من الوارد أن يعاني بعض الأفراد من مشكلة انخفاض ضغط الدم الإنتصابي وهم لا يعلمون ما هذه الحالة المرضية. فالجدير بالذكر أن هذا الوضع قد ينتج عنه الكثير من مشاعر عدم القدرة أو قلة الإحساس بالراحة. لهذا الأمر قررنا أن نقوم اليوم من خلال سطورنا القادمة بالتعرف على ما هو انخفاض ضغط الدم الإنتصابي؟ وما هي أعراضه ومسببات حدوثه وكيف نستطيع التغلب عليه؟
ما المقصود بانخفاض ضغط الدم الإنتصابي؟
تعتبرحالة إنخفاض ضغط الدم الإنتصابي من اهم الحالات المرضية التي يحدث فيها إنخفاض بضغط الدم بشكل كبير، فمن الهام معرفة أنه هذا الأمر يحدث عندما يقوم الفرد بالوقوف بصورة سريعة بعد وضعية الجلوس أو الإسترخاء أو النوم.
من الهام معرفة أن هذه المشكلة من الوارد حدوثها بسبب عدم تمكن الأوعية الدموية من تزويد الدم الكافي إلى الدماغ وبالأخص عند التغيير في الوضعيات البدنية.
ما هي أهم أسباب التعرض لانخفاض ضغط الدم الإنتصابي؟
هناك عدة عوامل تلعب دورا رئيسيا وفعالا في حدوث الشكوى من انخفاض ضغط الدم الإنتصابي. الجدير بالذكر أن هذه العوامل والأسباب تتمثل في الآتي:
أولا: الجفاف
من أهم الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث انخفاض ضغط الدم الانتصابي هو معاناة الجسم من الجفاف حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال حدوث نقص في كمية المياه والأملاح الضرورية المفترض تواجدها داخل جسم الإنسان، ومن ثم يؤدي هذا الامر إلى انخفاض حجم الدم ومن هنا يحدث الإنخفاض في الضغط. الجدير بالذكر أن حالات الجفاف التي تصيب الجسم يمكن أن تحدث نتيجة التعرض لقلة شرب الماء، أو إصابة الجسم بالنزيف الشديد أو المعاناة من القيء المستمر.
ثانيا: بعض المنتجات الدوائية
يقوم أصحاب بعض الحالات المرضية بالعمل على تناول نوعيات معينة من الأدوية والتي قد تكون هي السبب الرئيسي في حدوث حالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي. فمن الهام معرفة أن هذه الأدوية تتمثل في مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان. بالإضافة إلى إمكانية الشكوى من هذا الانخفاض بسبب التعرض للنزلات المعوية أو حدوث حالة من التسمم الغذائي.
ثالثا: بعض الحالات المرضية
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الغدة الدرقية.
- مرضى السكري.
- مرضى النقرس.
- من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرضى ضغط الدم العصبي.
- اضطرابات الجهاز العصبي.
- الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم الـ 65 عاما أو أكثر (مرحلة الشيخوخة).
ما هي أعراض الإصابة بانخفاض الضغط الإنتصابي؟
توجد عدد من الأعراض التي تدل على حدوث المعاناة من حالة إنخفاض ضغط الدم الإنتصابي والتي تتمثل فيما يلي:
- الدوخة الشديدة.
- عدم وضوح الرؤية.
- صداع.
- الخمول أو الإغماء.
- التعب والإجهاد.
- عدم الشعور بالأطراف.
- الاضطرابات المعرفية.
يجب العلم أنه في هذه المرحلة، ينخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 مم زئبق على الأقل أو ينخفض ضغط الدم الانبساطي بمقدار 10 مم زئبق في غضون 3 دقائق من الوقوف حيث يندفع الدم في الجسم نحو الأطراف السفلية لفترة طويلة، وينخفض تدفق الدم إلى القلب ومن ثم لا يستطيع القلب القيام بتزويد الجسم كله بالدم، مما يتسبب هذا الأمر في انخفاض الأكسجين بالدماغ.
بشكل عام يجب عند مواجهة انخفاضا في ضغط الدم على النحو الوارد أعلاه أن يقوم الفرد المصاب بالعمل على الاستلقاء والراحة حتى يزيد مؤشر ضغط الدم ويستقر حيث من الممكن أن يتم القيام برفع الساقين لأعلى من الرأس ومن ثم محاولة تناول كوب من شاي الزنجبيل أو ماء جوز الهند. أم في حالة إذا كان المريض يعاني من مظاهر غير طبيعية مثل زرقة الجلد والتعرق وضيق التنفس، فيجب على الفور التوجه إلى أقرب منشأة طبية أو طبيب مختص.
كيف نستطيع التغلب على انخفاض ضغط الدم الانتصابي؟
بمزيد من اليسر يمكننا أن نقوم بالعمل على اتخاذ بعض الإجراءات التي تستطيع أن تقوم بمساعدة الفرد في التعامل مع هذه الحالة بل والتغلب عليها حيث تتمثل هذه في العناصر القادمة:
1) محاولة العمل على إجراء بعض التغييرات في الأنماط الحياتية الخاصة بنا مثل الإلتزام بتناول الوجبات الصحية والخفيفة والمتوازنة والمليئة بالمعادن والفيتامينات الصحية لجميع أجزاء الجسم.
2) الإلتزام بروتين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للعمل على تحسين اللياقة البدنية وتنظيم ضغط الدم بشكل صحي سليم.
3) الامتناع عن التدخين والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية الضارة وهذا لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
4) يجب الإلتزام دائما بتناول الكميات الكافية من الماء التي يحتاج لها الجسم للحفاظ على ترطيبه وتنظيم ضغط الدم قدر المستطاع.
5) البعد عن شرب كميات زائدة من مشروبات الكافيين التي تؤثر بصورة كبيرة على ضغط الدم.
6) في حالة إذا كان الانخفاض الحاد في ضغط الدم ينتج عن طريق بعض التأثيرات السلبية للأدوية التي يتم تناولها بصورة دورية، فيجب على الفور العمل على إستشارة الطبيب المختص لتغيير الدواء أو تعديل الجرعات التي يتم تناولها.
7) من الضروري أن ينعم الجسم بالراحة والإسترخاء حيث تجنب الإرهاق الزائد والضغوط النفسية التي يمكن أن تؤثر بصورة سلبية كيرة على معدلات ضغط الدم. إلى جانب ممارسة بعض تمارين التأمل والإسترخاء والتنفس.
8) عدم الإستهانة بهذه الحالة المزعجة واللجوء إلى الطبيب والعمل على إستشارته بصورة مفصلة لتحديد سبب هذا الوضع الصحي من خلال إجراء العديد من الفحوصات اللازمة.