مع تعرضنا لبعض الحالات المرضية الشائع منها والغير شائع، فسوف يتم على الفور الذهاب إلى الطبيب المعالج ومن ثم يتم وصف الأنظمة العلاجية بما فيها الدوائية للتغلب على هذه الحالة قدر الإمكان، ولكن مع تناول بعض أنواع الأدوية من الوارد ألا يمر هذا الأمر مرور الكرام إطلاقا ويصل الوضع إلى بعض الآثار الجانبية السلبية التي تصيب الجسم ومن أهمها الطفح الجلدي المزعج والمسبب للكثير من مشاعر عدم الراحة، والذي يمكن أن يتراوح من حالات خفيفة إلى شديدة تهدد الحياة مثل متلازمة ستيفنز جونسون ونخر البشرة السمي. بمزيد من التوضيح سنتعرف اليوم من خلال مقالنا التالي على أهم أنواع الأدوية الشائعة والمنتشرة والمسببة لمشاكل الطفح الجلدي عند تناولها.
ما هي أهم العناصر الدوائية العلاجية المسببة للطفح الجلدي؟
1) المضادات الحيوية
في مجال الطب والدواء لا يمكن إطلاقا أن يتم الإستغناء عن تناول المضادات الحيوية، فالجدير بالذكر أنها من أهم الأدوية الشائعة التي تشكل خطر مباشرا في حدوث المعاناة من الطفح الجلدي وردود الفعل التحسسية وحساسية للضوء، وعلى سبيل التوضيح تعد المضادات الحيوية السلفا والبنسلين من أهم الجناة الشائعين في هذا الأمر.
عند الحديث عن دواء باكترم المتمثل في (سلفاميثوكسازول / تريميثوبريم)، فيجب العلم أنه ينتمي إلى مجموعة السلفوناميد، وفيما يخص الأشخاص الذين لديهم حساسية من “السلفا” غالبا ما يكون لديهم حساسية من هذه النوعية الدوائية.
من هنا يمكن أن يسبب الدواء مجموعة من ردود الفعل الجلدية، وأكثرها شيوعا هو الطفح الجلدي حيث عادة ما تحدث هذه الحالة بعد 1-2 أسابيع من بدء تناول الدواء ثم تختفي عند إيقاف الدواء. إلى جانب هذا فقد أثبتت الدراسات أن هذا الدواء يتسبب بشكل مباشر في تفاعلات جلدية مزعجة مثل متلازمة ستيفنز جونسون (SJS) ونخر البشرة السمي (TEN) ، والطفح الجلدي الناجم عن الأدوية مع فرط الحمضات والأعراض الجهازية (DRESS)، والحمامي القيحية الجهازية الحادة (AGEP).
فيما يخص المضاد الحيوي سيفاليكسين، وهو أحد أهم الأنواع التي يمكن أن تسبب أعلى تفاعلات حساسية الجلد مقارنة بالأدوية الأخرى في المجموعة مثل باكترم، فإنه يرتبط بعدد من ردود الفعل المحتملة، بما في ذلك المعاناة من الطفح الجلدي، والشرى، ومرض المصل.
نأتي الآن إلى محطة البنسلين حيث أن هناك أدوية ذات صلة بهذا المضاد مثل سيفاليكسين، والتي لها نفس التركيب الكيميائي الأساسي، مما يعني هذا أنه إذا كان لدينا رد فعل شديد على السيفاليكسين أو أي نوع آخر من السيفالوسبورين، فلا ينبغي تناول البنسلين إطلاقا حيث من الممكن أن تتراوح ردود فعل الجلد تجاه البنسلين من خفيفة إلى شديدة.
2) بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم
المقصود هنا بالحديث هو دواء هيدرالازين والمعني بعلاج بعض حالات ضغط الدم المزمنة، ولكنه على الجانب الآخر يمكن أن يسبب هذا الدواء حدوث المعاناة من الذئبة الحمامية الجهازية.
الجدير بالذكر أيضا أن هذا الدواء قد يتسبب في عدة أنواع مختلفة من الطفح الجلدي، بما في ذلك الطفح الجلدي الأحمر على شكل فراشة على الأنف والخدين ومناطق أخرى من الجلد المعرضة لأشعة الشمس أو حدوث المعاناة من آلام المفاصل والحمى والتهاب الأحشاء.
3) بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
من أهم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكننا أن نقوم بذكر الأسبرين، والايبوبروفين والنابروكسين، فالجدير بالذكر أن جميع هذه المنتجات الدوائية لها آثار مسكنة وخافضة للحمى.
يجب العلم أن ردود الفعل الجلدية لهذه الأدوية نادرة، ولكن لا يزال من المتوقع أن تحدث بداية من الطفح الجلدي الخفيف إلى الوذمة الوعائية والحساسية المفرطة.
الجدير بالذكر أنه قد تم الإبلاغ عن ردود الفعل التالية في الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لمدة 24 ساعة على الأقل:
- طفح جلدي
- الحمامي الكروماتية الثابتة
- ردود فعل شديدة مثل DRESS و AGEP
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم رد فعل على الأسبرين، فمن المرجح أن يكون لديهم أيضا رد فعل تجاه مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى.
4) بعض أنواع مدرات البول
عند الحديث عند مدرات البول وعلى رأسهم فوروسيميد (لازيكس)، فمن الهام معرفة أنه جزء من مجموعة السلفوناميد. لذلك، وفيما يتعلق بالأشخاص الذين لديهم حساسية من المضادات الحيوية للسلفا، فمن المحتمل أن تتفاعل أجسامهم أيضا مع دواء الفوروسيميد.
تشمل الأعراض المرضية الطفح الجلدي والحكة وخلايا النحل أما فيما يتعلق بردود الفعل النادرة والأكثر شدة فيمكننا أن نذكر حدوث المعاناة من مرض الذئبة الحمامي.
5) مضادات الاختلاج
تسبب مضادات الاختلاج حدوث أزمة الطفح الجلدي وحدوث بعض التفاعلات التي تسبب فرط الحساسية في حوالي 1 من كل 10 أشخاص يتناولون هذه النوعية الدوائية، فعلى سبيل المثال ومن الأدوية الأكثر شيوعا التي تسبب الطفح الجلدي يمكننا أن نقوم بذكر ما يلي:
- كاربامازيبين (تيجريتول)
- أوكسكاربازيبين (تريليبتال)
- الفينيتوين (ديلانتين)
- لاموتريجين (لاميكتال)
يجب العلم هنا أن الطفح الجلدي الخفيف هو الأكثر شيوعا حيث يمكن تقليل خطر هذا الطفح الجلدي عن طريق تجنب جرعات البدء العالية وزيادة الجرعة ببطء بمرور الوقت.
6) مضادات التخثر
عند الحديث عن مضادات التخثر، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن الوارفارين (كومادين، جانتوفين) حيث أنه يعد دواء للسيولة ويساعد في علاج ومنع تجلط الدم، ولكنه من الممكن أن يتسبب في كدمات غير طبيعية إذا كانت الجرعة عالية جدا. لذا فيجب في حالة حدوث هذه المعاناة من الحالة المرضية أن يذهب المريض إلى الطبيب على الفور.
من الآثار الجانبية النادرة الأخرى لهذه الأدوية ولكنها خطيرة هي حدوث الشكوى من نخر الجلد الناجم عن تناول الوارفارين حيث يتجلى هذا الأمر في شكل بقع حمراء أو أرجوانية أو بنية ومن ثم يمكن أن تتطور إلى بثور وتقرحات ونخر جلدي.
الجدير بالذكر أن هذا الخطر يعد أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات وراثية معينة والذين لديهم خطر أكبر للإصابة بالتجلطات الدموية.
7) أدوية الوبيورينول
تعد أدوية الوبيورينول من أهم أنواع الأدوية المستخدمة في العمل على تقليل مستويات حمض اليوريك المرتفعة، والتي هي الأكثر شيوعا عند الشكوى من السرطان والنقرس.
يجب العلم أن من أهم التأثيرات الجانبية والأكثرها شيوعا لهذا الدواء هو ظهور الطفح الجلدي المثير للحكة أو المسطح أو الخشن، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتطور هذه الحالة إلى حالات مرضية خطيرة.
بوجه عام يمكن أن تكون مخاطر الإصابة بالأمراض الجلدية أكثر حدة عند بدء تناول دواء الوبيورينول وخاصة مع الأشخاص الذين يعانون من اختلال كلوي والبدء في تناول جرعات عالية، وكذلك في الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية محددة.