في عالم الصحة الجنسية والعلاقة الحميمة بين الزوجين، فمن المؤكد أن لروتين ممارسة العلاقة الجنسية بشكل منتظم عدد من الفوائد الصحية الرائعة، والتي من الوارد أن تتمثل في التغلب على عوامل الإكتئاب وسوء الحالة النفسية وتحسين نظام القلب والأوعية الدموية، لذا فيتساءل الكثير من الأفراد عما إذا كان عدم ممارسة الجنس يؤثر على الصحة العامة، فالإجابة هنا بالطبع ستأتي بالإيجاب. من هنا قررنا أن نتعرف اليوم من خلال مقالنا التالي على أهم التأثيرات السلبية التي تعود على صحة الجسم نتيجة عدم أو قلة ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين.
العلاقة الجنسية بين الزوجين
العلاقة الجنسية بين الزوجين
مما لا شك فيه، أن روتين الجماع بين الزوجين يتغير بشكل طبيعي مع مرور الوقت حيث يحدث هذا الأمر اعتمادا على العمر والتقلبات في الرغبة الجنسية وحالة العلاقة ما بين الطرفين.
على سبيل التوضيح، فمن الوارد أن يحمل هذا الأمر الكثير من المزايا الصحية التي تعود على حالتنا البدنية والنفسية على مدار اليوم بالإيجاب ولكن إذا تم إهماله بشكل أو بآخر فمن الوارد أن يترتب على هذا بعض التوابع الغير مرغوب فيها على الإطلاق.
فوائد ممارسة العلاقة الجنسية بشكل منتظم
فوائد ممارسة العلاقة الجنسية بشكل منتظم
أظهرت العديد من الأبحاث والدراسات أن لروتين ممارسة العلاقة الحميمة بشكل منتظم العديد من الفوائد الصحية، والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
- تحسين وظيفة الجهاز المناعي.
- خفض ضغط الدم.
- انخفاض مستويات التوتر.
- التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
إلى جانب الفوائد السابق ذكرها، فيمكننا أن نقوم أيضا بذكر ما يعود على الرجال من فوائد أخرى مثل الحفاظ على صحة البروستاتا عن طريق القذف المتكرر، فقد أظهرت بعض الدراسات أن القذف من 2 إلى 4 مرات في الأسبوع يرتبط بشكل رئيسي بانخفاض مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، مما يقلل هذا الأمر من ضعف عملية الانتصاب.
بالنسبة للنساء، فمن الممكن أن يؤدي النشاط الجنسي المنتظم مع الشريك إلى تقوية عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة، مما يحسن هذا الأمر من وظيفتها ويقلل من سلس البول مع الكثير من النساء اللائي يعانين من هذه الحالة المرضية.
من هنا يجب معرفة، أنه في حال عدم ممارسة العلاقة الجنسية لأشهر أو سنوات، فمن المرجح ملاحظة آثار جانبية سلبية على الصحة العامة ومن ثم يمتد هذا إلى الصحة العقلية والعلاقة بين الزوجين.
عدم ممارسة العلاقة الحميمة وتأثيرها على الصحة العقلية
عدم ممارسة العلاقة الحميمة وتأثيرها على الصحة العقلية
في بعض الأوقات يمتنع الأفراد وخاصة النساء عن ممارسة العلاقة الجنسية نتيجة عدة أسباب مثل انخفاض الرغبة الجنسية، وحدوث بعض التغيرات الهرمونية أو المعاناة من بعض الحالات المرضية، ولكن هذا الأمر يعد سلبي على الإطلاق.
طبقا للعديد من الأبحاث التي تم إجراؤها عام 2020 عن السلوكيات الجنسية أثناء عمليات إغلاق COVID-19، فقد تم إثبات أن ممارسة العلاقة الجنسية بشكل منتظم يرتبط بالتقليل من معدلات الاكتئاب و القلق المتعلق بانخفاض الوظيفة الجنسية.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن النشاط الجنسي يمكن أن يحسن أيضا من الحالة المزاجية والصحة العامة لبعض الأشخاص أما عندما يكون الامتناع عن ممارسة الجنس أمرا لا إراديا، فمن الوارد أن يشعر بعض الأشخاص بالآثار السلبية على صحتهم العقلية، وفي المقابل، قد يجد الأشخاص الذين ليس لديهم رغبة جنسية هذه المشاعر غير سارة خاصة إذا تواجدت الكثير من مشاعر الحب ما بين الشريك.
قلة العلاقة الجنسية وإضطراب العلاقة مع الشريك
قلة العلاقة الجنسية وإضطراب العلاقة مع الشريك
من الوارد وبنسبة قليلة جدا أن يتمتع الزوجين بعلاقة رومانسية كاملة دون ممارسة الجنس بانتظام فالأمر هنا يشوبه الكثير من مشاعر القلق وعدم الرضا. على الجانب الآخر، يمكن أن يحسن الجنس المنتظم من صحة العلاقة الزوجية، ويحسن من روتين التواصل والشعور بالتقارب.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أشخاص يشعرون أنهم لا يمارسون ما يكفي من الجنس ويشعرون بالقلق من وجود خطأ ما في علاقتهم أو أنهم يخشون أن يكونوا أقل جاذبية لشريكهم. في هذه الحالات، ينصح الخبراء بأهمية تجربة طرقا أخرى لتحسين التواصل والألفة حيث من الممكن أن يؤدي الحضن والتقبيل والإيماءات الحنونة والمفتوحة مع بعضها البعض إلى تحسين صحة العلاقة، بغض النظر عما إذا كانت مرتبطة بالنشاط الجنسي أم لا.
في النهاية، يمكننا القول بأنه لا يوجد عدد محدد من مرات ممارسة العلاقة الجنسية للتمتع بالكثير من مشاعر الرضا، فالأمر يختلف من شخص لآخر، بالإضافة إلى أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتعبير عن المشاعر الجنسية طالما أن الزوجين في حالة من الحب والرضا.
ولكن، يجب على أي شخص يشعر بالقلق بشأن انخفاض الرغبة الجنسية أو عدم انتظام الجنس الذي يؤثر على العلاقة مع الشريك أن يقوم بالتوجه إلى المختصين في هذا الأمر للحصول على المشورة والعلاج، وتغيير بعض الأنماط الحياتية، وتحسين روتين التواصل، وما إلى ذلك.