القلبية بتراجع قدرة العضلة القلبية أو انخفاض آدائها القيام بوظيفتها في ضخ الدم وصولا إلى بقية أجزاء الجسم وبالتالي تتأثر كفاءة وصول الدم إلى تلك المناطق الحيوية وهو مايؤدي إلى احتباس وتراكم السوائل في الجسم وخاصة في القدمين والبطن والرئتين , وهذا في حد ذاته قد يشكل مصدر الضغط المكثف على الأوردة مما ينتهي إلى تورمها .
3- الانسداد الوريدي
عند حدوث جلطة دموية أو تخثر للدم فإن الأوردة تصبح معرضة للإنسداد أو الإنغلاق , وبالتالي تحدث تلك التجمعات الدموية المتراكمة مسببة تورم العروق في الرقبة
4- تمدد الأوردة
قد تشهد الأوردة نوعا من التمدد تتعرض على أثره لفقدان ماتتمتع به من مرونة مما يزيد من اتساعها وبروزها وقد يرتبط هذا بعدة عوامل ربما يكون التقدم في العمر أي كمظهر طبيعي من مظاهر الشيخوخة أو أزمات صحية مزمنة .
على الرغم من رصدنا للأسباب الأكثر احتمالا على معاناتك من انتفاخ عروق العنق إلا أنه تتواجد أسباب أخرى تشمل التهاب وتهيج الأوردة , الإضطرابات التي تجلبها التغيرات الهرمونية , الوزن الزائد والسمنة المفرطة , الإفراط في التدخين
الأساليب العلاجية لإنتفاخ عروق الرقبة
1-العلاجات الدوائية
يمكن أن يصف الطبيب في البداية بعض العقاقير المضادات لضغط الدم المرتفع للعمل على السيطرة عليه وتنظيمه وذلك بعد أن يقوم بقياس ضغط دمك كما قد يجد أيضا أنه من الضروري وصف مضادات التخثر والتي تزداد فاعليتها العلاجية في تخفيف شدة الضغط الواقع على الأوردة والوقاية من خطر تكون الجلطات الدموية
2-الإجراءات الجراحية
للتغلب على حالات الإنسداد الوريدي والعمل على تقويم ضرر وتلف الأوردة التي أصابها الضرر قد يجد الطبيب أن الأمر يستدعي خضوع المريض لإجراء إزالة الإنسداد جراحيا
3-العلاج بالليزر
تعد أشعة الليزر من التقنيات المتقدمة التي أثبتت فاعليتها كعلاج لحالات طبية وتجميلية وقد حصدت نتائج مبهرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية من خلال التركيز على آلية تخفيف مستويات التورم واستعادة مرونة الأوردة .
اقرأ أيضا اعتلال الجذور العنقية.. هل تعانين من آلام في أعصاب الرقبة ؟
4- تغيير الأنماط الحياتية
ليست الأدوية العلاجية وحدها ماتحقق النتائج الفعالة المتوقعة بل لابد من إجراء بعض التعديلات على الأنماط والمارسات الحياتية مثل تخصيص وقت لممارسة الرياضة بشكل منتظم , اتباع نظام عذائي صحي ومتوازن , الإقلاع عن التدخين, السعي لتبني طرق لانقاص الوزن وكلها صور تحمل قدرا كبيرا من الإسهامات في تحسين صحة الأوردة والأوعية الدموية وتقليل الضغط عليها
5- العلاج الطبيعي
يجب مراعاة أن يتم ذلك على يد أخصائي علاج طبيعي مختص يقوم بتحديد عدة جلسات من التدليك لتحسين الدورة الالدموية وتخفيف آثار الإنتفاخ والتورم .